لماذا أغلقت روسيا سفارتها في صنعاء ؟ وما علاقتها بمقتل علي صالح ؟

 

 

أعلنت وزارة الخارجية الروسية ، امس الثلاثاء أنها سحبت دبلوماسيها من سفارتها بالعاصمة صنعاء بشكل مؤقت بسبب ما وصفته الأوضاع الأمنية.

 

المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا كتبت تغريدة في صفحته بموقع تويتر قائلة إنه “مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع القائم في صنعاء تم اتخاذ قرار حول تعليق مؤقت للوجود الدبلوماسي الروسي في اليمن”.

 

وأشارت إلى مخاوف بلادها من الوضع الأمني في صنعاء بعد التصعيد الذي حدث مؤخراً، لكنها أكدت أن بلادها لا ترى أي حل لتفادي الوضع إلا “عبر الوقف الفوري للمواجهات العسكرية وإطلاق حوار وطني واسع إلى أقصى درجة، تحت رعاية الأمم المتحدة على أساس الاحترام المتبادل والأخذ بالاعتبار بمصالح كل القوى السياسية اليمنية”.

 

ولم تطلب روسيا إجلاء موظفيها من صنعاء عندما تفجر الوضع الأسبوع الماضي وهو ما يضع شكوك حول الأسباب الحقيقية لخطوتها الجديدة.

 

ونقل موقع المراسل نت عن مصدر سياسي بصنعاء إن وجود قائم بأعمال السفير الروسي بالعاصمة كان مرتبطاً في الفترة الماضية بوجود الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مشيراً إلى أن روسيا لعبت مؤخراً دور الوسيط بين صالح والسعودية ودخلت في صفقة مع التحالف لكنها فشلت بفشل الانقلاب الذي شهدته العاصمة.

 

وأشار المصدر إلى أن السفارة الروسية بدأت التفاهمات مع التحالف عندما استلمت من رئيس مجلس النواب المبادرة التي أعدها حزب المؤتمر وتقضي بتسليم الحديدة وميناءها الأمر الذي رفضه الحوثيون وكان بداية تنامي شكوكهم حول وجود تفاهمات بين صالح والتحالف.

 

ووفقاً للمصدر، كانت الزيارة التي أجراها ملك السعودية إلى روسيا كأول ملك سعودي يزورها شهدت توقيع صفقات تجارية وعسكرية مقابل أن تعمل روسيا على مساعدة التحالف في تغيير الواقع المتعثر في اليمن، فأرسلت فريقاً روسياً إلى صنعاء تحت غطاء طاقم طبي لإجراء عملية في العين لصالح ويومها أعلنت السعودية أنها سمحت بدخول الطاقم متفاخرة بأنها انقذت حياة صالح للمرة الثانية.

 

بالتزامن مع وجود الوفد الروسي في صنعاء أعلن صالح عبر قناة اليمن اليوم أنه يدرس دعوة تقدم بها معهد روسيا “طاولة مستديرة” للبحث عن حلول بشأن اليمن، وهو ما اعتبر أنها حيلة روسية لإخراج صالح وجعله يدير الانقلاب على صنعاء من الخارج لضمان سلامته، خصوصاً أن صالح تولى بنفسه الإعلان عن تلقيه دعوة لزيارة روسيا رغم أنه كان يخضع لعقوبات مجلس الأمن التي تمنعه من السفر، وأيضاً أنه من قال يردد أنه لن يخرج من اليمن في أي حال من الأحوال.

 

وعملت وسائل الإعلام المقربة من صالح على نشر تقارير تتحدث عن دور روسي لإنهاء الحرب بهدف حصوله على الدعم والتقليل من أهمية اتهامات الحوثيين له بعقد صفقة مع التحالف، لكن الجماعة كان يبدو أنها قد حصلت على معلومات قوية حول ما يخطط له صالح حتى أن بعض القياديين الحوثيين تحدثوا عن السيناريو الذي يخطط له صالح قبل أن يحدث فعلاً في الثاني من الشهر الجاري.

 

وبما أن المصلحة الاستراتيجية لروسيا في المنطقة هي في سوريا فإن موسكو عملت على عدم ترك المسرح في اليمن خالياً للتحالف وكانت مواقفها في مجلس الأمن بشأن اليمن تعبر عن رغبة روسية في عرقلة واشنطن وحلفائها في اليمن رداً على الضغوط التي يمارسونها ضد الوجود الروسي في سوريا.

 

ولوحظ مؤخراً أن الإعلام السعودي توقف عن التحريض على الوجود الروسي في سوريا الأمر الذي كان يشير لوجود صفقة في اليمن أو كما يقول كثير من المحللين (اليمن مقابل سوريا).

 

وبعد فشل ما أطلق عليها “الورقة الأخيرة” التي استخدمها التحالف من خلال دفع صالح للانقلاب على الحوثيين بات الوجود الروسي الدبلوماسي في صنعاء غير ذي جدوى وهو ما يفسر إعلان الخارجية سحب موظفي سفارتها في صنعاء وإن كانت قد وصفت الإجراء بأنه “مؤقت”.