منابع النفط تشعل"حرباً باردة"بين السعودية واليمن وتشكل محور الصراع الجديد بينهما
اليمن ستمتلك 34%من مخزون النفط العالمي وحقل الجوف ينتج 5 ملايين برميل يوميا يتم سحبه بطريقة أفقية إلى الأراضي السعودية
قالت صحيفة مصرية ان النفط أصبح يشكل محور الصراع الجديد بين السعودية واليمن، حيث كشفت تقارير إخبارية ومصادر يمنية، مؤخراً عن أن «حرباً باردة» تدور بين المملكة العربية السعودية، واليمن، عقب الكشف عن امتلاك اليمن أكبر منبع نفط في العالم، الذي يمتد قسم منه داخل السعودية، بجزء بسيط على عمق 1800 متر، وقالت مصادر، إنه «إذا كانت الرياض تمتلك 34% من مخزون النفط العالمي، إلا أن اكتشاف هذه الآبار النفطية في اليمن يوفر الفرصة لامتلاكها 34% من المخزون الإضافي، ما يمنح تفوقا لليمن تخشى السعودية، عواقبه في المستقبل».
وقالت صحيفة المصري اليوم ان منابع النفط التي ترقد فوقها اليمن تتمركز في بعض البؤر الحيوية، مثل المنطقة الواقعة بين الجوف ومأرب وصحراء الربع الخالي، ما يفسر إسراع السعودية في محاولة السيطرة على هذه المناطق مقابل إصرار اليمن على عدم ترسيم الحدود فيها،والاكتفاء بترسيمها في المناطق الغربية والصحراوية.
وتتسق هذه المعلومات، مع ما ذكره أحد خبراء النفط في اليمن، حول إنتاج حقل الجوف في بلاده، الذي يبلغ 5 ملايين برميل يوميا يتم سحبه بطريقة أفقية إلى الأراضي السعودية، مؤكداً أن محافظة «الجوف» تعد أغنى المناطق العربية بحقولها النفطية والغازية.
وجاءت هذه المعطيات دافعاً قوياً لسرعة تحرك الجانب السعودي للسيطرة على «كنز النفط» في أراضي اليمن، الأمر الذي يفسر صفقة «اتفاق جدة» السياسية بين السعودية ونظام الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، عندما أذعن لشروط الاتفاق عام 2000 وإرضاء الرياض مقابل منح مالية لمسؤولين يمنيين ومشايخ وقفوا خلف الاتفاق، إلى أن ظهر «الحوثيون» المدعومون من طهران كلاعب مؤثر في المشهد اليمني.
وانتشر «الحوثيون»، في صعدة والجوف وحجة، ومناطق أخرى متاخمة للحدود مع السعودية ليشكلوا مصدر خطر كبير أمام أهداف السعودية، التي تحاول ترويض النظام الجديد لتظل لها الكلمة العليا في اليمن بعد الثورة، فأجرت مناورات هي الأكبر فى تاريخها مع الولايات المتحدة وكان الهدف الظاهري لها مواجهة تنظيم القاعدة في اليمن بينما هدفها الخفي، تعزيز قبضتها على النفط.
وعززت السعودية تحركاتها ببناء جدار عازل أمني، على الحدود مع اليمن مزود بأنظمة رصد إلكتروني، يبلغ ارتفاعه 3 أمتار ليمنع تسلل مهاجرين غير شرعيين إلى السعودية، عبر البحر الأحمر، وأحرجت اليمن بإعلانها ترحيل قرابة 18620 يمنيا خلال الأسبوع الماضي، كوسيلة ضغط وابتزاز للحكومة الجديدة، علماً بأن العمالة اليمنية كانت تشكل العمود الفقري، للاقتصاد السعودى منذ منتصف السبعينيات حتى 1990.
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن أن إيران دخلت على خط الصراع بقوة في اليمن ضد الرياض، عبر تسليح «الحوثيين»، وعناصر معارضة في الحراك الجنوبي الذي يسعى إلى الانفصال في محاولة لاستغلال الفراغ السياسي، والأمني، لتعزيز نفوذ «طهران»، في المنطقة من ناحية، وإحباط أهداف الرياض من ناحية أخرى.
تقرير للأمم المتحدة : هادي رفض توقيع "معاهدة جدة" فطردت السعودية "العمال"
وكان تقرير جديد للأمم المتحدة (ويحمل صفة سري) كشف أن القلق لا يزال مستمراً بشأن الوضع في الحدود اليمنية السعودية، وأن ترحيل اليمنيين يأتي للضغط على الرئيس هادي للتوقيع على معاهدة "جدة"ـ وبعد إعلان وزارة النفط عن عمليات تنقيب في منطقة الجوف.
التقرير صادر عن لجنة "الأمن والسلامة"، إحدى لجان الأمم المتحدة المعنية بالأوضاع الأمنية، ويرصد الوضع في اليمن خلال الأسبوع الثاني من أبريل الجاري.
وقال التقرير - الذي نشرته صحيفة الاولى - إن القلق "لا يزال مستمراً بشأن الحدود (السعودية- الجوف) وبالخصوص بعد إعلان وزارة النفط اليمنية عن بداية عمليات التنقيب عن النفط في المنطقة".
