مركز الدراسات والبحوث اليمني يكرم الكوكبة الأولى من شهداء ومناضلي الثورة اليمنية

كرم مركز الدراسات والبحوث اليمني اليوم الكوكبة الأولى من الرموز الوطنية الخالدة من شهداء ومناضلي الثورة اليمنية تقديرا وعرفانا لما قدموه من تضحيات غالية للوطن وذلك بمناسبة العيد الـ 45 للاستقلال الوطني الـ 30 نوفمبر.
وفي الحفل الذي حضره عدد من الثوار والمناضلين والباحثين والمثقفين منح مركز الدراسات والبحوث اليمني دروع المركز لكل من المناضلين الدكتور ياسين سعيد نعمان، محسن العيني، عبدالله باذيب، أحمد حسين المروني، فيصل عبداللطيف الشعبي ، محمد عبده نعمان الحكيمي، صالح الرحبي ، راحج غالب لبوزه ، علي حسين القاضي ، جار الله عمر ، محمد علي هيثم ، محمد عبدالله الفسيل، مثنى الحظيري، يحيى محمد علي الشامي، أنيس حسن يحيى، أحمد دهمش ، المناضلة دعرة، محمد سالم البيحاني ، محمد حسن السراجي ، أحمد سكران ، أحمد علي مرفق ، رضية احسان ، ناجي بريك، سيف أحمد حيدر ، رضية شمشير ، محمد عبدالقادر بافقيه، ومحمد عبدالقادر بامطرف.
وأوضح رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح انه وبالتزامن مع احتفاء اليمن بالعيد الـ 45 للاستقلال الـ 30 نوفمبر وجلاء آخر جندي أجنبي من فوق تراب اليمن الطاهر، يسعد المركز أن يحتفي بعدد من الرموز الوطنية التي أسهمت في تحرير الوطن من الاستبداد والاحتلال ومن هذه الرموز من قضى نحبه ومنها من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
وأشار إلى أنها المرة الأولى في تاريخ المركز أن يقوم بتقديم دروع تقدير وعرفانا لمن يستحقها من الشهداء والمناضلين وفق اعتبارات ومعايير وطنية خالصة لا تشوبها شائبة من تعاطف حزبي أو طائفي أو مذهبي أو غيرها من الاعتبارات التي طفت على السطح في السنوات الأخيرة متجاهلة القيم والمعاني التي قامت من أجلها الثورة وألتزم بها كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن.
وقال الدكتور المقالح :" إن هذه ليست سوى البداية التي نرجو الله أن تتواصل وأن يتبنى المركز وهو مؤسسة بحثية عليمة وطنية لا تنحاز إلا للحق ولمنطق الوطنية الصادقة، مبدأ الاحتفاء بالمناضلين وكل من أسهم في تقدم الوطن والتضحية في سبيل حريته وكرامته"، مشيرا إلى أن هذا الاحتفاء المعنوي ليس سوى حافز للدولة في أن تقوم بواجبها نحو عائلات الشهداء والمناضلين الذين يعاني بعضهم من البؤس والإهمال.
وأضاف :" إن في الالتفات إليهم ورعايتهم التفات إلى الوطن ورعاية للثورة وحافز لاستمرار النضال ومواجهة كل التحديات التي كانت وما تزال تتربص بالوطن وتسعى إلى العبث بحريته وكرامة أبنائه "، معتبرا هذه المبادرة هي مبادرة ذاتية من المركز وممن يثمنون العمل في هذا الاتجاه لتحفيز الجهات الرسمية لتأسيس العمل في الاحتفاء بالمعنى العام للرمزية الوطنية اليمنية.
من جانبه أعرب المناضل اللواء حمود بيدر عن آسمى آيات الشكر والتقدير للمركز على هذا المبادرة الايجابية في قضية التكريم وإيلاء الرموز الأولى للثورة اليمنية هذا التكريم الذي يذكرنا بان شعبنا مر ومازال يمر بمراحل طويلة من النضال ومازال يعاني في سبيل تحقيق أهدافه في الحرية والعدالة والحياة الكريمة لان أحلام الأحرار لم تتحقق كما كانوا يحلمون.
