السيد عبدالملك الحوثي: ما يتعرض له مسلمو بورما لعنة على قوى العمالة والخيانة داخل أمتنا
أعرب قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن استنكاره الشديد للجرائم المروعة المرتكبة بحق المسلمين في بورما، معلنا تضامنه الكامل معهم، ومعتبرا ما يتعرضون له وصمة عار للعالم الغربي.
وقال السيد عبد الملك في بيان له اليوم الثلاثاء: ما يتعرض له مسلمو بورما لعنة على قوى العمالة والخيانة داخل أمتنا، مشيرا إلى أنه مع اعتبار مسلمي بورما من أهل السنة إلا أن هذا لم يوفر لهم أي حماية أو صوت من آل سعود أو آل نهيان وأمثالهم.
وأضاف" من يزعمون أنهم حملة راية الأمة الإسلامية والقائمون على المشاعر المقدسة لا يتحركون إلا لإثارة الفتن، مؤكدا "أن الغرب والإمبريالية الأمريكية لا ترفع شعار القيم الإنسانية إلا لخداع الشعوب".
وأوضح أن العنوان الإسلامي والمذهبي لم يشفع لمسلمي بورما طالما ليس هناك مصلحة سياسية لقوى العمالة.
كما استنكر السيد عبدالملك صمت الأنظمة المحسوبة على العالم الإسلامي عما يجري للمسلمين في بورما معتبرا التواطؤ الدولي والتشجيع الأمريكي للسلطة والبوذيين في بورما وصمة عار للعالم الغربي.
وشدد على ضرورة التحرك العاجل والسعي لوقف جرائم الإبادة بحق مسلمي بورما معلنا التضامن الإنساني والإسلامي مع مسلمي بورما المضطهدين واستنكار الجرائم بحقهم.
نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8).(صدق الله العظيم).
تناقلت وسائل الإعلام المجازر الوحشية والاعتداءات الرهيبة المرتكبة بحق مسلمي بورما، بتواطؤ دولي وتشجيع أمريكي وصمت وتجاهل العالم الإسلامي والمنطقة العربية، بالرغم من حجم المأساة والمظلومية والتي وصلت إلى حد إحراق وذبح عشرات الآلاف من المسلمين بدون أي مبرر سوى هويتهم الإسلامية.
إن التواطؤ الدولي والتشجيع الأمريكي للسلطة والبوذيين في بورما وصمة عار وفضيحة للعالم الغربي وشاهد واضح على العداء للإسلام والحقد على أهله ودليل قاطع- يضاف إلى الأدلة التي هي بحجم جرائم بحق شعوب ومجازر بحق الملايين - على تجرد الغرب والإمبريالية الأمريكية من كل القيم الإنسانية والتي لا ترفعها إلا لخداع الشعوب، وهو في نفس الوقت لعنة بحجم ومستوى الجريمة على قوى العمالة والخيانة داخل أمتنا ممن يزعمون أنهم حملة راية الأمة الإسلامية والقائمون على المشاعر المقدسة، ثم هم لا يتحركون إلا لإثارة الفتين تحت العناوين الطائفية والسياسية في داخل الأمة بينما يتفرجون ولا يقومون بأي عمل جاد للدفاع عن المسلمين المظلومين في بقية أنحاء العالم فالعنوان الإسلامي والعنوان المذهبي لم يشفع لمسلمي بورما واعتبارهم من أهل السنة لم يوفر لهم أي حماية ولم يجلب لهم أي صوت طالما ليس هناك مصلحة سياسية لآل سعود أو آل نهيان وأمثالهم ممن على شاكلتهم.
إننا بكل أسى وألم نعلن تضامننا الإنساني والإسلامي مع مسلمي بورما المضطهدين، ونستنكر ونشجب الجرائم المرتبكة بحقهم إلى جانب استنكارنا على التواطؤ الدولي الأمريكي واستنكارنا على الصمت والتجاهل من جانب المؤسسات والأنظمة المحسوبة على العالم الإسلامي وفي مقدمتها ما يسمى بمنظمة التعاون الإسلامي وما يسمى بالجامعة العربية، ونؤكد على ضرورة التحرك العاجل والسعي الحثيث لوقف جرائم الإبادة بحق أولئك المسلمين إن كان بقي للأنظمة وتلك المنظمات ذرة من الإنسانية أو أقل من ذرة من الشعور والإحساس الإسلامي.
معلومات:
ويتعرض المسلمون في ميانمار (بورما) لحملة تطهير عرقي جديدة، تقودها الطائفة البوذية، الأغلبية في البلد، حيث يتعرض الآلاف من "الروهينجا" المسلمين للقتل والتعذيب والتهجير من بيوتهم، إضافة إلى حالات الاغتصاب والإبادة الجماعية، وسط تخاذل عربي وإسلامي ودولي.
وتقع دولة ميانمار جنوب شرقي آسيا بين بنجلاديش وتايلاند، وتبلغ مساحتها حوالي 676،578 كم2، ويبلغ عدد سكانها حوالي 54،584,650 نسمة، وعاصمتها رانجون ولغتها الرسمية هي البورمية. وكانت تلك الدولة جزءًا من الهند إلى أن قامت بريطانيا بإعلانها مستعمرة بريطانية منفصلة عام 1937 حتى استقلت عن التاج البريطاني عام 1948.
وصل المسلمون دلتا نهر إيراوادي في بورما على ساحل تانينثاري، وولاية أراكان، في القرن السابع الميلادي، وقد أسسوا إمارة أراكان التي استمر الحكم الإسلامي فيها نحو ثلاثة قرون، منذ عام 1430م حتى عام 1784م، دخل خلالها الكثير من السكان المحليين في الدين الإسلامي، إلى أن احتل البوذيون أراكان عام 1784 وقاموا بضمها إلى بورما.
وميانمار دولة متعددة العرقيات؛ إذ تضم أكثر من 140 عرقية، أهمها البورمان 68%، والشان 9%، والكارين 7%، والراخين (مسلمو الروهينجا) 4%، والصينيون 3%، والهنود 2%، والمون 2%، بالإضافة إلى عرقيات أخرى تبلغ نسبتها نحو 5%.
في عام 2001 كانت بداية موجة منظمة من أحداث العنف والقتل بحق المسلمين في كل مدن بورما، على خلفية أحداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد استولى البوذيون بدعم من الجيش على الكثير من ممتلكات وأراضي المسلمين.
وفي 2012 أعلن الرئيس البورمى ثين أن الحل الوحيد المتاح لأفراد أقلية الروهينجا المسلمة غير المعترف بها يقضى بتجميعهم في معسكرات لاجئين أو طردهم من البلاد، لأنهم «ليسوا في عداد المواطنين» الذين يعترف بها النظام ولأنهم مهاجرون بنغاليون غير شرعيين، وأنه يجب «إبلاغ العالم أن الروهينجا ليسوا أبدًا جزءًا من المجموعات الإثنية في بورما».
- قرأت 136 مرة
- Send by email