فاز الاربعاء بشراء مليونين و 500 الف برميل من نفط المسيلة .. السفير الامريكي : حميد هدد منافسيه بالاختطاف
- في يوليو 2009 اشترت أركاديا النفط اليمني بزيادة 3.4 مليون دولار عن السعر الذي اشترت به في فبراير 2009 بسبب إنشاء اللجنة العليا لتسويق النفط الخام ووجود منافسين بعد إنهاء احتكارها تسويق نفط اليمن!
- منذ 1994 وحتى مارس 2009 احتكرت شركة أركاديا شراء نصف إنتاج اليمن من النفط الخام (3 ملايين برميل شهرياً) بأقل من أسعار السوق العالمية دولاراً إلى دولارين عن كل برميل!
- السفير الأمريكي ستيفن سيش في أغسطس 2009: "حميد الأحمر وأركاديا أخذا الأمر إلى أبعد من ذلك بتهديد المنافسين بخطف ممثليهم إن هم قاموا بالمنافسة"
"الأولى"- محمد العبسي:
قالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إن اللجنة العليا لتسويق النفط الخام، برئاسة محمد سالم باسندوة، أقرت في اجتماعها، الأربعاء الفائت، بيع إجمالي كمية النفط الخام المنتج من المسيلة (حضرموت) والمقدر بمليونين و600 ألف برميل نفط، لأفضل العروض المقدمة من شركة "أركاديا بتروليوم" بسعر برنت المؤرخ زائداً ٤٦ سنتاً للبرميل الواحد.
http://www.sabanews.net/ar/news287346.htm
هكذا هي الحياة. استقبل سكان غزة العام الهجري الجديد بجرائم وحشية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، واستقبلته أسرة يمنية بوفاة 14 امرأة في انقلاب سيارة كانت تقلهن إلى حفل زفاف، فيما استقبله حميد الأحمر بإتمام صفقة شراء مليوني برميل من النفط الخام، والظفر بما لا يقل عن مليوني دولار في أسوأ الأحوال، وضعفها إن زاد الطلب، كصافي ربح الشيخ حميد الأحمر. المبلغ الذي يعتبر زهيداً قياساً بما كان يربحه الشيخ حميد قبل 2009.
واحتكرت شركة أركاديا وحدها شراء النفط اليمني منذ 1994 وحتى 2009، بأقل من سعر السوق العالمية بحوالي دولارين، إلى أن أنشأت الحكومة اليمنية المجلس الأعلى لتسويق النفط الخام، بإشراف مباشر من نجل الرئيس السابق، حسبما ذكر ستيفن سيش، السفير الأميركي في صنعاء، في أغسطس 2009، في وثيقة سرية نشرها موقع ويكيليكس على الرابط التالي: (الوثيقة http://wikileaks.org/cable/2009/09/09SANAA1782.html). وهذا يفسر تصريح حميد الأحمر الشهير في 2009، والذي دعا فيه إلى "ثورة شعبية على نظام علي عبدالله صالح".
وذكرت الوثيقة الدبلوماسية إن (حميد) الأحمر تفاخر، كعادته، أمام المسؤول الاقتصادي في السفارة الأمريكية بصنعاء "أنه يحصل على 50 ألف دولار شهريا من أركاديا"، وعلق السفير إن هذا المبلغ كان "جزءا هامشيا من دخله".
وبحسب الصحفيين الأمريكيين براين جروا وجوش شناير، في تقريرهما المنشور في "رويترز"، 2 يونيو 2011، فقد أدى "إنهاء سيطرة أركاديا، والشيخ حميد الأحمر، على تسعير صادرات النفط في مارس 2009، إلى ارتفاع إيرادات صادرات النفط الخام اليمني التي كانت تباع بأقل من قيمة السوق". وقال تاجر للنفط الخام في آسيا لرويترز "إن أركاديا كانت دائما تفوز بعقود النفط بسبب وجود وكيل لها في اليمن، بينما كانت شركات نفطية رئيسية أخرى مثل بريتش بيتروليوم وشيفرون، مترددة في المشاركة في تقديم عروض الشراء، وإن التغيير الذي حدث كان ضربة للفساد في مناقصات بيع النفط اليمني".
حتى أثناء حرب الحصبة.. أركاديا تفوز بالنفط اليمني
ويأتي فوز شركة أركاديا، الأسبوع الفائت، بمليوني برميل من نفط خام المسيلة (دورة يناير القادم)، بإجراءات شفافة ونزيهة، كون شركة أركاديا، ووكيلها في اليمن الشيخ حميد، تنافست مع 14 شركة عالمية أخرى، في مناقصة دولية أعلنتها وزارة النفط اليمنية، وفتحت مظاريفها بحضور ممثلي الشركات العالمية ومندوبيهم.
ولا مشكلة مع حميد الأحمر عندما يسري عليه ما يسري على غيره من اليمنيين، ولا انتقادات لدي عندما يتقدم بعرض سعر لشراء سلعة ما، كالنفط، في مناقصة مفتوحة يتقدم لها معه مشائخ آخرون، كوكلاء لشركات عالمية منافسة، أو رجال أعمال مثل نبيل هائل وكيل شركة "بي بي" البريطانية. المشكلة عندما يحصل على امتيازات تجارية بالأمر الفوقي المباشر، دون مناقصة وتنافس شريف، باعتباره نزل من السماء بزنبيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، كما حدث في مناقصة ترسيم الحدود اليمنية السعودية.
