الثوار: انتهت ازمتكم ثورتنا مستمره ,وخفوت الحمله الانتخابيه لهادي .... بعد عام من الثورة استحقاقات الشعب في مواجهة التسويات السياسية

بعد عام من الثورة استحقاقات الشعب في مواجهة التسويات السياسية

دشن عبدربه هادي منصور الحملة الانتخابية الرئاسية كما يصرون على تسميتها بخطاب لم يلفت الانتباه اليه كثيرا في محتواه العام ولم ترتبط في ذاكرة البعض سواء أخطاء المفردات التي جاءت في خطابه لتذكر بالأخطاء اللغوية لصالح ولعل بعض الاخطاء كانت أكثر صدقا مع الواقع المحير والملي بالمشاكل والارهاصات وتقاطعات المصالح , عندما أشار للمستقبل بمفردة (الإمام بدلا من الأمام ) .
بعد تدشين حملته الانتخابية غرقت صنعاء في قمامتها وكان أمين العاصمة الذي عدى عن كونه أحد أركان نظام صالح تربطه بصالح علاقة مصاره - أراد- أن يكون تراكم القمامة عنوانا للحملة الانتخابية , فيما أنتشرت صور المرشح الجديد في الشوارع متكلف الابتسامة على المفارقات التي وضع بها , أما الحملات الدعائية لهادي فعنوانها الابرز باهته وخافته رغم اقتراب يوم الاقتراع .
المؤتمر في دعايته لهادي تعمدت أن تضع الرجل كظل لصالح في إيحاء لا يخفى على المتابعين والمراقبين وربما المواطن العادي مترجمتا بذلك ما قاله بن دغر عند إعلانه الاثنين الماضي أن المؤتمر سيدعم هادي مرشحا رئاسيا مع الاحتفاظ بصالح موجها ورئيسا للمؤتمر الشعبي العام .
الاوضاع في البلد جعلت المرشح الرئاسي يكتفي بحمله انتخابية تقتصر على صنعاء بخطاب وسط حضور القيادات السياسية والحزبية محدودة دون امكانية الخروج الى المحافظات و مخاطبة جماهير الناخبين مباشرة أو عقد مهرجانات انتخابية ولو شكلية حتى وان كان عبدربه ومن رشحوه ضامنين الفوز مسبقاً انما باعتبار أن جميع الاطراف مصرة على تسمية ما يجري انتخابات وليس استفتاء.
الاصلاح أستبق حملة عبدربه بفتاوى لتمرير الحصانة أولا عندما أعتبر النائب الحزمي الحصانة لصالح مفسدة صغرى وصالح مفسدة كبرى لتمرير قانون الحصانة الذي نصت عليه المبادرة تلى ذلك ما قاله صعتر عندما أعتبر من لم ينتخب عبدربه فهو خارج عن الملة في مؤشر خطير على الاستمرار في توظيف الدين لخدمة الاغراض السياسية وإرهاب الاخر من الرافضين للمبادرة ( الحوثيين , الحراك , الشباب المستقل ) و ما نتج عنها من حكومة تقاسم المناصب مع المتهمين بالفساد الى انتخابات رئاسية لمرشح واحد تم تسميته والتوافق عليه بالرياض كجزء من المبادرة ولعل هذا ما زاد من حماس الاصلاح المعروف بعلاقته الوثيقة مع الجارة السعودية وتبعيه لها من جناحي الاصلاح القبلي والعسكري .
و الحملات ضد الحوثي والحراك والاعتداءات على شباب الساحات وفتاوى التكفير توضح أن من لم يوافق على المبادرة وتمسك بالثورة والتغيير الشامل سيلاقي ما هو أكثر من هذا ولعل مواجهة السلفيين والإصلاح بحجه مع الحوثيين والاعتداءات على يوم مهرجان التصالح والتسامح ومسيرات الحراك وقبل ذلك ما تعرضت له مسيرة الحياة القادمة من تعز الى صنعاء , واستمرار توزيع التهم على ثوار , إفرازات لسياسة ما بعد التسوية , يقوم بها طرف واحد بالمشترك ليضع موقف بقية اطراف المشترك تحت علامة استفهام من ما يحدث تحت علامة استفهام كبيرة ان لم يكن اعتبار الصمت تواطؤ.
