نزيف من دم الأنبياء على قرية (الصراري)

عندما أتابع أخبار الصراري أشعر بخجلٍ قاتل لكأنّ ثمة أنبياء يُذبحون وأولياء يُغتالون بسكاكين داعش _ الملطخة بدم عمار بن ياسر المُتعطّشة للدماء _ أمام أعين قومهم الذين يتولون الخذلان فبدوا كأنّهم سبب حقد أولئك المجرمين على أنبيائهم.. ربما أدركتُ الآن ما قصده نزار قباني في قوله :

ليس جديداً علينا اغتيال الصحابة والأولياء فكم من رسولٍ قتلنا .. وكم من إمامٍ ذبحناه، وهو يصلي صلاة العشاء .. فتاريخنا كله محنةٌ .. وأيامنا كلها كربلاء .

أبطال الصراري نموذج الصمود الحقيقي لليمنيين الثابتين كالجبال في وجه تحالف العدوان بمختلف أدواته وأشكاله ،، أكثر من عام وثبات أولئك الأبطال المعدودين يهزم عواصف وزحوفات العدوان المدعومة من التحالف العريض لدول العدوان ، عام من الحصار على قريةٍ في جبل صبر تقول للعالم أنا اليمن _ الأرض والإنسان .. هكذا يثبت أبطال قرية الصراري أن مجد اليمن وشموخها لم يكن كذبةً تاريخية ، بل أسطورةٌ واقعية اخترقت المألوف بأحداثها .

هل _ فعلاً _ ماتت فينا الإنسانية وانسلخنا عن الدين والضمير وبعنا النخوة لنكتسب وحشيةً تنافس تلك الأدغال إذْ يحدث مايحدث لأبناء الصراري والعالم يرى ذلك أمراً طبيعياً ؟!

خلاصة رسالتي هي : أمريكا وإسرائيل وأدواتهما هم أعداء الإنسانية والإسلام والمسلمين والسؤال هو هل جاء في السيرة النبوية أن مَن كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله خذلوه وظلوا يناشدون منظمة بني قينقاع أو منظمة بني النضير أو منظمة خيبر من أجل الرسول (ص) وحقوقه الإنسانية أم أنهم دافعوا عن الدين الإسلامي والرسول وجهادوا في سبيل الله باذلين أرواحهم وأموالهم؟!

العدوان على اليمن كشف الأقنعة عن الأدعياء ومكرهم وعرّى زيفهم فحيث كنّا نسمع من بعض المنظمات الشكلية وأدعياء الدفاع عن الإنسانية وكرامة الإنسان وجدناهم خلال المرحلة إما يحتالون بصمتهم على القضايا الإنسانية أو ينتقونها انتقاء قذر يتفق وأمزجتهم وانتماءاتهم السياسية التي كانت مغطاة بالزيف ، وما لم يناسب أمزجتهم مهما يكن من إجرام على الإنسانية فلن يلتفتوا إليه .. لكن لاتزال الإنسانية متقدة الكرامة في ضمائر الأحرار الذين لم يسقطوا في وحل العمالة والارتهان وستظل كذلك وسيبقى للإنسانية صوت وأيادٍ مدافعة أقوى من أيّ تحالف أو عاصفة أو زحف للمرتزقة المجرمين .

 #وليدالحسام