القبائل اليمنية توقع ميثاق شرف وطني.. وقريباً لجنة لإعداد قائمة ’العار’

دشنت القبائل اليمنية  التوقيع على "وثيقة الشرف القبلية" التي تتضمّن جملة من المبادئ والثوابت الوطنية، والتي تُعد ميثاق شرفٍ في السلم والحرب، على أن يتم في وقت لاحق تشكيل لجنة مشتركة لوضع قائمة العار التي يسمى فيها الأشخاص المستحقون للعقوبات وفق أسس صحيحة ومدروسة.
وجاء في الوثيقة أنه نظراً لما للقبيلة اليمنية من دورٍ بارز في صنع التاريخ ودفع الطامعين والغزاة ولما لها من تأثيرٍ بالغٍ في تسيير شؤون المجتمع اليمني في مختلف نواحي الحياة ومكانتها وصيتها النَّفَّاح على المستوى الاقليمي والدولي مما يقتضي العمل على تفعيل دورها الإيجابي في مجال الدفاع والأمن وتنظيم شئونها لتهيئتها للمشاركة الفاعلة في الرأي وصنع القرار، وللحفاظ على ثوابت المجتمع وتحسين أداء المنظومة الاجتماعية في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تستهدف الوطن والأمة. وحيث أن البلد يمر بظروفٍ استثنائية في ظل العدوان السعودي الغاشم والمتناغم مع رغبات وأهداف الصهيواميركية في تدمير أي مجتمعٍ يحملُ نهجاً وطنياً حراً مقاوماً لمشروع الإستعمار والهيمنة على شعوب المنطقة وقرارها ومقدراتها.

وأضافت أنه "لما للعمالة والخيانة من دورٍ تخريبيٍ تسبب في تشجيع الأعداء والدفع بهم إلى شنَّ العدوان على اليمن لعدم وجود حدود وروادع قائمة توقف المتلاعبين بالثوابت والمبادئ الوطنية وسيادة البلد وامنه واستقراره، وبما ان العدوان على اليمن قد بلغ جرائم الحرب والإبادة الجماعية ضد الإنسانية طال كل مقومات الحياة في المدن والأرياف. وحرصاً على مكانة وسمعة القبائل اليمنية وما لها من موروثٍ حضاري وتاريخٍ نضالي طويل وتحصينها من التفكك والاختراق ولسلامة النسيج الاجتماعي في عموم الساحة اليمنية والجمع بين المسئولية الرسمية والشعبية وما تقتضيه المصلحة العامة فإنَّ قبائل اليمن قد أقرت وضع هذه الوثيقة لردع المتلاعبين بأمن واستقرار الوطن ومبادئ وقيم المجتمع اليمني المثلى وتقوم على المرتكزات التالية:

أولاً: مبدأ التكافل الاجتماعي

نحن أبناء اليمن الأحرار نعلن أننا على النهج الرباني المحمدي أمة واحدة قائمون وثابتون على مبدأ  الإيواء والإيثار والإنفاق والجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله ونصرة الحق ودفع الظلم والطغيان وإغاثة الملهوف والمنكوبين والمتضررين من العدوان ليسمع العالم منا ويرى من تكافلنا وتراحمنا ما يؤكد انتسابنا إلى أسلافنا العرب الأقحاح قادات الفتوحات المؤسسين لهذه المبادئ ووفقاَ للتشريع الذي اصدره سيد الخلق محمد صلى الله عليه واله وصحبه بقوله في صحيفة المدينة (هذا كتاب من محمد النبي بين المسلمين المؤمنين من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم أنهم أمةً واحدةُّ من دون الناس وأن أيدي المؤمنين المتقين واحدةُ على كل ظالم منهم  يبغي أو يبتغي دسيعةً ظلمٍ أو اثمٍ أو عدوانٍ أو فسادٍ بين المؤمنين ولو كان أبا أحدهم أو ابنه أو أخاه ).

