الرئيس الصماد: مجلس القائمين بأعمال الوزراء تجربة مميزة وفريدة في علم الإدارة

أشاد الرئيس صالح الصماد بدور القائمين بأعمال الوزراء، مبينا أن الدور الذي قام به مجلسهم يعد تجربة مميزة وفريدة في علم الإدارة ستدرس وتدًرس في علوم إدارة الأزمات ومواجهة الحروب.

جاء ذلك في استقباله اليوم الثلاثاء، بحضور نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى الدكتور قاسم لبوزة وأعضاء المجلس السياسي الأعلى في القصر الجمهوري بصنعاء ، القائم بأعمال رئيس الوزراء طلال عقلان والوزراء والقائمين بأعمال الوزراء.

وفي اللقاء تم قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن وكرامته وحريته وسيادته وشهداء الغارات العدوانية من المدنيين وضحايا المجازر التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي.

وأعرب رئيس المجلس السياسي الأعلى عن سعادته بلقاء الوزراء والقائمين بالأعمال الذين وقفوا في وجه العدوان، فيما أثبت القائمون بالأعمال وطنيتهم وإخلاصهم وولائهم للشعب رغم كل احتمالات الأذى والمخاوف، مواجهين هدف إستراتيجي للعدو تمثل في إنهيار الدولة ومؤسساتها فحافظوا عليها وصمدوا في وجه كل التحديات.

وأكد أن اللقاء بهم يمثل تدشين مرحلة حرص عليها المجلس بحضور كامل أعضائه لولا تعثر حضور من لا زالوا خارج الوطن نتيجة حظر الطيران.

ولفت الرئيس الصماد إلى جدول أعمال المجلس الذي سيستوعب كل المؤسسات والمرافق .. مبينا أن الدور الذي قام به مجلس القائمين بالأعمال يعد تجربة مميزة وفريدة في علم الإدارة ستدرس وتدًرس في علوم إدارة الأزمات ومواجهة الحروب والمشكلات التي عادة ما تنهار فيها المؤسسات في بعض الدول بعد أيام أو فترة وجيزة في كل المجالات.

وقال ” إن العون الذي من الله به على اليمن وشعبه وقدرات أبنائه في المؤسسات كفيلة بتحقيق النصر، كما أن صبر الشعب اليمني يستحق أن نكون جميعا في صدارة من يهتم به”.

وأشار الرئيس إلى محاولات العدوان استنساخ مؤسسات الدولة واستقطاب الكوادر وتعيين وزراء في الفنادق والذي أفشلها تواجد القائمين بالأعمال في مؤسسات الدولة واحتواء العمل والكوادر والحفاظ على ما تم إنجازه والبناء عليه ومواجهة المرحلة الحساسة والخطيرة التي تمر بها اليمن.

وتطرق إلى مسار وتصاعد التهديد الإقتصادي منذ وقت مبكر في مرحلة الإستقرار الإقتصادي وما تحقق خلال عام ونصف من الثبات والاستقرار رغم كل التحديات وتوقف جميع الموارد واشتداد الحصار ومنع تحويل الأموال .

وأكد أهمية تعزيز قيمة العمل وواجباته من منطلقات وطنية خالصة بعيدا عن أي إعتبارات حزبية أو أي إنتماءات والإلتزام المهني والحفاظ على الكوادر الوطنية في هذه المرحلة وبما تعنيه المهمة المناطة بالقائمين بالأعمال ومهام تسيير الأعمال وما قام به المجلس في سبيل تعزيز دور المؤسسات من إحتواء اللجان الرقابية ومواجهة التحديات والعمل على تشكيل الحكومة والتهيئة لمثل هذا العمل والتغلب على المشكلات الكبيرة والعوائق وأهمية تجاوز إشكالات الماضي .

وتابع ” نحن الآن في مراحل الحسم وتحقق الحسم الميداني والصمود في المؤسسات وحفاظ المجتمع على الوضع الإيجابي بما يعجل إنهيار العدو وهزيمته وما يلاحظه الجميع من تراجع العدو وسقوطه أخلاقيا وإنسانيا وعلينا تسخير كل الطاقات لتعزيز حالة الصمود المجتمعي الشعبي والميداني والمؤسسي الإداري وفي كل المجالات ومن المهم أن يستشعر المجتمع دوره وأن لكل إنسان أثر وأن أي خلل يؤثر على الجميع “.

وأشار الرئيس إلى أهمية مضاعفة الجهود وتوظيف الخبرات والكوادر لمواجهة عدوان وحصار لم تشهد له البشرية مثيل بمثل هذا التكالب والتآمر.. مبينا أن التحديات التي تواجه المجتمع يمكن تجاوزها بقيم الصمود والشعور بالمسئولية.

