10 دول تعلن أن أمريكا “تشكل قلقًا خاصًّا” لها

 

لم تكد الساعات الأولى من العام الجديد تمرُّ، حتى أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، على لسان المتحدث باسمها هيذر نويرت، إدراج 10 دول على قائمة «دول تُشكِّل قلقًا خاصًّا» للولايات المتحدة الأمريكية للعام 2018؛ وذلك نظرًا للانتهاكات الواسعة في الحقوق الدينية فيهم، طبقًا لقانون الحريات الدينية دوليًا الصادر في الولايات المتحدة عام 1998.

الجدير بالذكر أنه وفقًا لقانون الحريات الدينية دوليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، الصادر في عام 1998، فإنه يحق لوزير الخارجية الأمريكي أن يصدر قائمة سنوية، يُدرج فيها أسماء الدول التي مارست انتهاكات منهجيةً للحريات الدينية، أو تغاضت عن الانتهاكات ضد الحريات الدينية، على قائمة الدول التي «تُشكِّل قلقًا خاصًا» للولايات المتحدة الأمريكية.

قائمة عام 2018 وضعها وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيليرسون، في الثاني والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولكن تم الإعلان عنها فقط قبل بضعة أيام، وذلك طبقًا للمتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية في بيانها، وتضم القائمة 10 دول؛ من ضمنها دولتان عربيتان، هما المملكة العربية السعودية، والسودان، بالإضافة إلى وجود أربع دول أخرى غير عربية، ولكنها دول ذات أغلبية تؤمن بالدين الإسلامي، هي طاجكستان، وتركمانستان، وإيران، وأوزباكستان، بالإضافة إلى أربع دول أخرى هي الصين، وكوريا الشمالية، وميانمار، وإريتريا.

وطالبت الخارجية الأمريكية الدول العشر بضرورة حماية الحريات الدينية، نظرًا لاعتبار ذلك أمرًا حيويًا للسلام، والاستقرار، والازدهار، مؤكدةً أن إدراج هذه الدول على القائمة هو من أجل دفعهم لتحسين الحريات الدينية واحترامها في بلدانهم.

وطبقًا للقانون، فإن الدول المُدرجة على القائمة هي دول قامت بارتكاب انتهاكات جسيمة وممنهجة ومستمرة للحريات الدينية ضد المقيمين على أرضها خلال العام الماضي 2017. قد تكون هذه الانتهاكات ضد المؤمنين بمعتقدات أخرى غير التي ينتمي لها أغلبية البلاد، فقد يتعرضون لانتهاكات مختلفة، وقد تأخذ شكلًا من أربعة:-

التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية أو المهينة، أو العقوبة القاسية.

الاحتجاز فترات طويلة دون توجيه تهم.

التسبب في اختفاء شخص قسريًا عن طريقه اختطافه، أو احتجازه سرًا.

الإعدام، وانتهاك الحق في الحياة، أو القيود على الحريات بشكل عام.

وفيما يلي «إنفوجرافيك» يوضِّح الدُول العشر المُدرجة على قائمة الدول التي «تُشكِّل قلقًا خاصًا» للولايات المتحدة الأمريكية:

هل تُعادي الولايات المتحدة الأمريكية «الرياض» من جديد؟

ضمَّت قائمة الخارجية الأمريكية للدول التي «تُشكِّل قلقًا خاصًا» لها دولتين عربيتين، هما السودان، والمملكة العربية السعودية. الجدير بالذكر أن العلاقات الأمريكية السودانية متوترة منذ فترات طويلة، وذلك نظرًا للعقوبات الأمريكية المفروضة على السودان لعدة أسباب، من ضمنها الحريات الدينية؛ حيث كشف التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن الحريات الدينية، والصادر في أبريل (نيسان) 2017، أن السلطات السودانية قامت باعتقال رجال الدين المسيحي وترويعهم، وهدْم عدد من الكنائس، ومحاولة إغلاق المدارس الكنسية، وهو ما ندد به وزير الخارجية ريكس تيلرسون.

وشكى رجال دين سودانيون من أن الحكومة هدمت كنائس، واعتقلت قساوسة، وهو ما أجج المخاوف بين المسيحيين في السودان من أنهم لن يتمكنوا من ممارسة شعائرهم في البلد الذي تسكنه أغلبية مسلمة.

أمَّا الغريب في الأمر فهو إدارج الحليف الأبرز للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط بأكملها؛ المملكة العربية السعودية، على القائمة، فلم يكد الحديث ينتهي عن الكتاب الصادر مؤخرًا، كتاب «النار والغضب»، والذي برز فيه مدى التقارب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمملكة العربية السعودية، وخاصةً ولي العهد محمد بن سلمان؛ حيث ذُكر في الكتاب المثير للجدل أن صعود نجم «ابن سلمان» في المملكة، وفي منطقة الشرق الأوسط، لم يكن إلا بإشارة من البيت الأبيض، وبموافقة من الرئيس الأمريكي ترامب نفسه.

وفي الوقت نفسه، كان من أبراز أحداث 2017 غياب الغضب السعودي حول قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل، وهو ما وضع تساؤلات عديدة حول مدى الاتفاق بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على الأمر، والتشاور فيه قبل الإعلان عنه رسميًا، وهو ما أكدته أيضًا صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في وقتٍ لاحق من الخبر.

وفي حين تتجاهل الولايات المتحدة حاليًا في نظر بعض المراقبين عشرات المجالات التي تحدث فيها انتهاكات بالمملكة العربية السعودية، اختارت التصريح والتظليل على مجال الحريات الدينية؛ حيث قالت الخارجية الأمريكية في بيانها، إنه ما زال الناس يتعرضون للاضطهاد، والملاحقات القضائية، والسجن، بسبب ممارسة حقهم في حرية الدين والمعتقد، فما زال عدد من الدول، ومنها المملكة العربية السعودية، تنتهك قدرة الأفراد على تبنّي دينٍ أو تغييره أو التخلِّي عن دينهم أو معتقدهم، بحسب البيان.

ساسة بوست