وقال : كنا نحلم أن يكون اليمن أفضل مما هو عليه الآن وكنا نؤمن أن الثورة ستنقله إلى آفاق أوسع ولكن لدينا ثقة أن الحركة الوطنية اليمنية خاصة بعد انتشار الوعي بفعل التعليم سوف تتجاوز هذه الصعوبات".
وأضاف: إننا كوطنيين نؤيد ما قاله الدكتور المقالح بأن يتجاوز الاحتفاء أي انتماء لأننا كيمنيين أثبتنا أننا وطنيين نحب اليمن حبا عميقا وهذا التكريم الذي قام به المركز يذكرنا بنوع من الوفاء لهذه الكوكبة من طلائع الحركة الوطنية لان هؤلاء الأحرار بما فيهم من استشهد ومات لن نفيهم حقهم مهما أعطيناهم لأنهم قدموا أرواحهم فجزاهم الله خير الجزاء ".
وأعرب عن أمله في أن يكون الشباب امتداد للرعيل الأول من الثوار في مواصلة تحقيق أهداف الثورة اليمنية المباركة.
فيما ألقى المناضل الدكتور ياسين سعيد نعمان كلمة أعرب فيها عن الشكر الجزيل لمركز الدراسات والبحوث اليمني لتحقيق هذا اللقاء الاحتفائي وتكريم هذه الكوكبة من أحرار اليمن، مؤكدا التقدير للشهداء والمناضلين وهو التقدير الذي يأتي والجميع يتطلع إلى ثمار الثورة الشعبية الشبابية السلمية وهي الثورة التي أعادت الاعتبار للثورة اليمنية وانتزعتها من الآيادي التي اغتصبتها طوال عقود طويلة بالاستبداد والفساد والعبث.
وقال: إن هذه الثورة الشعبية الشبابية السلمية قد أعادت الاعتبار حقا للثورة اليمنية من ناحية ومن ناحية أخرى وضعت الشعب اليمني على طريق جديد، هذا الطريق الذي نقف في مقدمته اليوم ".
واستعرض الدكتور نعمان أهمية الحوار الوطني في المرحلة الراهنة، مشيرا إلى خصوصية الثورة الشبابية الشعبية السلمية وهي أنها جاءت سلمية ترفض الاقتتال كطريق لانتزاع حقوق الشعب ،وهو ما ميزها عن الثورات السابقة من خلال العودة للإرادة الشعبية، وهي أن تسوية المسار نحو تحقيق الديمقراطية من شانه تحقيق الرؤى التي قامت من أجلها هذه الثورة التي انتصرت للديمقراطية وللإرادة الشعبية.
وأضاف: نحن على مشارف مرحلة خطيرة أما أن ننتصر لهذا الحوار ونتجاوز كافة الانكسارات في الثورات القديمة، وعلى كل القوى السياسية المختلفة أن لا تقف على هامش الحوار الوطني ، هذا الحوار الذي هو مطلب حقيقي لكل القوى الوطنية وظلت تطرحه كأساس للوصول لتحقيق أحلام الشعب ".
وتابع بالقول:" النظام السابق أفرز قوى بأيديها سلاح تتربص بهذه الثورة وباستطاعتها تغيير المسار لكن لن نعود لمشروع الغلبة السابق".
كما ألقى الدكتور علي البريهي كلمة باسم شباب الثورة حيا فيها تضحيات رموز الثورة اليمنية وشهدائها، مؤكدا باسم شباب الثورة أن الثورة الشعبية الشبابية السلمية لن تسرق مثلما سرقت الثورات السابقة، منوها بخصوصية ثورة الشباب وتطلعاتها وما قدمه الشباب من تضحيات جسيمة في سبيل فتح الطريق إلى تحقيق مشروع الدولة المدنية الحديثة.
فيما عبرت كلمة المناضل يحيى محمد على الشامي عن خصوصية مطلب العدالة الاجتماعية في أهداف الثورة اليمنية وما تحقق من هذا الهدف في الشطر الجنوبي قبل الوحدة وما يفترض أن يتحقق اليوم استلهاما مما كانت عليه وضع العدالة الاجتماعية في جنوب اليمن قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، متمنيا على مركز الدراسات والبحوث اليمني إقامة ندوات تتناول هذا الموضوع.