اليمن..المافيا في شكل الدولة : عبدالرحمن الأهنومي
إذا كانت النظريات السياسية في العالم تطلق على الدولة التي تعجز عن تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العامة دولة فاشلة ، فماذا بإمكانها أن تطلق على دولة اعترض لها أربعة مسلحين ومنعوها من إصلاح برج كهرباء على بعد كيلومترات من العاصمة صنعاء؟؟
بلا شك نحن نعيش مرحلة "اللادولة" ومن يدعي غير ذلك فليثبت وجود الدولة في إعادة التيار الكهربائي والتصدي للمخربين ، وكل ما نشاهده عبارة عن عصابات ومافيا تنحدر إلى أصول متقاربة تنظم الدول الخارجية علاقاتها مع بعضها حتى يبقى صراعها تحت خطوط لا تتجاوز مصالح هذه الدول.
ليس بالضرورة أن تكون المافيا جماعات تبحث عن المال والنفوذ الاقتصادي فقط، فأي جماعة تبسط نفوذها وتفرض قوانينها في المجتمع وتتغلغل فيه دون أن تراعي قوانين ذلك المجتمع مستخدمة في سبيله تحقيق أهدافها كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة تصنف كمافيا.
حتى وقوع أزمة الكهرباء والسقوط المتكرر للطائرات والإغتيالات السياسية وعمليات التمرد ،والقتل في وضح النهار وفي وسط العاصمة ، لم يبق شيء يفصلنا عن الانزلاق تحت مؤشر اللادولة ، وكل حديث حول قدرة الحكومة عن القيام بمهامها ، يضل ادعاءً بما لا تريد الحكومة أن تقوم به!
لقد بات واضحاً أنه لم يعد أمامنا إلا إكمال الثورة ، ليس أمامنا سوى طريقين؛ علينا أن نختار بينهما ونسرع الخطى، فالوقت لم يعد فى صالح كل اليمنيين ، فإما طريق استكمال الثورة وبناء دولة وطنية قوية تحمي وجودها وتفرض القوانين وتحمي سيادتها قائمة على الحرية ، والعدالة الاجتماعية ، والمساواة؛ أو استكمال ما بدأه نظام علي عبدالله صالح ، ويكمله الآن تحالف بقاياه مع جماعة الإخوان ، فتكون نهاية بلادنا ليس كدولة فاشلة فقط ، بل وشعب فاشل أيضا...
حسب التعريف والمعايير الدولية للدولة لهذا النوع من الدول تبقى اليمن عبارة عن جماعات تتصارع فيما بينها ، وكل ما في الأمر أن الخارج يرعى مصالحه بنفسه من خلال علاقاته بأطراف الصراع ، والمواطن اليمني يبقى ضحية ذلك الصراع وضحية ذلك التدخل الخارجي..
- قرأت 798 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