صحيفة بريطانية : السعودية تواجه خيارات صعبة وبحاجة إلى إصلاحات داخلية

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مقالا تناول الخيارات الصعبة التي تواجه السعودية بشأن النفط والنفوذ الإقليمي.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصالح المملكة متعلقة باستقرار أسعار النفط خلال السنوات الخمس المقبلة، وتحدّثت عن أن عام 2015  لا يسير بشكل جيد بالنسبة للسعودية، فمحاولات الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ونجله محمد بن سلمان، ولي ولي العهد ووزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى لشركة "أرامكو"، لتأكيد سلطتهم في المنطقة وسوق النفط، تبوء بالفشل.

وأضافت أن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاهل عن قصد قلق السعودية بشأن التوصل لاتفاق مع إيران، التي تغير ميزان القوى الإقليمي بالفعل"، وتابعت "القلق السعودي بشأن "النفوذ الإيراني" قاد المملكة للتدخل عسكريا في اليمن، إلا أن الحملة الجوية الضعيفة لم تحقق سوى القليل، وأظهرت محدودية الجيش السعودي، وكانت من بين نتائجها وقوع كارثة إنسانية في اليمن، مع استمرار قوات الجيش واللجان الشعبية في السيطرة على أغلب أنحاء شمال اليمن".

واعتبت الصحيفة أن الأسوأ بالنسبة للمملكة هو عدم تقليص شركات إنتاج النفط الصخري الأمريكي لإنتاجها، بسبب انخفاض أسعار النفط، بل على العكس من ذلك، فتكاليف الإنتاج انخفضت، ومن المتوقع أن يكون إنتاج العام الجاري  أكبر من إنتاج 2014م، وفي أماكن أخرى قام بعض منتجي النفط بزيادة إنتاجهم من أجل زيادة العائد، مضيفًا أن سعر البرميل وصل إلى 50 دولارا وأقل من ذلك".

وذكرت الصحيفة أنه في مجال سوق النفط، قد تقرر المملكة أنه إذا لم يكن وصول سعر برميل عند 50 دولارا منخفضا بما فيه الكفاية للإضرار بصناعة النفط الصخري، فإنها قد تهدف إلى وصول سعر البرميل إلى 40 دولارًا، وبالتالي استمرار الضرر لفترة أطول، وهذا ما قد يفسر السبب وراء الاقتراض الضخم الذي أعلنت عنه المملكة خلال الأسبوعين الماضيين.

وأشارت إلى أن الخطر بشأن مزيد من الصراع واضح، فالهجوم الذي استهدف مسجدا الشهر الجاري بالقرب من الحدود مع اليمن يظهر أن العدو داخل المملكة، وأردفت أن التهديد بإمكانية امتداد الصراع جنوبا إلى المملكة قادما من "داعش" في العراق، أو يمتد شمالًا قادما من اليمن أمر وارد، لذلك فإن هناك احتمالية أن يقود انخفاض أسعار النفط إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة وما أبعد من ذلك.

وتحدثت الـ"فايننشال تايمز" عن أنه من الصعب رؤية كيفية تأثير تلك الأحداث على مصالح من هم بالسلطة في الرياض، لكن حكام السعودية في حاجة إلى فترة من الهدوء لضمان بقائهم في السلطة.

وأشارت إلى أن السعودية بحاجة إلى إصلاحات داخلية، كإلغاء الدعم الهائل على الوقود الذي يكلف المملكة سنويا 80 مليار دولار على حساب صادراتها النفطية.

وذكرت أن هناك حاجة ضرورية لزيادة أسعار النفط واستقرارها، لافتة إلى أن الملك السعودي بلغ من العمر 79 عاما، ووزير البترول علي النعيمي يبلغ من العمر 80 عاما، وربما يعتقد الاثنان أن سوق النفط العالمي مازال يدار كما كان عليه الحال في ثمانينيات القرن الماضي، لكن هذا غير حقيقي، مضيفة أن النظام في الرياض عليه أن يقبل بأن مصلحة المملكة في استقرار أسعار النفط ربما عند 70 إلى 80 دولارا للبرميل، خلال السنوات الخمس القادمة، وهذا يتطلب تقليصا حادا في الإنتاج ربما يصل إلى مليوني برميل يوميًا.

كذلك رجّحت الصحيفة "حدوث تغيير في السياسة قبل نهاية العام الجاري رغم عدم وجود خيارات سهلة أو شيء مؤكد، حتى لو أن ذلك سيعني حدوث تغيير في السلطة ورحيل ولي ولي العهد محمد بن سلمان".