«التحالف» ينتقم من «الباليستي» بمجزرة في الحديدة

 

في حادثة هي العاشرة من نوعها خلال 8 أيام، أطلقت القوة الصاروخية في الجيش اليمني واللجان الشعبية، مساء أمس، صاروخاً باليستياً من نوع «بدر 1» على معسكر الجربة السعودي في منطقة ظهران الجنوب (عسير). ونقلت وكالة «سبأ» الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن «الصاروخ أصاب هدفه، مخلفاً خسائر في صفوف العدو وعتاده العسكري». وكانت القوة الصاروخية قد أطلقت، أول من أمس، صاروخاً باليستياً من نوع «قاهر تو إم» على معسكر سعودي مستحدث في منطقة جيزان. وبذلك، يبلغ عدد الصواريخ الباليستية التي أُطلقت من اليمن باتجاه السعودية، منذ حلول الذكرى الثالثة لاندلاع العدوان في 26 آذار/ مارس الماضي، 10 صواريخ.

 

واعترف «التحالف» الذي تقوده السعودية، أمس، بانطلاق صاروخ باليستي باتجاه ظهران الجنوب، لكنه ادعى أنه «سقط داخل الأراضي اليمنية على مسافة 1.75 كلم من الحدود الجنوبية للمملكة». وكرر المتحدث باسم «التحالف»، تركي المالكي، القول إن «هذا العمل العدائي يثبت استمرار تورط النظام الإيراني في تزويد الميليشيا الحوثية بقدرات نوعية». في المقابل، أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، «(أننا) على استعداد لشراء الأسلحة من أي دولة تبدي رغبتها في بيع السلاح لنا، سواء كانت روسيا أو إيران أو غيرها، بشرط إيصاله إلى صنعاء، ولسنا خائفين من أحد»، مستدركاً بـ«(أننا) لم نعد بحاجة إلى شراء أسلحة لأننا نصنع ونكتفي ذاتياً». وأشار الصماد، خلال رعايته حفل تخرج دفعة من قوات الأمن المركزي في صنعاء، إلى أنه «بعد كل زيارة لمندوبي الأمم المتحدة ومبعوثيها إلى صنعاء يحصل تصعيد كبير جداً في الجبهات»، مستنتجاً بأن «هذه الجولات المكوكية تستهدف تخدير الشعب اليمني لكي يحصل استرخاء».

 

10 صواريخ باليستية أُطلقت من اليمن منذ 26 آذار الماضي

 

ولم يكد المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، مارتن غريفيث، يغادر صنعاء متوجهاً إلى جنيف عقب زيارة استمرت 8 أيام، حتى أقدم «التحالف» على ارتكاب مجزرة مروعة في محافظة الحديدة، راح ضحيتها 12 مدنياً بينهم 7 أطفال. وأفادت مصادر محلية، «رويترز»، بأن طائرات «التحالف» أغارت على منزل كان يقطنه نازحون من محافظات أخرى، ما أدى إلى تدميره، ومقتل 12 فرداً من أسرة واحدة، في حين لفتت وكالة «سبأ» إلى أن عدد القتلى بلغ 14 شخصاً معظمهم نساء وأطفال، فضلاً عن 12 جريحاً. وإذ أعاد متحدث باسم «التحالف» الكلام المعهود لدى وقوع كل مجزرة، من «(أننا) نتعامل مع هذا التقرير بجدية شديدة، وسيتم إجراء تحقيق شامل بشأنه»، دعت وزارة الخارجية في حكومة الإنقاذ إلى «إجراء تحقيق دولي مستقل في هذه الجريمة، وغيرها من الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان على مدى 3 أعوام». وأشارت الوزارة إلى أن «عدداً من دول العالم تقيم الدنيا عندما يمارس الشعب اليمني حقه الطبيعي في الدفاع عن النفس، غير أنها تغض الطرف ولا تحرك ساكناً عندما تُرتكب أبشع الجرائم بحق اليمنيين».

 

ورفضت الأمم المتحدة، من جانبها، التعليق بشكل مباشر على نبأ مجزرة الحديدة، لكنها قالت إن «تلك التقارير هي بمثابة تذكرة واضحة بأن المدنيين هم من يدفعون ثمن الصراع»، داعية على لسان المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، ستيفان دوجاريك، «جميع الأطراف إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سلمي للصراع»، مُذكّرةً إياهم بـ«الالتزامات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين».