من فشل جنيف الى نجاح مسقط
الخوف من أن يتم تشكيل مجلس رئاسي وحكومة بتوافق من قبل القوى الوطنيه بحسب بعض التسريبات التى تم نشرها مؤخرا، عن وجود مشاورات ومباحثات لتشكيل المجلس والحكومة لإدارة البلاد، هو ما دفع مجلس الأمن والأمم المتحده ومبعوثها ولد الشيخ عبر الضغط السعودي إلى الدعوه الى جولة مفاوضات جديده بدون شروط، خاصة بعد فشل مؤتمر جنيف أو إفشاله من قبل السعودية وعملائها وبمساهمة مبعوث الامم المتحدة ولد الشيخ الذي كان متخبطا في تصريحاته و سلبي التعامل ولم يكن مرنا بل اظهر التحيز الكامل لطرف العدوان السعودي والرفض لكل المقترحات والمبادرات التى قدمت من قبل القوى الوطنيه في جنيف، والذي أيضاً فشل في عملية التنظيم والأعداد للمؤتمر ليكون مجرد لقاء عبثي كون التمثيل لم يكن بين الأطراف المعنيه بالأزمة بقدر ما كان محاوله لتثبيت شرعية طرف الرياض الذي لفظه المجتمع والذي لا يملك اى تمثل او تأثير سياسي او اجتماعي على الارض.
والحقيقة ان وراء هذه الدعوة والتحرك السريع بعد إظهار الجمود والعرقله سابقا رغبه للافشال كونهم يعلموا أن النجاح في تشكيل المجلس الرئاسي و حكومة الكفاءات من قبل القوى الوطنيه سوف يسقط عملاء السعودية والخارج نهائيا وسيطوي صفحة الهيمنه والتدخل الخارجي وبالذات من قبل النظام السعودي و سيجبر العالم على الاعتراف بها والتعامل معها وسيسهم في الإعداد للانتخابات القادمة الامر الذي سيخرج اليمن من الازمه الحالية التى تعصف به.
وفيما يتعلق بمفاوضات مسقط والخوف من نجاحه الذي بدء يلوح في الأفق والذي اظهر إمكانية تقريب وجهات النظر بين القوى المختلفة بعيدا عن الهيمنة والتدخل السلبي، وقدم الكثير من المبادرات والحلول بحيث أصبحت المناقشات والتفاوض هي الغالبة عليه، والذي يتم بين الأطراف الحقيقية في الازمه خاصة الحراك الجنوبي وليس كما يحاول النظام السعودي بفرض أطراف وهميه، وكنتيجة لهذا التفاوض الجاد لاحظنا كيف غادرت الرياض العديد من الشخصيات الجنوبية المحسوبه عليها متجه الى عمان بعد إدراكها تغير المعادله بحيث أصبحت مسقط صاحبة الدور الفعلي نظرا لحيادها.
وبحسب التسريبات فان الكثير من النقاط يتم التفاوض عليها في مسقط وبالذات فما يتعلق بحل موضوع الانسحاب من المدن الجنوبية وتشكيل قيادة موحده للحراك الجنوبي من قبل قوى وطنية تستلم مهام الحفاظ على الأمن في المحافظات عبر تشكيل لجان شعبيه جنوبيه تشرف عليها هذه القياده، الامر الذي أفزع النظام السعودي كون ظهور قيادة جنوبيه موحده سوف يسهم في تحقيق عملية الشراكة بين الشمال والجنوب بما يودي الى معالجة القضية الجنوبية كامله وأزالت اثارها، كما سيجعل العالم في مواجهه مع هذه القوى وسوف يسقط مفهوم استغلال القضية الجنوبية من قبل الخليجيين والعملاء والمرتزقة، كما أنه سيمثل حل ومخرج لأنصار الله من الضغوط الإقليميه و الدوليه المطالبه بالانسحاب من المدن الجنوبية ما يؤكد صدق النيه في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي ويعتبر معالجة منطقية لتسليم السلطة الامنيه لقوى جنوبيه بما يمنع سقوط الجنوب في يد القاعدة وتحت الفوضى، وهذا ما لا يرغب به النظام السعودي الذي يسعى منذ فتره الى إظهار حركة أنصار الله في صورة المعرقل و المعتدي لتبرير هجومه وعدوانه الهمجي، كون احد الأسباب لعدوانه بحسب تعبيره هو التمدد الحوثي في المحافظات الجنوبية وهو بالطبع عذراً أقبح من ذنب.
اخيرا تحدث قائد الثوره السيد عبدالملك في خطابه الأخير ان النظام السعودي يريد ابقاء اليمن في حالة الا استقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وهي الحقيقة التى باتت واضحة وضوح الشمس، وكذلك يتذكر الجميع تصريحات مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى اليمن السيد جمال بن عمر الذي أكد أن العدوان السعودي الامريكي أو ما اسماه التدخل السعودي قد أفشل الحل الذي كان وشيكا بين القوى اليمنيه في فموفنبيك ما عرقل العملية السياسية في اليمن ودفع بالأمور نحو التصعيد، وهذا يؤكد ما اشرت اليه سابقا ان التدخل السلبي السعودي يظهر مره اخرى عبر المبعوث الجديد ولد الشيخ، وعليه فإن هذه التحركات والعراقيل المشبوهه تؤكد الرغبة السعودية المطلقة لإفشال اى حل أو توافق سياسي يمني يمني يعالج الأوضاع في البلد إلا إذا كان يمر عبرها ويؤكد هيمنتها، كونها تعرف أن التوصل لحل سياسي سوف يسقط عدوانها وسيفقدها جميع أوراقها التى تلعب بها كما أنه سيفرض حالة من الاستقرار العام وسيقضي على ورقة الإرهاب المراد إغراق اليمن بها.
- قرأت 3664 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