صعدة.. هي الآن اليمن مختصراً في أعز وأنبل وأشجع أبنائه.
صعدة.. إذ تتلقى حمم الحقد السعودي، جحيماً من السماء، فإنها تفعل ذلك نيابة عن كل يمني، يؤمن بيمنيته، ويحترمها، ويعتز بها، في وجه أقذر عدوانٍ يتواطأ عليه العالم كله ضد بلدٍ من البلدان.. أرضاً وإنساناً.. وجوداً وهويّة.
وتفعل ذلك نيابة عن كل "إنسانٍ" يعتبر الإنسانية مضمون وجوده، في وجه من قتلوا بأموالهم كل معنى للإنسان.. وحولوا الضمير الإنساني إلى سلعة للبيع والشراء.
صعدة.. من الطين نشأت وإلى الطين تعود أمام مرأى العالم كله.. يحولها العدو بكامل ترابها وشجرها وحجرها وبشرها (البالغين ٩٠٠ ألف نسمة)؛ إلى "هدف عسكري" تحت سمع العالم كله..
لكنها من الطين، وركام الجريمة والعدوان، ستواصل اجتراح معجزتها في كتابة تاريخ جديد لليمن.. وستستمر في إنجاز ملحمتها في قتل قاتليها وفتك الفاتكين بها.
صعدة.. جروحٌ غائرة.. ينابيع من الدم.. فصول من الوجع.. لن تبقي على شيء كما كان عليه قبل محاولة سحقها بيأس وانهزامية.
ومن عمق ضعف صعدة واستضعافها سيتخلق وجدان جديد لليمنيين... ولا أقوى، ولا أنزع إلى الحياة، ولا أقدر على صنع الكرامة؛ من "وجدانٍ" يولد من رحم المأساة..
قُدّستِ صعدة.. قُدست منازلك وأضرحتك وصوامعك ومساجدك وأسواقك المستباحة...
تباركت وجوه أطفالك المعفرة بالتراب تحت الأنقاض.. تبارك الدمع المتيبس على خدود النساء.. والحزن العظيم في صدور الرجال..
وبوركت سواعد أبطالك وهم يذودون الموت والعار عنا وعنك بفداء وعزيمة لاشبيه لها إلا في الأساطير.
صعدة لا تموت يا خطيئة العصر ومَجْمَع خطايا التاريخ: آل سعود.
صعدة لا تموت
ولن..
- قرأت 488 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