أكثر من 500 قتيل في اشتباكات مصر الدموية
525 قتيلاً في مصر وأكثر من 3570 جريحاً هي الحصيلة الأولية التي أعلنتها وزراة الصحة المصرية لاشتباكات الأربعاء الدموية. إشتباكات لم تقتصر تداعياتها على الداخل المصري بل امتدت إلى الخارج. إدانات واسعة ومطالبات باجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي. كما دعا اليوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
فيما سارعت دول أوروبية كفرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى استدعاء سفراء مصر لديها، في وقت شدد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على ضرورة بذل كل الجهود لتجنيب مصر الحرب الأهلية ووجوب إلغاء حال الطوارئ المعلنة في البلاد بسرعة.
وفي القاهرة إستمرت أعمال العنف المتنقلة في المحافظات بعد ساعات على فض اعتصامي الإخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة.
هذا في وقت قالت وكالة "أنباء الشرق الاوسط" إن السلطات المصرية أحالت 84 شخصاً من مدينة السويس بينهم أعضاء بجماعة الإخوان وأنصار لها للنيابة العسكرية اليوم بتهم منها القتل وحرق كنائس.
أحداث أمس الأربعاء كانت إنتهت بإعلان حالة الطوارئ لمدة شهر وحظر تجوال.
وأفادت أرقام أولية أن نحو 15 واثنين من الأديرة، تابعة لطائفة الجيزوت في القاهرة والجيزة، تعرضت للتخريب إثر الإشتباكات بين قوات الأمن المصرية والمتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول مرسي.
في سياق متصل قال وزير الداخلية المصري اللواء محمد ابراهيم "إن الشرطة تكبدت 43 قتيلاً بينهم ضابطان برتبة لواء، وآخران برتبة عقيد" مضيفاً أنه "جرى التمثيل بجثث الضباط بعد اقتحام قسم شرطة كرداسة في الجيزة باستخدام مدافع آر بي جي".
وأكد ابراهيم اقتحام عدة مراكز أمنية، وإحراق سبع كنائس، على يد أنصار الرئيس المعزول، كما حاولوا اقتحام سجني طرة والفيوم.
مخاوف من تزايد العنف الطائفي
تقرير محمد العارف
وسط هذه الأجواء، تزداد المخاوف من تنامي العنف الطائفي في مصر في ضوء أحداث طائفية شهدتها أكثر من محافظة. منظمات حقوقية عديدة أدانت استمرار العنف مطالبة الدولة بأن تطبق القانون والمواطنة على الجميع.
أحداث طائفية تعددت أسبابها لكن نتيجتها ظلت واحدة.. آخر هذه الأحداث، اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين في قرية بني أحمد بمحافظة المنيا بصعيد مصر، قتل فيها شخص واحد وأصيب 16 آخرون، والسبب أن قبطياً صاحب مقهى كان يستمع لأغنية تشيد بالسيسي، الأمر الذي أثار غضب معارضين له.
بعدها بيومين نشبت إشتباكات أخرى بين مسلمين وأقباط في قرية الدبايبة في محافظة بني سويف، عندما بنى قبطي مطباً في الطريق. إشتباكات نتج عنها احتراق جزء من كنيسة القرية.
تطورات دفعت حركات مناهضة للتمييز الديني إلى المطالبة بضرورة تطبيق مبدأ المواطنة والقانون وعدم اللجوء الى الحلول العرفية.
ولعل ما يزيد هذه الأزمة تعقيداً، إستغلالها سياسياً من قبل قوى سياسية بغرض التشويه والإضعاف كما يقول مراقبون.
هكذا، تبقى قضية حرية العقيدة على صفيح ساخن الى أن تبدأ الدولة بمعالجة مواطن الخلل، لا سيما أن خطورة هذه القضية تتمثل في أنها بدأت في التمدد داخل المذاهب المختلفة، وداخل الدين الواحد على السواء، كما حدث، وللمرة الأولى مؤخراً حينما قتل أربعة من أبناء المذهب الشيعي في قرية أبو مسلم جنوب الجيزة.
الإحتقان المتراكم، والفراغ الأمني، وعدم إصدار قانون موحد لدور العبادة، وانتشار الأحزاب على أساس ديني، أمور يرى المتخصصون أنها أسباب تكرار أحداث الفتنة الطائفية في مصر.
- قرأت 577 مرة
- Send by email