نهاية ولد الشيخ: من يخلف الوسيط العاجز؟
فجأة، عاد الحديث عن مصير المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الرجل المثير للجدل. للمرة الأولى، باتت الأنباء والتكهنات بشأن استقالته محسومة، مع الطريقة التي «أخرجت» بها. إذ نشرت الأمم المتحدة، مساء اليوم الاثنين، طلباً من ولد الشيخ بعدم استمراره في مهمته. وبموازة إعلان المنظمة الدولية، أكد المبعوث عدم رغبته في الاستمرار. ولد الشيخ، الذي خسر ثقة أطراف في المفاوضات، واتهم مراراً بالانحياز، وقاطعته حركة «أنصار الله»، غاب نسيباً عن المشهد، وحل مكانه في الآونة الأخيرة نائبه الجديد معين شريم، الذي قام بجولة بدلاً منه على أطراف صنعاء، بداية هذا العام. يغادر الرجل منصبه قريباً، لتبقى الأسئلة حول حقيقة تنحي الوسيط الدولي الذي لم يحصد أي نجاح طوال مسيرة عمله في المفاوضات السياسية، متنقلاً بين صنعاء والرياض والكويت ومسقط وجنيف، وتفتح أسئلة عن مغزى إزاحته من المشهد في هذا التوقيت، وحول ما إذا اقتنعت أطراف دولية بضرورة إيجاد حل سياسي وإيقاف الحرب أو ثمة إرادة لإحداث اختراق في وقت قريب على صعيد ملف المفاوضات المجمد.
أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء اليوم الإثنين، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بعدم نيته الاستمرار في منصبه بعد انتهاء فترته الحالية في فبراير 2018، في حين كشفت مصادر أممية، لوكالة «الأناضول»، قولها إن غوتيريس عيّن البريطاني مارتن غريفثس، مبعوثاً جديداً إلى البلاد، إلا أن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قال إن غوتيريش، سيعين سريعاً مبعوثاً جديداً خاصاً لليمن، عندما ينتهي عقد ولد الشيخ الحالي في نهاية فبراير، لكنه لم يؤكد تعيين مارتن غريفثس.
وأوضح دوجاريك، أن ولد الشيخ «لا يزال ملتزماً بالسعي عبر الدبلوماسية، لإنهاء العنف وإيجاد حل سياسي يلبي المطامح المشروعة للشعب اليمني حتى يتم اختيار خلف له»، وأضاف «في هذه اللحظة، ينصب تفكيره على الشعب اليمني الذي مزقه هذا الصراع، والذي يتحمل واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تدميراً في العالم».
إستقالة ولد الشيخ، جاءت في بيان رسمي، مساء اليوم، أعرب في خلاله عن خالص شكره لأمين عام الأمم المتحدة «على دعمه القوي لجهود التوصل إلى حل سياسي للصراع في اليمن»، مشيراً إلى أن «الدولة اليمنية تعاني واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تدميراً في العالم».
وأكد المبعوث الخاص التزامه بمواصلة العمل الدبلوماسي «لوضع نهاية للعنف، والتوصل إلى الحل السياسي الذي يلبي التطلعات المشروعة للشعب اليمني»، إلى حين تسليم المبعوث الجديد مهامه.
وجاءت رسالة ولد الشيخ، الذي عُين مبعوثاً إلى اليمن في الـ25 من إبريل العام 2015، بعد يوم من إعلانه اختتام زيارة إلى السعودية، وفي ظل تواتر الأنباء منذ أسابيع، عن أن الأمين العام للأمم المتحدة يدرس تسمية خليفة له، خصوصاً وأن ولد الشيخ أشرف على العديد من جولات المشاورات، التي عادة ما انتهت من دون التوصل إلى حل ينهي الصراع في البلاد، كما أنه لا يحظى بقبول من جميع الأطراف في البلاد، إذ تتهمه حركة «أنصار الله»، بأنه يعب دوراً سلبياً في الأزمة بالسعي إلى تفتيت الحل السياسي، والانحياز إلى «التحالف» الذي تقوده السعودية، ما تسبب في تجميد المفاوضات منذ ما يقارب العام.
وفيما أبدت الحركة تشدداً تجاه موقفها من ولد الشيخ أخيراً، إلا أنها أبدت في المقابل، ليونة مع نائبه الفلسطيني معين شريم، والذي عيّن نائباً لمبعوث الأمم المتحدة الخاص أخيراً، في سبتمبر العام 2017.
وتأتي الاستقالة، في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى حل سياسي في اليمن، ووقف القتال، ليس آخرها الدعوة الروسية، اليوم، في خلال زيارة لوزير خارجية حكومة هادي، عبدالملك المخلافي.
من هو مارتن غريفثس؟
مارتن غريفثس، وسيط دولي كبير، وأول مدير تنفيذي لـ«المعهد الأوروبي للسلام»، من العام 1999 إلى العام 2010. وكان المدير المؤسس لـ«مركز الحوار الإنساني» في جنيف، حيث تخصص في تطوير الحوار السياسي بين الحكومات والمتمردين في مجموعة من البلدان في آسيا وأفريقيا وأوروبا، بين عامي 2012 و2014.
خدم مارتن، في مكاتب المبعوثين الثلاثة للأمم المتحدة في سوريا، كمستشار للوساطة لكوفي عنان، ونائب رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا. كما كان أيضاً، أحد المؤسسين لشركة «إنتر ميديات»، وهي مؤسسة خيرية مقرها لندن، تعمل على حل النزاعات والتفاوض والوساطة.
كما عمل غريفثس، في الخدمة الدبلوماسية البريطانية ولمنظمات إنسانية دولية مختلفة بما في ذلك «يونيسف»، إنقاذ الطفولة والعمل والمعونة.
وفي العام 1994، أصبح غريفثس مدير إدارة الشؤون الإنسانية في جنيف، وعمل نائباً لمنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، التابع للأمم المتحدة في نيويورك. كما شغل منصب منسق الشؤون الإنسانية الإقليمي للأمم المتحدة في منطقة البحيرات الكبرى والمنسق الإقليمي للأمم المتحدة في البلقان برتبة أمين عام مساعد للأمم المتحدة.
- قرأت 1919 مرة
- Send by email