ضفتا الحكم .. و حكايا التكريم
يرى الكثيرون ان احتشاد المؤتمريين اليوم حول صالح ليس أكثر من فقاعة كيدية سرعان ما تنفجر دون ضجة حين تتغير المعطيات و تتبدل الظروف ..
المؤتمر الشعبي العام له جمهوره و هذا شيء طبيعي ، و علي عبد الله صالح استطاع أن يحشد حوله الكثير من المؤتمريين و هو يعلم أنهم لا يحتشدون حوله حبا فيه أو ثقة في قيادته ، بل نكاية في القوى التي ورثت السلطة و أبدت وجها قبيحا من أول وهلة ، و أمعنت في صناعة عداوات و افتعال اشكالات و صراعات مع كل القوى الوطنية حتى التي كانت شريكتها في المعارضة من قبل ..
و لم يكن اصرار المؤتمريين على تكريم صالح و الاحتفاء به لولا اصرار انصار علي محسن على تكريمه .. فإذا كان انصار محسن يرون أنه حامي الثورة و قد غفر له انضمامه للثورة خطايا الماضي، فإن انصار صالح يرون أنه حامي الديموقراطية و التداول السلمي للسلطة كونه اول رئيس يسلم السلطة سلميا و بانتخابات و أن المبادرة و قانون الحصانة التوافقي قد غفر له خطايا ماضيه حسب ما يرونه طبعا .
و في كل الأحوال محسن و صالح كانا و لا يزالا يقتسمان السلطة و ان اختلفت الية التقاسم اليوم . و أعترف من هنا أنهما نجحا اليوم في الحفاظ على مكانتيهما و مركزيهما كقائدين لفصيلين حاكمين منذ أكثر من 33 عاما و حتى اليوم ، فلم يتغير شيء سوى أنهما في السابق كانا يتقاسمان بصمت و يختلفان بصمت و يتفاهمان بصمت و اليوم أصبحت قسمتهما واضحة و صريحة و معلنة و برعاية دولية و غطاء اممي .
صالح و محسن كانا اللاعبين الرئيسيين في المشهد السياسي منذ ثلاثة عقود و اليوم بعد الثورة الشبابية السلمية يقف على قمة كل من الضفتين القويتين علي محسن و علي صالح ، و بقية اللاعبين بيادق يتم تحريكها من اعلى قمتي الضفتين الحاكمتين للسلطة و للواقع السياسي .
و ما يؤيد هذا القول هو تناغم الخطاب في الضفتين اللتين يتربع على رأسهما العليين فيما يتعلق باهم القضايا الوطنية و المواقف من القوى الوطنية و التيارات المطلبية سواء القضية الجنوبية أو انصار الله او الثورة و مطالب الثورة و التغيير و متطلبات التغيير .
علي عبد الله صالح في خطابه الذي راود الرضا السعودي و الأمريكي بالهجوم على ايران و اتهامها و ايضا الحراك الجنوبي الذي سماه بالانفصالي و التقليل من شأن الثورة و السخرية منها ، يتشابه مع خطاب تيار علي محسن و يتقاطع معه في أهم القضايا الجوهرية ، إضافة إلى أن الاحتفال بيوم نقل السلطة في الضفتين و تكريم " علي و علي" الحاكمين على قمة الضفتين ، يعطي اشارة واضحة إلى ان الفريقين اللذين يقودهما علي محسن و علي صالح إن لم يكونا متفاهمين على خطوط عريضة في التعاطي مع الواقع السياسي و مشكلاته و تعقيداته ، فهما بلا شك يتسابقان على كسب ثقة الخارج و خدمته ليس أكثر ، أي أن كل منهما يقدم نفسه كبديل أكثر كفاءة و قدرة على التحكم في الوضع و ترويضه للإرادة الأجنبية ، و إن اختلفت طرق و اساليب المراودة لمزاج الوصاية الخارجية من فجة و متوترة في ضفة علي محسن الى ماكرة و هادئة في ضفة علي صالح .
- قرأت 547 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