الصحف الاجنبية: فشل سعودي لاذع في اليمن

اعتبر السفير الاميركي الاسبق لدى السعودية "Chas Freeman" ان السعودية ترى بان الولايات المتحدة تقوم بخيانة علاقة الصداقة، وان ابرز النماذج على ذلك من منظار السعودية هو ما اسماه "عدم استعداد اميركا" للوقوف الى جانب الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك. ورأى ان هذا الموقف الاميركي من نظام مبارك قد اقنع السعوديين ليس فقط بانه لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة ، بل بان واشنطن خائنة.


و في مقابلة مع موقع "Lobelog" قال "Freeman" ان رد الفعل السعودي على السياسة الاميركية منذ اوائل القرن تمثل بمسعى لإيجاد بديل عن الولايات المتحدة كحامية، غير انه لفت الى ان السعوديين اكتشفوا عدم وجود هذا البديل. وعليه اضاف ان السعوديين حاولوا "تمييع" الاعتماد على الولايات المتحدة من خلال تطوير العلاقات مع دول مثل الصين والهند وروسيا والبرازيل وألمانيا، لكنه اكد انهم اكتشفوا حدود ما يمكن تحقيقه بهذا الاطار. وبناء على ذلك، رأى ان الرياض قررت مؤخراً انه ما من خيار حقيقي سوى الاعتماد على الذات والتصرف بشكل احادي.

وفي سياق آخر شدَّد "Freeman" على "حاجة" اميركا الى شكل من اشكال العلاقات مع ايران اذا ما ارادت دورا فاعلا في منطقة تعتبر ايران لاعبا اساسيا فيها،كما هي الحالة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن. وعليه اعتبر ان بعض السعوديين قد يكونوا مسرورين "بالصعوبات الاضافية" التي اصبحت تعقد "الانفتاح بين الولايات المتحدة و ايران"، اذ ان هؤلاء لا يريدون انشاء مثل هذه العلاقات. غير انه رأى ان هذا النهج السعودي بتعقيد تطور العلاقات بين واشنطن وطهران لا يخدم السعودية او الولايات المتحدة. كما شدد على ان العلاقات الاميركية السعودية تحولت من "الشراكة القوية الى التعاون الحذر على مسافة متزايدة".

و فيما يخص الحرب على اليمن شدد "Freeman" على ان القصف السعودي على اليمن يشبه كثيراً ما قامت به اسرائيل في غزة، اذ ان ما تقوم به الرياض، بحسب رأيه، هو عملية تخويف عسكري ليس لها اي اهداف سياسية.كما شدد على انه لا يمكن اعادة حكومة لتحكم البلاد من خلال القصف الجوي وبالتالي لن يحقق هذا القصف الهدف السعودي. وتحدث في الاطار ذاته عن دمار هائل في هذه الحرب دون اي مكسب حقيقي للسعودية.

و اعتبر "Freeman" ان الولايات المتحدة دعمت الحرب السعودية على اليمن لسببين: الاول هو انها لا تريد تعميق الخلافات مع السعودية، والثاني هو الارباح التي تنتجها شركات السلاح الاميركية نتيجة هذه الحرب. كما اشار في السياق ذاته الى الرغبة بالحفاظ على قبول السعودية بالاتفاق النووي مع ايران، لكنه لفت بالوقت نفسه الى ان مشكلة السعوديين مع الاتفاق تتعلق بهيبة وقوة ايران، وليس بالجوانب النووية للاتفاق.

اصوات يمينية اميركية تروج لسياسات التقسيم الطائفي في المنطقة

من جانبه، كتب الباحث الاميركي المختص بالشؤون العسكرية "Max Boot" مقالة نشرتها صحيفة "لوس امجلس تايمز" شدد فيها على ان استراتيجية اوباما بالاعتماد على الطائرات من دون طيار وعناصر القوات الخاصة لتصفية اهداف ارهابية لا تحقق نجاحاً.

و قال الكاتب،الذي يعد من كبار منظري تيار المحافظين الجدد المؤيدين لكيان الاحتلال الاسرائيلي، ان عملية "التصفية" يمكن ان تقتل قادة ارهابيين مثل اسامة بن لادن، لكنها لا تستطيع القضاء على المنظمات التي يديرها هؤلاء القادة. ولفت الى ان التهديد الارهابي قد تصاعد منذ عملية قتل بن لادن عام 2011، متحدثاً عن نمو الارهاب في اماكن مثل اليمن وسوريا وغيرها، وامتداد داعش الى ليبيا وافغانستان والدور الذي لعبته في عمليتي باريس وكاليفورنيا.

عليه، اعتبر الكاتب ان الادارة الاميركية تفتقد استراتيجية شاملة لمكافحة التمرد، مضيفاً ان ادارة اوباما ليس لها شيء سوى استهداف القادة الارهابيين ولا تمتلك استراتيجية لجلب الاستقرار الى ليبيا وسوريا واليمن، حيث يتواجد الإرهابيون بشكل كبير.

وتحدث الكاتب عن ضرورة وجود استراتيجية تجمع بين المساعي السياسية، والدبلوماسية، وحرب المعلومات، والمساعدة في مجال التنمية، اضافة الى المساعدة الامنية. وشدد على ان العملية السياسية ستكون العنصر الحاسم، حيث قال ان "السوريين والعراقيين السنة لن يتقدموا لمواجهة داعش الا في حال وجود هدف يستحق الحرب من اجله". واضاف انهم (السنة في سوريا والعراق) "لن يحاربوا المتطرفين بالنيابة عنا اذا كان البديل الاستبداد الشيعي الذي تمارسه وكلاء ايران" على حد زعمه.