أعرف أننا لسنا في هولندا، وأننا في اليمن: بلد يسهل التلاعب بأية مناقصة أو توجيهها مسبقاً لشركة معينة، غير أننا محكومون بقانون المناقصات والتنافس العلني (وبصرف النظر عن السؤال المشروع حول مصدر ثرواته، وكيف نماها حميد الأحمر، في سنوات قليلة، حتى صار وكيلاً لشركة تسوق 800 ألف برميل يومياً من النفط الخام في جميع أنحاء العالم، وتسببت في ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى سعر له في التاريخ: 150 دولاراً، مطلع 2008، مؤثرة على جميع سكان الكرة الأرضية).
وحتى في شهر يوليو 2011، وبينما اليمنيون يقتلون بعضهم بعضاً، جنوداً وقبائل، وبينما مؤسسات الدولة تدمر، واليمنيون يقضون 16 ساعة في اليوم في ظلام دامس، ويخافون مما هو أسوأ من تفسخ الجثث المرمية في شوارع الحصبة وأحيائها.. في ذلك الوقت كانت سفن شركة أركاديا تتسلم 3 ملايين برميل نفط خام من المسيلة، دون أن تتضرر الشركة العالمية من حرب الحصبة، كما تضررنا نحن وسكان نصف العاصمة، أو تصلها قذيفة عن طريق الخطأ من أحد الجانبين، كما فعلت مع بيوت المدنيين من سكان الحصبة وصوفان! يا إلهي كم العالم مليء بالظلم والقبح. ففي حين لم تتضرر شركة أركاديا من حرب الحصبة، أو يُلغَ عقدها، تضرر الطفل أسامة محفل وعائلاته جراء انفجار لغم أرضي به أمام وزارة الصناعة والتجارة، هشم ساقيه وشوى جلد نصفه السفلي (يحتاج زراعة جلْد).
فقبل حرب الحصبة بـ20 يوماً فقط، فيما فُسّر على أنه صفقة، أقرت اللجنة العليا لتسويق النفط الخام، برئاسة أمير العيدروس، في 9 مايو 2011، إرساء مبيعات اليمن من نفط "المسيلة" لدورة يوليو 2011، لشركة لأركاديا، بكمية 3 ملايين برميل من النفط الخام. وحتى أثناء المواجهات المسلحة الشرسة في الحصبة، وبحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، التي كانت مهجرة من مبناها في الحصبة، أقرت، في 8 أغسطس، اللجنة العليا اليمنية لتسويق النفط الخام، برئاسة وزير المالية نعمان الصهيبي (كون د. علي مجور، رئيس اللجنة، في المملكة العربية السعودية للعلاج)، مبيعات النفط الخام لدورة أكتوبر 2011، وكميتها 3 ملايين برميل، بسعر برنت المؤرخ ناقصاً 93 سنتاً للبرميل، لشركة أركاديا.
أركاديا تضطر إلى تحسين أسعارها في ظل المنافسة
وذكرت برقية الخارجية الأمريكية، المنشورة في موقع ويكيليكس، "إن أسعار النفط المنخفضة التي حصلت عليها أركاديا، تم التأثير فيها بواسطة علاقات حميد الأحمر القوية كوكيل للشركة، بينما نفت أركاديا ذلك".
ونقلت برقية السفير الأمريكي ستيفن سيش، عن مسؤول حكومي مهم، أن "حميد الأحمر وأركاديا أخذا الأمر إلى أبعد من ذلك بتهديد المنافسين بخطف ممثليهم إن هم قاموا بالمنافسة". وقد علق مندوب شركة أركاديا (جيبونز) لرويترز: "إن موضوع الاختطاف هو ادعاء مثير للسخرية، وأنا أدحض تماما أنه حدث، وهو نوع من الأمور التي يمكن أن تأتي من المنافسين، أو من أعداء حميد الأحمر. هذه هي السياسة اليمنية، وتذكر أن حميد الأحمر هو عدو لدود للرئيس صالح"، في تأكيد واضح ومناقض لنفي مكتب شركة أركاديا في بانكوك، أن حميد وكيلها في اليمن.
وبحسب الصحفيين براين جروا وجوش شناير، حتى بعد تطبيق نظام المناقصات في بيع النفط اليمني، لم يقف "حميد الأحمر وأركاديا مكتوفي الأيدي أمام التحدي الجديد". ففي يوليو 2009، بعد 3 أشهر من تشكيل لجنة تسويق النفط الخام، برئاسة الدكتور علي مجور، "سعت أركاديا إلى محو المنافسة من خلال شراء النفط اليمني بسعر مرتفع، بصورة مصطنعة تهدف إلى تخويف المنافسين بعيدا بشكل مؤقت". حيث تُتهم أركاديا بأنها عرضت 1.02 دولار زيادة على سعر السوق العالمية لخام برنت، بينما كانت تقوم من قبل بعرض 2-3 سنتات أقل من الأسعار العالمية. وقد ولد العرض الجديد دخلاً إضافياً للحكومة اليمنية مقداره 3.4 مليون دولار في ذلك الشهر".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراجع:
1. رابط خبر وكالة سبأ http://www.sabanews.net/ar/news287346.htm.
2. رابط برقية السفير الأمريكي ستيفن سيش المنشورة في ويكيليكس: وثيقة http://wikileaks.org/cable/2009/09/09SANAA1782.html.
3. رابط التحقيق الصحفي الأمريكي رويترز بعنوان "شركة أركاديا ربما استولت على صادرات نفط اليمن" http://www.reuters.com/article/2011/06/02/us-yemen-arcadia-wiki-idUSTRE7....
4. رابط موقع وزارة النفط اليمنية: http://www.mom.gov.ye/index.php/component/content/article/1-latest-news/....
5. اللجنة العليا لتسويق النفط: http://www.spa.gov.sa/details.php?id=891259
6. رابط ويكيليكس فرعي: http://yemenexposed.wordpress.com/category/military/.
- قرأت 1166 مرة
- Send by email