خبير سوري: الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تثبت فشلها في إدارتها للجماعات المسلحة الداعمة لها

علق أستاذ العلاقات الدولية بجامعة دمشق، د.بسام أبو عبدالله، على الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، التي بلورتها واشنطن لعرضها على الطرف الروسي خلال "قمة العشرين" المنعقدة حاليا، في هامبورج، قائلاً "هذا ليس تكرما من الولايات المتحدة، بل هو إثبات لفشل سياساتها السابقة، واستدراكا منها لمزيد من الفشل الذي سيلحق بها إن استمرت عليها".

 

وأضاف، أبو عبدالله، خلال حواره في حلقة أمس الجمعة، من برنامج "بوضوح"، المذاع عبر أثير "سبوتنيك"، " كما أنها تثبت فشلها في إدارتها للجماعات المسلحة الداعمة لها، بالمال والسلاح، وكذلك فشلها في السيطرة على المعارضة التي صنعتها في الخارج، والتي أثبتت أنها غير قادرة على أن تكون واجهة سياسية حقيقية لسوريا".

 

وأشار إلى أن صمود الشعب السوري، والقيادة السورية أمام الإدارة العسكرية الفاشلة، لهذه الدول، هي ما جعلتها تعوّل على العامل السياسي لتحقيق الحد الأدنى من مصالحها في سوريا.

 

وأردف، أما الحديث عن بقاء الرئيس الأسد، في منصبه، فهو شأن داخلي سوري، متعلق بالسيادة السورية، وهو قرار الشعب السوري وحده، و"ليس من حق أي دولة الإدلاء، بمجرد رأيها فيه".

 

ولخّص أستاذ العلاقات الدولية، أسباب تغيير الدول الغربية لسياساتها تجاه سوريا، في تغيرات الواقع الميداني، وانتشار الإرهاب، وعدم قدرة تلك الدول على الاستمرار في سياساتها القديمة، التي ستحقق هزيمة مؤكدة للولايات المتحدة، والغرب.

 

وعن تغير سياسات ماكرون، تجاه المنطقة قال أبو عبدالله، إن  تحول سياسة جاك شيراك ناحية سياسات جورج بوش، جلب نتائج كارثية على فرنسا، في سياساتها الخارجية، وواقعها الاقتصادي، كما أن  فشل سياسات ساركوزي، وهولاند، التي ارتدت على الداخل والاقتصاد والمواطن الفرنسي، والتي انعكست على دور فرنسا، على صعيد المنطقة، بخسارتها  لدورها السياسي وتأثيرها بالمطلق، هو السبب في التغير الحالي في السياسات الفرنسية.

 

وأوضح، أن تغير السياسات الغربية في المنطقة، يأتي بعد فشل الحرب على سوريا، وتغير موازين القوى العالمية، "في ظل وجود قوى سياسية صاعدة متمثلة في الدور الواضح لموسكو وبكين".

 

وفي إطار الحديث عن المنطقة العازلة التي تسعى إسرائيل، إلى إقامتها في الجنوب السوري، قال الدكتور،" إسرائيل، تسعى عن طريق موسكو وواشنطن، إلى الحصول على أي ضمانات، لأجل إنهاء أي وجود لـ"حزب الله"، أو "الحرس الثوري الإيراني"، أو الجيش العربي السوري، ومحاولة إعادة الوضع إلى ما كان عليه من قبل، لأنها تعلم أن تمركز القوات السورية كان في الجنوب ولم يكن باتجاه الشمال، كما أن فشل الحرب على سوريا، والتي اعتقدت إسرائيل بأن نجاحها سيمكنها من التمدد داخل الأراضي السورية لنقطة أبعد من تواجدها في الجولان، هو مبعث قلق حقيقي لدى إسرائيل في الوقت الراهن".

 

أما عن تمديد حالة الطوارئ في الجنوب السوري، فقد علّله، بأنه إفساح للمجال أمام، "قمة أستانا"،  في تحديد مناطق تخفيف التوتر الخاصة بهذا الجزء، والتي لم تحدد حتى الآن.

 

وأضاف، أن موافقة أمريكا، والأردن على ذلك دلالة على أن الولايات المتحدة قد بدأت في البحث عن حلول، ومخارج للوضع في الجنوب، وهو ماجاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي، حيث أن هزيمة الإرهاب في الجنوب ستعمل على ارتداد الإرهاب على الأردن الواقع بين تنفيذ المطالب الأمريكية من جهة، وبين مصالحه الاقتصادية التي خسر جزءا هائلا منها جرّاء إغلاق "معبر نصيب"، والذي لم يجد ما يعوضه عنها، من جهة أخرى.

 

واختتم أستاذ العلاقات الدولية بجامعة دمشق قوله، بأن "أطراف العملية السياسية ممسوكة من قبل موسكو بقوة، وأن الدور الروسي أساسي في هذا الإطار، و لأنها، روسيا، هي الدولة المعنية بترتيب "مناطق تخفيف التوتر" بإشراك الحكومة السورية معها في كل التفاصيل، في إطار الثقة المتبادلة بين الطرفين، لذا فهي القبلة التي يتوجه إليها الجميع من أجل  الحديث والتفاوض بهذا الشأن".

 

وكانت واشنطن، قد أعلنت عن قبول فكرة موسكو، وحلفائها حول إنشاء مناطق تخفيف التوتر في سوريا، ونشر قوات للشرطة العسكرية الروسية في مناطق سورية خاضعة لسيطرة الحكومة، إلى جانب القبول ببقاء الأسد في السلطة، هي خطوط عريضة لاستراتيجية جديدة تعمل، على بلورتها منذ أشهر، لعرضها على الطرف الروسي خلال "قمة العشرين" المنعقدة بـألمانيا، الشهر الجاري، بحسب موقع "ديلي بيست" الأمريكي.