صعدة وأبناء كهفها هم السبب !

((خرجوا للقضاء على الجرعة وجرعونا كل الجرعات)) .. هذا عنوان كتاب ومرجعية مُقدسة لمثقفي الزريبة السحرية، الذين توضَّأو بالنفط ومسحوا وجوههم بالقيح واغتسلوا بالريالات يتقنون النباح على صعدة وأبنائها .. في حين تتوضأ صعدة بالدم وتُمسح فتية كهفها بالنار والحريق ويغسلون أيديهم بالأكفان !!

 

فهل أستمع أحدكم لأنينها ؟؟ هل شَهِدَ أحدكم دموعها ؟؟ هل رأيتم إنكسارها ؟! سقوطها ؟!

كلا كلا كلا، لا تئن لا تبكي لا تنكسر لا تسقط .. تتحمّل بصمت لتخرس أبواق الناعقين .. إختارت تَمَزُّق أطرافها واحتراق أشلائها كل لاتسمع صراخكم ..

دفعت بفتيتها إلى مُقدمة الصفوف لتُخرس أفواه الزاعقين .. تجردت من ملابسها كي لايذبح أطفالها ووهبت روحها كي لاتسمع سمفونية “أنتم السبب” ..

لو كان لدى فقرائها القمح لأهدوه لكل بيت وتحملوا وحدهم طعن الحرب والحصار ..

 

لو كان لدى فقرائها المال لأعطوكم وأخرسوا قذارة أفواهكم، ألم يفترشوا الساحات ويناموا على الإزفلت لإسابيع لأجل جرعة لايستطيعون حملها ؟؟!

لو كان الأمر بيدها لأمطرتكم بالكهرباء والنفط والسيارات !!

 

مالديها روحها وروح فتية كهفها تتجرّد من روحها حين ترى أبنائها يُذبحون وتبيع فتيتها في كل الجبهات لتخرسكم … أُم تتعرى وتتجرَّد من ملابسها تحت التهديد بذبح أطفالها لتعيشوا ..

 

أيا أبناء الطلقاء يكفي إصطياداً بدمائها فلتخرسوا ولتصمتوا عن هذا الإفك بعاصمة الحب والسلام … ثم مالي لا أرى زريبتكم -قبل عام فقط- تمطرنا بالكهرباء والمحروقات والغذاء والدواء ولم يكن هنالك عدوان عليها ؟؟ ولم يكن ثمة حصار ؟! ولم تمتلئ المدن بما يُسميه الصهاينة “إحتلال الميليشيات للمدن” ؟؟

 

أخرسوني كمموني أفحموني آتوني بكبيركم لأكسر قرنه، مالي لم أرى نظرياتكم وحلولكم السحرية في قمّة خشوعكم بالصلاة لماما أمريكا وقطرائيل وآل سلول ؟؟؟!

 

نعم وألف نعم نزل فتية الكهف الحوثيين من جبال صعدة ومران واحتلوا صنعاء وانتشروا إلى كل المحافظات اليمنية واحتلوا المؤسسات الحكومية نعم وألف نعم وبكل لغات اهل الأرض إحتلَّ الحوثي قلوب 26 مليون يمني وانتشر للمحافظات كما تنتشر الشرايين إلى كافة الجسد فدبَّت الحيوية والنشاط في الجسم اليمني بعد

أن أنهكته ديدان الفساد وحيتان الأزمات والحروب …

 

نعم أحتل الحوثي اليمن كما تحتل الروح الجسد فلا حياة بلا روح ولا يمن بلا حوثي ..

 

نعم إحتلت صعدة وفتيتها اليمن كما يحتل الإمام المِحراب فلا صلاة بدون إمام ولا وطن بدون صعدة ..

 

نعم وألف نعم إحتل الحوثي صنعاء ومأرب كما يحتل جبل نقم صنعاء ويحتلُّ السد قلب مأرب فلا صنعاء بدون نقم ولا كرامة بدون الحوثي ولا مأرب بدون سد ولا تاريخ بدون الحوثي ..

 

نعم أحتل الحوثي تعز كما يحتل جبل صبر تعز فلا تعز بدون صبر ولا عز بدون الحوثي .. نعم إحتل صعدة وفتيتها عدن كما تحتل الصهاريج عدن فلا عدن بدون صهاريج ولا شهامة بدون الحوثي ..

 

نعم أحتل الحوثي الجبال والسهول والأودية كما يحتل الودق السحاب فلا حياة بدون مياه ولا معيشة بدون حوثي .. نعم نعم نعم رجال كهف الرقيم فتيان صعدة وكهوف صعدة تعرف حراء ومابقي من حراء .!

 

لا أبالغ ولا أنافق ولا أمتدح .. لم تطأ قدماي صعدة حتى اليوم لكنها تذهب كل يوم هناك لتأخذ روحي من روحها .. وأدعوا الله أن يشرفني بسرقة بعضاً من هوائها ولو كان مليئاً برائحة البارود .. واتمنى التحدُّث لمسائها وحدي بصمت وأحتسي معها كوب فارغ متَّسخ بالركام ففيه كل ماعلى الأرض من إباء وكرامة وعزة وصمود ..

 

صعدة وفتيتها سلبت العقول قبل الجغرافيا هي ملح التراب ملح الوطن فلا طعام بدون ملح ولا وطن بدون صعدة وفتيتها كل ذلك وأكثر ومابعد الأكثر .. وتماشياً مع التاريخ ومحاكاة للتاريخ واستقراء للتاريخ ولمن يدلِّس ويشكك ويتلون باللون الأخضر فليسأل الإستعمار العثماني وليقرأ تاريخ مساجد وجوامع وكتاتيب جبال مران وحصن شهارة حجة وليدرس تاريخ صلح دعان والمدرسة الشمسية الذمارية ..!

 

صعدة وفتيتها سيحكي عنهم التاريخ بأنهم بحجم وطن وأمة وعقيدة ومابعد البعد .. مهما نعقت غربان آل سلول ونقنق ضفدع الخيانة وطبلت طبول العمالة والإرتزاق وزمرت مزامير نوبل للسلام وحقوق الإنسان ونهق حمار الذبح والقتل بالجملة وكفى بالله وكيلاً ..
والله لا يهدي القوم الظالمين.

 

* المقال نشر العام الماضي ونعيد نشره .