سيطرة الفرقة على ساحة صنعاء ومحاصرة الثوار وقمعهم بالتعاون مع اللجنة الامنية التابعة للإصلاح لم يستطع ان يمنع الثوار من الاحتشاد للتعبير عن موقفهم بعد مرور عام على الثورة , كما لم تستطع المجاميع المسلحة في تعز والانتشار الامني ان يمنع الثوار من الاحتفال بيوم 11فبراير كأول ذكرى لمرور عام على نزول الثوار على ساحة تعز وبنفس اليوم في تعز وصنعاء أراد الثوار أن يقولوا للسياسيين ولأطراف التسوية ( انتهت ازمتكم , ثورتنا مستمرة ) وهو الشعار ترفعه الساحات اليوم معلنين استمرار الثورة في مواجهة الطغيان والفساد من اي طرف , ومصرين على اسقاط منظومة النظام كاملة والتغيير الشامل والوصول الى الدولة المدنية .
لقد جمعت المبادرة والحكومة والانتخابات بقايا نظام صالح من سلطة ومعارضة في بوتقة واحده ووضعت الرافضين للمبادرة في طرف أخر أمام تحدي لملمت نفسه وزيادة الوعي وتنظيم صفوفه لحمل أعباء مطالب الشعب والشباب لمواصلة الثورة والتغيير الشامل .
وجاءت (الانتخابات ) بكل مفارقاتها وإجراءاتها التي لا تتفق مع ابسط قواعد مصطلح (انتخابات ) لتعلن استخفافها بعقليه الناس بمبرر أن هذا هو الوسيلة الوحيدة لتجريد صالح من الشرعية ومنح عبدربه الشرعية , في منطق سياسي لا يتفق مع معنى الثورة التي أسقطت صالح وشرعيته ثوريا في مارس من العام الماضي دون الحاجة لمبادرات ووساطات اطالت امد القتل ولولا مخاوف السياسيين وحالة التبعية المفروضة والتسليم بها , لتغير الواقع بخطوات صحيحة نحو عملية التغيير الشامل وانجاز اهداف الثورة .
بعد عام ما يزال أسقاط النظام قائما امام الثوار لان التغيير ليس مجرد تغيير وجوه او أدارة الحكم بقناع او توزيع المناصب بل تغيير عقلية النظام وطريقة الادارة والحكم , ومحاولة أقناع الثوار أن ما حدث هو التغيير سوآءا بالقمع او بالاحتيال بالترغيب او الترهيب ما هو الا استمرار بالسير بنفس عقلية نظام صالح فشلت كما عكسه الثوار اليوم في خطابهم ومن ورائهم الشارع .
قد يطول امد الثورة وتزيد تكاليفها لكن من الصعب الغاء الحالة الثورية التي تمر بها اليمن وما على الاطراف السياسية الا ان تعي جيداً من استمرار الرهان على أشاعه المخاوف وبث الفرقة واستغفال المواطنين ومعاقبتهم جماعيا والرضوخ للتبعية وسائل حكم ناجحة , وسياسة حكيمة إذا ما استلهموا بصدق أسباب الثورة وقرأوا الواقع بتجرد وضمير وطني يحترم ارادة الشعب .ويرفض التبعية لاي كان , كما على الاخرين معرفة أن مواجهة التبعية لا تكون بتبعية أخرى لان جزء من معنى الثورة أنها ثورة ضد التبعية .
لن تسفر ما تسمى (انتخابات) عن واقع يلبي حد معقول من مطالب الثورة لرئيسا مكبلا بالقوى المتوافقة عليه ومرتهن بقوة بقايا سلفه . ولن تلغي حالة الثورة والمطالب التي خرج من أجلها الشعب بل ستكون جولة ثورية جديدة بين استحقاقات الشعب والتسويات السياسية .