ثانياً: إعلان البراءة

تعلن قبائل اليمن المنتمية الى قحطان وعدنان ممثلةً فيمن حضر أو وقُّع كلاٌ عن نفسه وعلى من يليه وفقاً للأعراف المتبعة أن الحاضر يَشمِلُ الغائب بأن ذمم الجميع بريئة ووجوههم بيضاء من مرتكبي العدوان على اليمن والداعمين والمشاركين والمحرضين والمؤيدين له، ومتمسكين بحقهم في الرد على المعتدين والمؤيدين لهم بالقدرات المتاحة في أي زمانٍ ومكان، وحيثما يصل مَنعُهُم وفروعهم إليه في الزمن القريب أو البعيد وأن لا قبول ولا صمت عن أي نوع من أنواع الوصاية أو التدخل الأجنبي مهما كلف ذلك من خسائر وتضحيات.  

                                                     
ثالثاً: العقوبات القانونية

تطالب القبائل اليمنية السلطات الرسمية والقضائية بتطبيق القانون وانزال العقوبات الرادعة ضد  المشاركين في العدوان على اليمن والداعمين والمحرضين والمؤيدين له وفق ما نصت عليــه أحكام الشريعــة الاسلاميــة والمـواد 129،128،127،126،125، من قانون العقوبات رقم(12) لسنة1991م في حق المشار إليهم أعلاه، وغيرها من المواد العقابية وما ورد في قوانين الصحافة والمطبوعات والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وكذا سن أو تحديث قانون ينص بوضوح على تجريم الخونة والعملاء وتجريدهم من الحقوق المالية والوظيفية وتمثيل اليمنين في أي من المحافل الرسمية أو الشعبية والمشاركة في أي فعاليات أو تشكيل مكون شعبي أو اقتصادي بطريقة مباشرة او غير مباشرة وبأي شكل من الأشكال.

رابعاً: العزل الاجتماعي

أجمعت قبائل اليمن أن الخونة والعملاء مدرعين بالعيب وملبسين بالجرم والعار حتى وان تمت أي تسوية سياسية وتلحق بهم العقوبات المتعارف عليها في الوسط القبلي ومن ذلك عدم إيواء العائب ولا يقبل العائب في أي تعامل إلا عائبٌ مثله وانهم مجردين من حقوق الأخوة والصحب والحمى والمغارم والمجورة والمحد والمواطنة وأي مكانة في المجتمع البتة، وان فعلهم مساوٍ لفعل القائمين بالعدوان ومشاركون في كل جريمة اُرتُكِبَت ضد اليمن واليمنيون ويُعد جُرمهم المرتكب بغياً على الأمة كما هو في المصطلح الشرعي وأعراف القبائل وناموس العقلاء وكل منهم جار الطلق أي منفي من الأرض ما لم يؤخذ بناصيته.

خامساً: أمن ساحة القبيلة

كل قبيلة مسئولة عن حفظ امن واستقرار ساحتها وحدود الوطن كله كساحة عامة لكل قبائل اليمن، وعلى القبيلة أو الجهة التي ينتمي إليها العائب (الخائن او العميل او المخرب) اتخاذ كل الإجراءات اللازمة ضده مع الجهات الرسمية او الشعبية.

سادساً: مبدئ الغرم القبلي

يلتزم الجميع بإحياء مبدأ الغرم القبلي والشعبي بالمال والرجال، وكل ما تحتاج إليه قوات الدفاع لردع الغزاة والمعتدين واستئصال مناشئ الشر والخطر الذي يهدد الوطن والأمة.

سابعاً: الصلح العام

تُقر القبائل اليمنية صلحاً عاماً بتأجيل كل الخلافات والنزاعات بين جميع أبناء اليمن باستثناء من أشارت إليهم الوثيقة بالعقوبات آنفاٌ، مع لزوم تشكيل لجنة من مختلف الجهات القانونية والقضائية والقبلية لفرز القضايا العالقة وتصنيفها ووضع الحلول المناسبة لها بالطرق المنصفة والعادلة وبالتنسيق مع الجهات الرسمية.

ثامناً: تفعيل دور القبيلة

ضرورة ترتيب وتنظيم شؤون القبيلة لتكون قادرة على أمن ساحتها وحل مشاكلها ومتابعة امورها والقيام بدورها في كل المجالات الدفاعية والامنية وكذا ضرورة تمثيل القبائل في التكوينات التشريعية والتنفيذية لتشارك من خلالها في الرأي وصنع القرار.

تاسعاً: الوثيقة ميثاق شرف دائم

بعد التوقيع تعتبر هذه الوثيقة ميثاق شرفٍ في السلم والحرب وسارية في كل ظرفٍ وزمان تجسيداَ للمبادئ والقيم والثوابت القبلية.