ما هي أهمية سيطرة الجيش السوري على مزارع الملاح في ريف حلب الشمالي؟
خميس, 07/07/2016 - 10:32مساء
تضم منطقة مزارع الملاح ثلاثة مزارع متصلة مع بعضها وتشكل مجتمعة نقطة استراتيجية هامة شمال حلب، وهي المزارع "الوسطى والشمالية والجنوبية"، وهي شهدت معارك كر وفر كثيرة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة خلال السنوات الماضية انطلاقًا من المزارع الوسطى بهدف سيطرة الجيش على المزارع الشمالية التي تشكل صلة وصل بالمزارع الجنوبية ومنها باتجاه طريق الكاستيلو الذي يعد الشريان الاساسي لإمداد المجموعات المسلحة من ريف حلب الشمالي باتجاه الأحياء الشرقية لحلب.
في 25 حزيران الماضي، بدأ الجيش السوري وحلفاؤه تقدّمهم باتجاه المزارع الشمالية وسط تغطية نارية كثيفة ودقيقة، وبالفعل تمت السيطرة الكاملة على المزارع الشمالية في اليوم التالي أي في 26-6-2016 بعد اشتباكات عنيفة اوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المجموعات المسلحة ولا سيما "حركة نور الدين الزنكي" الاكثر حضورا في المنطقة وكذلك "جبهة النصرة".
حاولت هذه الفصائل بعد يومين من سيطرة الجيش السوري وحلفائه على المزارع الشمالية استرجاع المزارع ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل بعد استخدامهم الآليات المفخخة والانتحاريين ووقوع المزيد من الخسائر في صفوفهم بينهم مسؤولين ميدانيين وعسكريين ومسلحين من جنسيات أجنبية.
استمر الجيش السوري وحلفاؤه بالضغط على المجموعات المسلحة في المزارع الجنوبية عبر تكثيف القصف المدفعي والصاروخي على نقاط انتشارهم في المنطقة وسط تقدم بسيط في المزارع الجنوبية.
بعد هذه المحاولات نجح الجيش السوري والحلفاء اليوم بالتوغّل داخل المزارع الجنوبية والسيطرة الكاملة عليها لتصبح منطقة مزارع الملاح كاملة تحت السيطرة، ليحقق الجيش السوري إنجازًا عسكريًا هامًا في هذه المزارع التي لها ميزات جغرافية كون المزارع الجنوبية يحدها من الشرق مخيم حندرات الواقع تحت سيطرة المسلحين، ومن الغرب "الأرض الحمراء" امتدادًا لأراضي مدينة حريتان الواقعة أيضاً تحت سيطرة المسلحين، ومن الشمال امتداد لأراضي باشكوي الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، ومن الجنوب طريق الكاستيلو شريان المسلحين باتجاه الأحياء الشرقية لحلب.
وبالسيطرة على هذه المزارع يكون الجيش قد حقق عسكريًا:
1- قطع طريق الكاستيلو ناريًا حيث باتت قوات الجيش السوري والحلفاء على بعد 1كلم و360م، ويعتبر الطريق الشريان الوحيد للمسلحين من ريف حلب الشمالي باتجاه مخيم حندرات ومنه إلى الأحياء الشرقية لحلب.
2- إطباق الجيش السوري وحلفاؤه فكي كماشة على المدخل الشمالي لحلب، من جهة القوات المتواجدة في الليرمون و القوات المتواجدة في مزارع الملاح من جهة أخرى.
3- تأمين نقطة ارتكاز للجيش السوري لفتح محور عمليات جديد من الجهة الغربية باتجاه مخيم حندرات.
4- اتساع رقعة وعمق الأمان للبقعة التي تتضمن الأراضي الواصلة بين المنطقة الصناعية وطريق نبل والزهراء.
أمّا أبعاد السيطرة على مزارع الملاح فهي:
1- المسلحون المتواجدون في أحياء حلب الشرقية موصولون بأكبر تجمع للمسلحين عبر طريق الكاستيلو ومنه إلى ريف حلب الشمالي ثم إلى الريف الغربي وصولاً إلى التجمع الأكبر في إدلب ومنها إلى تركيا لعلاج المصابين ونقل الأسلحة والذخائر.
2- تطويق حلب المدينة وعزلها عن الريف بشكل كامل.
3- فتح الجيش السوري عمليات عسكرية باتجاه الأحياء الشرقية لمدينة حلب، أو القيام بمصالحات شبيهة بالتي حصلت بالدار الكبيرة في حمص.
- قرأت 766 مرة
- Send by email