’هآرتس’: انتصار الاسد في حلب يفقد واشنطن خططها ولن يكون أمامها الا القبول بإملاءاته

رأى محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" تسفي برئيل، أن المحادثة الطويلة التي اجراها وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الاسبوع الماضي، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، والتي استغرقت 12 ساعة، أنجبت "فأرًا"، معتبرًا أن الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل اليه بين الطرفين تمحور حول "الحل المؤقت" للأزمة السورية، مشيرًا الى أن بدايته تنعكس في تركيز الهجمات الروسية على تنظيم "داعش"، والتوقف عن التركيز على مجمعات من أسماهم بـ"المتمردين".
وأشار برئيل الى أن انتصار الجيش السوري واستعادة مدينة حلب لن يوجه ضربة معنوية كبيرة لـ"المتمردين" وحسب وإنما سيوفر للجيش السوري السيطرة الحيوية على سلسلة من المسارات والتقاطعات التي ستسمح له بالتقدم السريع باتجاه مناطق أخرى في شمال وشرق البلاد. وفي المقابل - يرى برئيل- ان ما اسماه بـ"صمود المتمردين" لفترة طويلة سيكلف ثمنًا دمويًا باهظًا على المستويين العسكري والمدني، وسيقود الى توسيع التدخل العسكري الروسي".
 
 
وشدد برئيل على أن "معركة حلب سيكون لها انعكاس على الجبهات العسكرية الأخرى في سوريا، وعلى المفاوضات السياسية ايضًا"، معتبرًا أن استعادة حلب سيمنح الرئيس بشار الاسد وروسيا، التحول الذي يحتاجانه من أجل الاعلان عن الحسم الاستراتيجي الذي يمكنهم من الوصول الى المفاوضات من موقع قوي، مشيرًا الى أن من اسماهم بـ"المتمردين" وحلفاءهم سيضطرون على ضوء هكذا سيناريو حسب تقديرات النظام السوري، الى "تقبل املاءاته"، وفق تعبير برئيل.
 
 
وخلص المحلل الصحفي "الاسرائيلي" تسفي برئيل الى نتيجة مفادها أن "حلب تحوّلت الى ملعب سياسي دام، تجلس فيه الدول الغربية على المدرجات ولا تتدخل، في انتظار نتيجة المباراة" وما أسماه "المجموعة القادمة التي ستتمكن من الارتقاء الى الدرجة السياسية".
 
 
ورأى برئيل أنه حتى إذا تم حسم المعركة في حلب، فإن "درج واشنطن يخلو من المخططات"، مشيرًا الى أن "الولايات المتحدة التي سبق ووافقت على تأجيل النقاش حول مستقبل الرئيس الاسد ليست مستعدة لإرسال قوات برية لمساعدة من اسماهم بـ"المتمردين" (باستثناء قوات صغيرة تساعد في محاربة داعش)، ولا يمكنها تسوية الخلافات بين الميليشيات المناصرة للغرب، ولا تملك رافعة لإجبار روسيا على تغيير موقفها من الرئيس الاسد، لذلك ستضطر الى مواصلة تقبّل املاءات موسكو التي يمكنها أن تملي خطوط الحرب ضد تنظيم "داعش"، حسب قوله.