الدقيقة العجيبة في سيناريو جريمة اغتيال السفير الروسي!

قتل السفير الروسي في تركيا، وصاح قاتله مكبراً بأنه انتقم لحلب، وقتل القاتل وتبخرت حقيقة أسباب الجريمة مع أنفاسه الأخيرة، ليتاح لأصحاب مصلحة التحقيق اختيار الأدلة واكتشاف مغيبات الدوافع مستنبطين من التكبيرة والعرض المسرحي الذي قدمه قاتل سفير دولة عظمى كروسيا لدقيقة أمام عدسات الكاميرات الناقلة للحدث المفاجئ لتقييد الجريمة ضدّ التطرف، وتصنيفها بالعمل الإرهابي.

 

سفير دولة عظمى كروسيا إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي يفتتح معرضاً دولياً في متحف بوسط العاصمة التركية دون حراسة كافية، ليتمكن إرهابي من اقتحام المكان والوصول إلى الوقوف خلفه على أنه مرافقه الشخصي دون أن يشعر أحد ولا حتى أن يلاحظ السفير نفسه كما قالت إحدى الروايات، وهل يمكن أن يكون لسفير دولة عظمى كروسيا مرافق واحد، وفي رواية ثانية قيل أن القاتل شرطي تركي، لكنه كان يقف خلف السفير عندما كان السفير يلقي كلمته. كيف لشرطي تركي أن يصل إلى الوقوف خلف سفير دولة يلقي كلمة افتتاح معرض بتكليف من دولة السفير التي من المفترض أن تكون مسبقاً - وفق الأعراف- مخصصة له حراس شخصيين لا يغيبون عنه أبداً، وهنا نسأل أين كان حراس السفير بعد قتله خلال الدقيقة التي قدم فيها قاتله عرضه المسرحي المبتدأ بالتكبيرة والمذيلة بإيصال رسالة مفادها أن قتل السفير هو انتقام من دور دولته فيما جرى في حلب، وأنه انتقم لأهالي حلب بقتل السفير في تركيا.

 

دقيقة أو ما يزيد منحت لقاتل السفير الروسي على مسرح الجريمة وعلى الهواء مباشرة، دون أن ينقض عليه أحد من الحراس أو من الشرطة وكأنه العنصر الأمني الوحيد في مسرح الجريمة، لتكون النهاية قتل القاتل. إذن لماذا لم تطلق النار عليه مباشرة طالما أن الغاية لم تكن القبض عليه حياً لمعرفة دوافعه ومن دفعه لتنفيذ الجريمة، وهل حقاً اكتفى من منحه تلك الدقيقة بما قاله خلالها لمعرفة تلك الدوافع أم أنه لا يريد سماع سواه.

 

هكذا يقتل سفير دولة عظمى، بكل بساطة الأمر ليس صعباً كما كنا نتخيل، وشماعة التطرف يمكنها أن تحمل كل جرائم العالم كي لا تتأثر علاقات الدول، لم نسمع أي صوت روسي يتهم أردوغان بالتقصير في حماية السفير، هل هو اعتراف روسي بأن التطرف لا يمكن حده أو السيطرة عليه، حسناً انه متطرف قتل سفيراً وانتهى الأمر، ليكون الرد الروسي عبر تعزيز مكافحة الإرهاب مع تركيا البلد التي ينتمي إليه المتطرف، دبلوماسية روسية وسياسة خلاقة لم نعهدها عندما أسقطت تركيا المقاتلة الروسية التي قالت تركيا أنها اخترقت سماءها وحاولت لاحقاً التنصل من الواقعة حين اعتقلت الطيار الذي قام بإسقاطها.

 

للإشتراك في قناة الرابط تيليجرام على الرابط التالي :

http://telegram.me/thelinkyemen

_____________________________