جدار عازل وحقول نفط يمنية محظورة سعوديا- تقرير ميداني مصور عن تجاوزات المملكة على الحدود مع محافظة الجوف
الحدود المستباحة
شرعت السعودية، في نهاية عام 2003 وبداية عام 2004، في بناء جدار أمنى عازل على طول خط الحدود البرية مع اليمن، مخالفاً لاتفاقية جدة 2000، والمتفق عليها بين الدولتين بأن تكون مناطق خالية ومخصصة للرعي. أدى الأمر إلى تصاعد رفض رجال القبائل اليمنية، الذين مازالوا يخوضون مواجهات غير منتظمة، مع تصاعد الخطوات للإسراع في استكمال بناء هذا الجدار. والشهر الماضي، أعلن أمير "إمارة جازان" أنه سيتم استكمال بناء هذا الجدار خلال عام واحد.
سيمتد الجدار السعودي على الحدود مع اليمن بمسافة 1,800 كيلومتر (1,100 ميل). وهو يتكون من أكياس رملية وأنابيب، وبارتفاع ثلاثة أمتار (10 أقدام)، من الخرسانة. عند البدء في بناء 75 كيلومترا (45 ميلا) في سبتمبر 2003، حدث نزاع عنيف مع الحكومة اليمنية. تم وقف البناء في فبراير 2004، عندما وافقت السعودية على ذلك، بعد إعلان اليمن أن بناء هذا الجدار يعد مخالفة لاتفاقية الحدود الموقع في عام 2000.
حتى الآن مازالت الأنابيب المملوءة بالخرسانة موجودة وتعمل كحاجز أمني على طول الحدود اليمنية السعودية، ويجري العمل في استكمال بناء هذا الجدار، الذي سيحرم القبائل اليمنية من التنقل للرعي في الحدود المشتركة، والتي تمنعهم السلطات السعودية، حالياً، من دخولها؛ رغم أنهم كانوا يستخدمونها للرعي منذ مئات السنين.
تقول الحكومة السعودية إن تهريب الأسلحة والمخدرات والمهاجرين غير الشرعيين يحدث عبر هذه الحدود، وكثير من هؤلاء المهربين من القبائل المسلحة.
عام 2008، بعد بدء بناء قطاع جديد في الجدار في مدينة حرض، أعلن السعوديون عن أهمية الجدار لحماية حدودهم من تدفق الهجرة غير الشرعية ومن تهريب المخدرات والأسلحة.
وفق برنارد هيكل، بروفسور الدراسات الشرقية بجامعة برينستون، فإن السعودية كانت تقدم الأموال لمشايخ القبائل المتنفذين داخل اليمن وتجاهلت القبائل الحدودية. غيرت السعودية "تلاعبها في اليمن"، وفق مسؤول أميركي في السفارة الأمريكية بالرياض، لصرف الأموال على القبائل الحدودية، بالإضافة للدعم التقليدي الذي تقدمه لمشايخ القبائل. مشايخ هذه القبائل هم المسؤول الأول عن تجارة السلاح والمخدرات داخل اليمن؛ فالمهم بالنسبة للسعودية ألا تترك سياستها أثراً داخل المملكة، فإن السعوديين يعارضون الإرهاب داخل بلادهم فقط، ولا مشكلة لديهم خارجه، وفق مايكل شوير، ضابط المخابرات الأمريكي السابق والمسؤول عن وحدة بن لادن في (سي آي إيه). وفقاً لشبكة (بي بي إس) الأمريكية، فإن الإرهاب الداخلي السعودي تتحمله السعودية، سواء تهربت الأسلحة عبر الحدود أم لا، فمعظم إرهابيي العالم سعوديون، ومعظم الدعم المادي مقدم من قبلهم.
نقلا عن الشارع
- قرأت 918 مرة
- Send by email