أما آن الأوان .. ؟!
مأساة شديدة تحل عليك كمواطن يمني وأنت تتنقل بين شاشات التلفزة وصحافة العالم بكل تشكيلاتها المرئية والمقروءة والمسموعة ولا تخلو من أخبار هذا البلد الذي حاولت أيادي الخبث من تحويله إلى ركام.. هذا البلد الذي ما إن يتحدث أحد عن اليمن إلا وأتبعها بالسعيد والتي لا يستطيع اليمني أن يعترف بهذه السعادة التي كانت، وأصبح اليمن واحدا من ضمن تلك الدول التي يُضرب بهذه الأمثلة في القتل والدمار .
نحن أجيال أتينا إلى هذه الحياة وآباؤنا يبحثون عن تلك السعادة والحرية والكرامة التي يقرأون ويسمعون عنها واستمر البحث عنها حتى وصلوا إلى حالة ما أشبه باليأس.. ناظرين لأجيال آتية من بعدهم وأين موقعهم من كل هذا الذي هو (نحن) .
وها نحن جيل أتينا ونمشي في تلك الدائرة المغلقة وأصبحنا ننظر لأجيال قادمة ليس لها إلا أن تعتز بآبائها لا أن تصب لعناتها على ما سيصلون إليه .
ومن هذا المنطلق أقول للجميع كبيرا وصغيرا رئيسا ومرؤسا زعيما وقائدا أما آن الآوان لترك كل المناكفات السياسية وتكون هناك نظرة واحدة لمواجهة كل التحديات التي تعصف بالبلد والتوجه إلى بناء مستقبل هذه الأجيال القادمة التي ستكونون كبارا في عيونهم لاصغارا .
أما آن الأوان أن يعترف الجميع بأخطائهم وأن يُقال للمخطئ أخطأت والمصيب أصبت ومن المعيب على الجميع أن يتناسى أو يتغاضى عن أي سلبيات أو إيجابيات تجاه أي جماعة أو مكون يعتز بانتمائه لهذا الوطن وعلينا أن نكون على يقين أن التاريخ يدون وسيُنقل لتلك الأجيال القادمة .
من المعيب أن نجد أبناء أغلب الدول العربية يتفاخرون بانتمائهم وأصوليتهم إلى هذا البلد الذي أصبحنا جزءا من تدميره وأعتبر الساكتين عن الظالمين والقاتلين مدمرين ومشاركين بالتدمير انطلاقا من قول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ولايستطيع أحد ان يبرر لنفسه مدى استطاعته كونها تعود إلى علم الله باستطاعة هذا أو ذاك .
من المعيب أن تأتي أجيال قادمة وتبحث لها طريقة للخروج لبلدان أخرى بحثا عن قوتها الضروري وتلتحق بالملايين السابقين وبالمقابل أيضا من المعيب أن اليمني في الغربة اصبح عالة على تلك الدول ويتعرض لكل وسائل الإهانة والجميع لاينظر سوى لمصالحه وحاشيته وما واجهه إخواننا المغتربون في عدد من الدول ليس ببعيد.. ماذا قدمنا لهم ؟ ماذا قدمتم لهم أيها المتصارعون ؟
وأخيرا .. أما آن أن تخجلوا أن خزينة الشعب أصبحت شبه خالية من فعل أولئك الأوباش ولتكن الآن فرصة للجميع لبناء دولة مدنية تعتمد على ذاتها وخيراتها ، دولة مدنية ذات سيادة وطنية يكون لها دور هام في حل قضايا الأمة وأن يكون الجميع على طاولة واحدة وحل قضاياهم بأنفسهم بدلا من التجول في دول العالم للبحث عن وساطات لحل مشاكلنا والبحث عن مساعدات .
فاليمن هو بلد الكرامة والعزة هو بلد الحضارات، اليمن هو بلد الخيرات ، اليمن هو البلد الذي ذكره الله سبحانه بجنانه .
- قرأت 395 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