وحث الوزارات والمؤسسات على العمل وفق رؤية وبرامج في الترشيد المالي وترشيد النفقات بما يواكب الوضع الخطير وما يعرفه كوادر المؤسسات أكثر من غيرهم من حجم المؤامرة على الوطن واستقراره وأن يعمل الجميع في مجلس القائمين بالأعمال بصياغة تقارير تفصيلية عن المرحلة السابقة وتحدياتها للإستفادة منها في خدمة الشعب الذي يراهن على إخلاص ووفاء الكوادر الوطنية بما يضمن اجتياز التحديات لتضاف إلى السجل التاريخي الشخصي والوطني للكوادر الوطنية التي أسهم العدوان في فرزها .

وتمنى الرئيس الصماد للوزراء والقائمين بالأعمال وقيادات مؤسسات الدولة التوفيق والنجاح في مهامهم والعمل من منطلق طبيعة المرحلة وما تتطلبه من الصبر والحكمة في التصرف والتعامل وتقدير المواقف.

من جانبه رحب نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى الدكتور قاسم لبوزة بالوزراء والقائمين بالأعمال .. معربا عن شكر المجلس السياسي لكل الجهود التي بذلوها خلال الفترة السابقة في ظل الظروف الصعبة والمعقدة وما سجلوه من دور يفتخر به الجميع .

وقال ” يكفيكم فخرا ما تحقق فقط على المستوى الأمني واستقرار الجوانب التموينية رغم العدوان في كافة الإتجاهات عسكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وما ركز عليه العدوان في ظل مؤامرة سابقة إلى إفشال الوزارات ومؤسسات الدولة وإنهيارها “.

وأشار إلى النسبة العالية من النجاحات التي تحققت في مؤسسات الدولة تحت قيادة الوزراء والقائمين بأعمال الوزراء والتحديات الكبيرة الماثلة في الوقت الراهن وفي مقدمتها تحدي مواجهة العدوان من كافة جوانبه وعودة مؤسسات الدولة لممارسة عملها الرسمي بشكل كامل في ظل شمولية العمل المؤسسي للدولة وتحدي الاستمرار في الحفاظ على الأمن والإستقرار ومستوى الخدمات لأبناء الشعب اليمني الذي يجب أن يرقى الجميع إلى مستوى هذا الشعب الذي خرج في طوفان بشري يوم السبت الماضي 20 أغسطس الجاري.

ولفت الدكتور لبوزة إلى أن مرحلة تسيير الأعمال لا بد أن تراعي طبيعة المرحلة الصعبة والتحدي والعدوان وما يفرضه ذلك من تعد الأعمال مستوى المؤسسات إلى العمل الجبهوي الموحد كمؤسسات تنفيذية ومؤسسات دولة بشكل عام وأن يعمل الجميع بكل طاقاته والاستخدام الأمثل للموارد المتوفرة ومراعاة الوضع الراهن المعاش.

ولفت إلى ما يمثله قيام المجلس السياسي من قيمة في توحيد الصف والجبهة الداخلية وتوحيد كل القوى الوطنية التي وقفت ضد العدوان وما هو مطلوب من السلطة التنفيذية ممثلة بمجلس الوزراء والقائمين بأعمال الوزراء من تجسيد هذا الإتفاق في إطار الأنشطة والوزارات وأن يصبح ثقافة عامة في المجتمع تبني على قيم الوحدة والتكاتف ومضاعفة الجهود واستكمال الدور الذي قام به مجلس القائمين بأعمال الوزراء في مواجهة العدوان بما يمثله من فقدان للقيم والأخلاق .

وأكد الدكتور لبوزة أهمية وضع المبادرات وأن يبدع الجميع في كل ما يطرح من آليات وخطط لمواجهة الوضع القائم .. لافتا في هذا الصدد إلى ما قدمه الإعلام الوطني رغم الحصار وقلة الإمكانيات في مواجهة العدوان الذي مثل التوظيف الإعلامي فيه 80 بالمائة وأهمية تعزيز الجبهة الإعلامية وإيجاد الرسائل والوسائل الكفيلة بإحداث اختراق نوعي في جبهة العدو.

وشدد على أهمية العمل على خدمة كافة أبناء الشعب اليمني من المهرة إلى ميدي ومن صعدة الى سقطرى وتكامل الأدوار بين جميع مؤسسات الدولة .. مؤكدا أن المجلس السياسي الأعلى سيكون عونا للقائمين بالأعمال وما يمثلونه من تراكم خبرات ومعرفة وتجربة عملية .

ولفت إلى ضرورة أن ترفع الوزارات برامجها وخططها ورؤيتها لتعتمد كموجهات عمل وفي خطط المجلس المستقبلية وتعزيز العمل المؤسسي في الوزارات بعد معالجة التدخلات التي حصلت بنوايا طيبة للحفاظ على مؤسسات الدولة والعمل من مفاهيم تخصصية وقطاعية .. معربا عن الثقة الكبيرة بالقامات الوطنية وقدرتها على تجاوز التحديات والوصول إلى إعادة بناء اليمن المؤسسي القائم على الدستور والنظام والشراكة المجتمعية.