الطريق لمؤتمرالحوار يبدأ بـ”التزوير ” :الناطقة باسم لجنة الحوار تهدد بالاستقالة .

.حذرت من تلاعب الأحزاب بحصة الشباب فهاجموني لأني “كاشفة لشعري”

حذرت من تلاعب الأحزاب بحصة المستقلين فهاجموني لأني “كاشفة لشعري”
اللجنة الفنية: بعض المرشحين باسم المستقلين يتولون مناصب حزبية
هددت الناطقة الرسمية باسم اللجنة الفنية للتحضير والإعداد لمؤتمر الحوار الوطني، بتقديم استقالتها من اللجنة ردا على ما قالت إنها حملة إساءة تتعرض لها بسبب قيامها بنشر بلاغ للجنة يعبر عن الاستياء من محاولة الأحزاب الاستيلاء على مقاعد “المستقلين” في مؤتمر الحوار.
وتعكف اللجنة الفنية منذ أيام على غربلة وفحص أسماء المتقدمين بطلبات العضوية في مؤتمر الحوار من “الشباب” و”النساء” و”المنظمات المدنية” من غير المنتمين إلى الأحزاب والقوى السياسية، وقد أصدرت اللجنة أمس الاثنين بلاغا صحفيا قالت فيه إنه من خلال الفحص المبدئي “لعدد من الاستمارات وجدت اللجنة أن عددا كبيرا من استمارات الترشح تم استلامها
من غير المستقلين الذين ينتمون لبعض الأحزاب السياسية، بل وجدت أن بعض المرشحين يتولون مناصب حزبية بارزة فيها”، بحسب نص البلاغ الذي أضاف: “من هنا تدعو اللجنة الفنية الجميع إلى احترام معايير الترشح والشروط المحددة لكل مكون حتى تتمكن من اختيار المرشحين/ات المناسبين الذين تنطبق عليهم المعايير على مستوى المكونات الثلاثة”.
ويبدو أن هذا البلاغ الصحفي لم يحظ بموافقة ممثلي الأحزاب داخل اللجنة الفنية، ما استدعى حملة إعلامية، وعلى مواقع الإنترنت، ضد أمل الباشا، تركزت على شتائم وسخرية من سلوكها الشخصي.
وكتبت الباشا، على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تقول: “ظهر اليوم (أمس) عبرت عن استياء اللجنة الفنية بنشر بلاغ رسمي وذلك بسبب ترشيح أشخاص لأنفسهم كشباب مستقل، بينما هم ينتمون لأحزاب سياسية، وحذرت من محاولة التلاعب بالاستيلاء على مقاعد المستقلين في مؤتمر الحوار، وطالبت في البلاغ باحترام المعايير والشروط لترشح المستقلين، لذلك ثارت ثورة المعنيين بالأمر، فأوعزوا لسلاحفهم البشرية بالهجوم على اللجنة الفنية وناطقتها الرسمية تحديدا بحجة أنها كاشفة الرأس”، حسب تعبيرها؛ مضيفة: “يعني تذكروا اليوم شعر رأسي، وكأنهم فجأة تعافوا من مرض الزهايمر، السلاحف باسم الله ما شاء الله عليها واسم النبي حارسها وزعت الأدوار الهجومية بينها في النت، عبر المواقع وصفحات الفيسبوك، حتى خطيب الجامع المطل على ساحة التغيير بصراحة ما قصر فألقى خطبة حنانة طنانة عصماء ضد الحوار واللجنة والناطقة شخصيا”.
وشددت الباشا على أن هذه الحملة لن تثنيها عن واجبها: “هذه مسؤوليتي القانونية المحددة بقرار من رئيس الجمهورية وبانتخاب صحيح من اللجنة، وهي قبل كل شيء مسؤولية أخلاقية لو تعلمون. لن أجنح قيد أنملة بإخفاء الحقائق ولو أدى الأمر إلى تقديم استقالتي من منصبي كناطقة ومن عضوية اللجنة أيضا حتى تعقلوا”.
طبقا لمصادر “الأولى”؛ فإن الأحزاب السياسية، تحديدا المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح، تخوض معركة لاعتماد قوائم لـ”الشباب” و”النساء” و”المنظمات المدنية” لعضوية مؤتمر الحوار الوطني؛ من المنتمين إليها أو المقربين منها، بادعاء أن تلك القوائم لـ”مستقلين”.
في سياق قريب، كشفت المصادر لـ”الأولى” أن حوالي 20 بالمائة من بين 4 آلاف متقدم من الشباب بطلبات العضوية لمؤتمر الحوار إلى اللجنة الفنية، هم من الشباب الجنوبيين، ولكن من المنتمين إلى حزبي “المؤتمر” و”الإصلاح”، وذلك ضمن مسعى الأحزاب إلى ما تصفه المصادر بـ”السطو” على حصة المستقلين في قوام مؤتمر الحوار.
إلى ذلك، لم توافِ الأحزاب السياسية الكبيرة حتى الآن اللجنة الفنية بقوائم ممثليها في فئة “الأحزاب”، وقالت اللجنة في البلاغ الصادر عن اجتماعها أمس، إنه “من المؤسف أن معظم الأحزاب لم تقدم قوائم مرشحيها الى الآن عدا حزب الحق وحزب التجمع الوحدوي واتحاد القوى الشعبية واتحاد الرشاد”.
وعبرت اللجنة عن استيائها لتأخر الأحزاب بتسليم قوائم مرشحيها، ولعدم التزامها بالمواعيد المتكررة لتسليم قوائمها.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي، حدد يوم الـ23 من يناير، أي غدا الأربعاء، الموعد الأخير لتسليم الأحزاب لقوائمها.
ومن المرجح أن تستمر أزمة “قوائم التمثيل”، خصوصا مع ما تنامى إلى علم “الأولى” عبر مصادر قريبة من اللجنة الفنية، من أن الرئيس هادي هو من سيقوم بإعداد قائمة ممثلي الحراك الجنوبي، باعتبار أن الحراك لم يبدِ حتى الآن موافقة نهائية على المشاركة في مؤتمر الحوار، وأن الرئيس لذلك سيقدم قائمة بشخصيات يتم نسبتها إلى “الحراك”، وأنه سيعتمد في تحديد القائمة على آلية إرضاء الأحزاب والقوى السياسية في صنعاء، بحيث يختار أسماء محسوبة على الحراك، وهي في الواقع قريبة منه أو من “الإصلاح” ومن “المؤتمر”، تماما كما يحدث الآن مع التمثيل الخاص بالشباب المستقل.
بلاغ اللجنة قال إنه “لا زالت سكرتارية اللجنة الفنية تتلقى العشرات من الترشيحات من الشباب ومؤسسات المجتمع المدني والناشطات، حيث تجاوزت الترشيحات إجمالي عدد 4 آلاف استمارة ترشيح حتى مساء الأمس (أمس الأول الأحد), في حين أن العدد المطلوب هو 120 مرشحا/ة, بواقع 40 مرشحا/ة لكل مكون من المكونات الثلاثة، وأيضا مناصفة بين الجنوب والشمال”، مذكرة بأن آخر موعد لاستلام الترشيحات هو صباح الخميس القادم.
يشار إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، وصل أمس إلى صنعاء، استكمالا لمهمته في الإشراف على التحضير لمؤتمر الحوار الوطني.
صحيفة الأولى