مجلس قيادة المبادرة : أحمد يحيى عبد الله الديلمي

 

   أنهى الرئيس هادي في العاشر من ابريل 2013م بالقرارات العسكرية التي أصدرها معادلة توازن الرعب بين طرفي النظام السابق – الحالي ، بإقالة طرفي المعادلة الذين ظلوا واستمروا مهيمنين ومسيطرين على المؤسسات العسكرية ،التي أنشئت لغايات تخدم المصالح الشخصية والضيقة لتلك الأطراف ، وحماية لهم ، وليس لحماية وطن أسمة اليمن .
   أن تلك القرارات الجريئة تحمل في طياتها الكثير من الدلالات والتي كان أبرزها أن صدورها جاء بعد اجتماع الرئيس هادي بمجموعة سفراء الدول العشر الراعية لما يسمى بالمبادرة الخليجية ،الذين ابدوا موافقتهم على إصدار تلك القرارات ، لاسيما وأن السفير الأمريكي طلب من الرئيس هادي أن يسارع في إصدار القرارات العسكرية الخاصة بهيكلة الجيش وقول السفير الصيني أن الوقت مناسب جداً لإصدار تلك القرارات، بالإضافة إلى أن تلك القرارات صدرت بعد الاطلاع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي بحسب ديباجة تلك القرارات ، وهذا يدل بما لا يدع مجالاً للشك أن ما يسمى بالمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية أصبحت بمثابة دستور جديد ، وقانون وصاية ينظم الشئون الداخلية لليمن وفقاً لأجندات خارجية ، بل أن مجموعة سفراء الدول العشر الراعية لما يسمى بالمبادرة الخليجية أصبحت بمثابة  " مجلس قيادة المبادرة " (على غرار مجلس قيادة الثورة) يتولى الأشراف والموافقة على إصدار القرارات المصيرية المرتبطة بمستقبل اليمن وآمنة واستقراره .
   ومن جهة أخرى فقد تضمنت تلك القرارات تعيينات لطرفي المعادلة في مناصب عسكرية ومدنية أغلبها في الخارج ، تتناسب مع مصالح وأموال واستثمارات تلك الأطراف ، حيث تم تعيين أحمد علي سفيراً في الإمارات ليتولى إدارة أموالهم واستثماراتهم في دبي ، وتعيين عمار صالح ملحقاُ عسكري في أثيوبيا للإشراف على المزارع وقبض الغلول ، في حين تم تعيين هاشم الاحمر ملحقاً عسكري في السعودية ليتولى قبض المرتبات وتدبير المؤامرات لاستمرار الحرب ضد الروافض ، كما لم يوفق علي محسن في الفوز بمنصب حامي الحديقة الذي لازال شاغرا إلى الآن ، وفي نفس السياق فأن تلك التعيينات تعتبر بمثابة حصانة دبلوماسية عابرة للحدود ، التي تمنع الملاحقة الجنائية للذين تم تعيينهم في تلك البلدان ، لاسيما وأن قانون الحصانة الذي منُح للمخلوع صالح ومن عملوا معه قد شملهم ضمن الحدود اليمنية  .
   أما بالنسبة للقرار الجمهوري بتخصيص مقر الفرقة الأولى مدرع ( الذي كان بؤرة الأجرام والقتل والقمع ، ومركز لشن الحروب الظالمة والعبثية على اليمنيين في الجنوب والشمال ، واستهداف والاعتداء على الثوار الأحرار ) ليكون حديقة عامة تسمى "حديقة 21 مارس 2011" فسيكتب المؤرخين والكتاب أن هذه الحديقة ستصبح رمزا للكرامة والعزة والإباء (بالرجوع ثلاثة أيام عن ذلك التاريخ) بفضل دماء شهداء الثورة الشبابية السلمية وخصوصاً شهداء جمعة الكرامة وتستحق أن يسميها اليمنيين بحديقة شهداء جمعة الكرامة  التي ستصبح بلا شك واحة خضراء  

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
4 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.