ماالذي حدث ؟

قديما عاش اليمنيون في تسامح قل له نظير مع وجود اكثر من مذهب وفكر لكن لماذا ؟؟ السبب يعود الى ان اليمنيين كانوا يتعلمون التسامح والقبول بالآخر واحترامه . فالفرد الزيدي  مثلا يقرأ الأزهار وفي شرحه يلتقي بالامام محمد بن ادريس الشافعي واراءه ، ويفعل ذلك مع الامام مالك واحمد ابن حنبل وابي حنيفة  والليث بن سعد ووووووو وكل من له رأي في مسألة ما بمعنى اخر ينفتح على الكل ، أماالفرد الشافعي  فيكفيه قاعدة رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصوب بالإضافة الى ماعرف عن الامام محمد بن ادريس من حب لال البيت  فضلا عن ماعرف عن اليمنيين من الترابط والتلاحم  والتمسك بالقيم والمثل الحميدة التي جاء بها الاسلام فالمرء منهم  زيديا او شافعيا  يعرف حقيقة ويطبق واقعا ما معنى " انماالمؤمنون إخوة " و "المسلم اخو المسلم " وهو الى ذلك يحذر الغيبة والنميمة والكذب والنفاق وكل ماهو سيئ في قاموس الرسالة الخالدة واتباع الرسالة الخالدة . لذلك عاش ابناء اليمن في تسامح مطرد بل انك تجد مفكرين كثر يخالفون الزيدية في مسائل عديدة  وهم في الاصل  طلاب المدرسة الزيدية 
لكن مالذي حدث ؟
الزمن تغير حتى وجد الكثير من ابناء اليمن نفسه حبيس أفكارأستقدمت من خارج اليمن اعني افكار واراء واطروحات ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهما من المتشددين تجاه مخالفيهم ، بعد ان تمسك بهذه الافكار الوادعي والزنداني والديلمي  واخرون  قبلهم واخرون بعدهم ، زوروا الخريطة وقطعوا الصلة بين اليمنيين وافكار الامام زيد والهادي والقاسم بل والامام الشافعي وغيره إلا النزر اليسير المحارب المقصي المهمش بشتى السبل ومختلف الوسائل
كيف حبسوا بين افكار ابن تيمية  ؟
فتحت  الدور والمراكز والجامعات والمحاضن المذهبية التي ربت جزء كبير من ابناء اليمن على كراهية الاخرين المخالفين على سب وازدراء اتباع الامام زيد على تبديعهم وتفسيقهم وتكفيرهم والانتقاص من رموزهم ومفكريهم واعلامهم تعلموا كيفية النيل من الاخرين ، وفي الوقت نفسه كان يتعلم ويتثقف منتسبوا هذه المراكز والمحاضن  ان الحق المطلق معهم ولديهم و ان كل من ليس تابعالماهم عليه  هوبالضرورة كافر او في افضل الاحوال ناقص ايمان ، هذه الحقيقة وهذا الواقع الذي نجد انفسنا فيه اليوم امام جماعة وأن تفرعت واختلفت الا انها مجتمعة ترى أنها مغايرة للزيدي والشافعي والصوفي والإسماعيلي ، وانها كذلك تتمتع بتفوّق أخلاقي ليس لدى الآخرين. الى درجة ان يزعم ويتصور اتباعها أن مخالفيهم  هم الأشرار.
ليس هذا فحسب بل ويدعون  لأنفسهم غير ما يسمحون به  للآخرين من ابناء اليمن الذين يفترضون بهم  أن ينفذوا رغباتهم عن اقتناع أو من دونه. ما لم يحدث ذلك سيزداد الغضب الظالم عليهم حتى يؤدي الى ان يبحثوا كيف يذبحوا مخالفيهم من الامام او من الخلف من اعلى الرقبة او من اسفلها ؟ و ربما أدى الغضب إلى  أشعال معارك في عذر وترويع للأطفال وقتل لنساء في حوث وافتعال لمعركة في دماج  فحصار لصعدة واعتداءات في كتاف وجلب للاجانب لخوض المعارك وتجنيد الموجدين منهم سابقا وفتح للجابهات في كل مكان وعدوان غاشم سيحرق الاخضر واليابس
وسيجعل من صنعاء بغداد أخرى سيقتلون كل من يخالفهم يبدؤن بجدبان وحين يحزن الجميع يحزنون ويدينون ويستنكرون و يحاول كل فريق منهم "السلفي، الاخوني، القاعدي "  إخفاء التشفي و يتحولوا جميعاإلى ممثلين من دون نجومية ومن ثم يغرقون في التكاذب المتبادل .
لذلك لاتستغربوا ان يحشد ويقاتل المدعو حسين الاحمر في صعدة ووو وفي نفس الوقت يدين اغتيال جدبان

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
11 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.