وأوضح التقرير أنه، وعقب هذا الإعلان، أعلنت المملكة العربية السعودية (KSA) أنها ستبدأ بناء السياج والطريق الإسفلتي على طول الحدود".
وتابع التقرير: "القبائل المحلية تدعي أن مسار الجدار يدخل 20 كيلومتراً في داخل الأراضي اليمنية والسعودية تقول إن هذه التدابير الأمنية على الحدود تأتي في ردة فعل على البيئة الأمنية غير المستقرة، التهريب المستمر وكذا بعد قتل 5 من حراس الحدود السعودية قبل أسبوعين".
واستطرد التقرير: "بالإضافة إلى ذلك، باشرت المملكة تنفيذ قانون الإقامة والتأشيرة الجديد، على الرغم من أنه تم منح مهلة قصيرة أعلنت رسمياً في وقت سابق، وتؤثر هذه القوانين الجديدة على أعدادٍ كبيرة من العمالة اليمنية المهاجرة في المملكة العربية السعودية".
وقال التقرير أيضاً، "على الرغم من المهلة الممنوحة، تشير التقارير إلى أن المملكة العربية السعودية تواصل ترحيل اليمنيين وبالخصوص عبر نقطة الحدود في حرض. الوضع الأمني يزداد توتراً نظراً لإيمان القبائل المحلية والسياسيين اليمنيين أن هذه الإجراءات التي تنتهجها المملكة تأتي للضغط على الرئيس هادي للتوقيع على اتفاقية الحدود التي تم الاتفاق عليها سابقا من قبل الرئيس السابق صالح".
وأشار التقرير إلى أن تقارير "تشير إلى أن رجال القبائل اليمنية تتحرك على طول الحدود بشكل مستمر وتواصل اتهامها للجيش السعودي بالتوغل والدخول في الأراضي اليمنية. رجال القبائل أيضاً يهددون بالدخول للأراضي السعودية للانتقام".
مصادر مطلعة قالت لـ"الأولى" إن "هادي" كان قد طلبت منه السعودية التوقيع على معاهدة جدة المبرمة بينها وبين الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لضمان عدم سعي القوى اليمنية إلى نقض الاتفاقية بما أنها موقعة من قبل رئيس أطاحت به ثورة شعبية، إلا أن الرئيس هادي طبقا للمصادر، رفض التوقيع بحجة أنه رئيس انتقالي مؤقت ولا يحق له التوقيع في هذه المرحلة، وعلى الفور بدأت المملكة إجراءات تهدف إلى الضغط عليه بينها ترحيل العمالة اليمنية من أراضيها، بينما أشارت مصادر أخرى إلى مشكلة ناشبة بين الطرفين بسب ملحق إضافي لاتفاقية جدة يمنع من التنقيب عن النفط على مسافة 100 كيلو متر من الحدود المشتركة يرفض "هادي" التوقيع عليه ايضا.
تقرير الأمم المتحدة المشار إليه آنفا يأتي بعد أيام من زيارة هادي لروسيا، ودعوته للشركات هناك للاستثمار في مجال الطاقة في اليمن، وقدرت مصادر أن الرئيس يسعى لإطلاق منافسة بين الشركات الأمريكية والروسية للاستثمار في الاستكشافات النفطية في المناطق اليمنية التي لا ترغب السعودية في استخراج النفط منها.
الرئيس هادي قال لتلفزيون "روسيا اليوم" خلال زيارته لموسكو: "قد كان بيننا تعاون سابق وليس لروسيا فقط فاليمن هو مفتوح لكل الشركات للتنقيب عن النفط ولدينا أكثر من منطقة واعدة.
ولدينا أكثر من 34 شركة كانت في مرحلة بدء التنقيب ونظراً للأحداث انسحبت هذه الشركات. ومن ضمن هذه الشركات، الشركات الروسية".
وأضاف: "سنطلب بأن تعود هذه الشركات إلى نفس الحقول التي كانت على وشك أن تبدأ في التنقيب عن النفط فيها. فقد كانت قد أجرت المسوحات وعملت لأكثر من سنتين أو ثلاث سنوات، ولم يبق إلا التنقيب".
وتابع: "هناك حقول عملت عليها شركات روسية كانت تنقب عن النفط، فوجدت الغاز.
وقامت بغلق عدد من آبار الغاز. فتحدثنا معهم وطلبنا منهم العودة. فالغاز اليوم أصبح له قيمة أكثر مما كان عليه سابقاً. فهو يعتبر من مصادر الطاقة النظيفة. فهناك اليوم مصانع للاسمنت ومصانع أخرى تعمل بالغاز. وأصبحت الطاقة الكهربائية أيضاً بالغاز. والغاز أصبح من الطاقة النظيفة التي لا تحوي أي تلوث".
إلى ذلك، اشاد القائم بأعمال سفارتنا في الرياض أحمد عبده الجرادي والمعين قبل أيام، أشاد بالجدار العازل الذي تبنيه السعودية على الحدود مع اليمن.
وقالت صحيفة "الجزيرة" السعودية أن السفير الجرادي أكد لها "على أهمية إقامة السياج الأمني عبر الحدود البرية الذي لا يزال في طور الإنشاء في سبيل الحد من المتسلِّلين بصورة كبيرة بعد عملية الانتهاء منه بصورة كاملة".
- قرأت 2973 مرة
- Send by email