اليمنيون من احتضان الرسول الى الاحتفاء بذكرى مولده
تحل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف في ظل عدوان إجرامي يتعرض له اليمن من قبل التحالف السعودي الأمريكي بغية تركيع اليمنيين واخضاعهم ليكونوا حاضراً ومستقبلاً تحت الهيمنة الأمريكية والصهيونية في المقابل يستعد الشعب اليمني بكل إصرار على الاحتفال بذكرى مولد القائد والقدوة منبع النور والرحمة الرسول العزيز الذي قارع الظلم والطغيان ورفض العبودية والإذلال وكأن اليمنيون باحتفائهم بذكرى المولد النبوي في ظل عدوان لم يبق ولم يذر ولأكثر من 10 اشهر وهو يعبث ويقترف الجرائم يسانده في ذلك كل قوى العالم المستكبر ومعهم كل مرتزقة ومافيا وعصابات المخابرات الأمريكية والصهيونية.. ليذكرون العالم كله بانهم من كان لهم شرف احتضان محمد ورسالته وبسواعدهم وأموالهم قامت ركائز الإسلام الحنيف لتقوم على أيديهم أيضاً الامبراطورية الاسلامية التي وصلت على أبواب أوربا غرباً واسوار الصين شراقاً..
إن احتفال اليمنيين بالمولد النبوي ليس عملاً اعتباطياً او استعراض عضلات بل هو احساس عميق بعلاقتهم التاريخية برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وارتباطهم برسالته ودورهم التاريخي في نصرة الرسول و رسالته والكفاح تحت رايته حتى استطاع تغيير ذلك الواقع المظلم.. وبقى اليمنيون على الخط المحمدي يقدمون الرجال والمال في سبيل الدفاع عن دين الله ورسالة رسول الله فمنذ بداية تحرك الرسول قدم اليمنيون أول شهيدين في الإسلام هما ياسر وزوجته سميه وهما والدا عمار بن ياسر شهيد "الفئة الباغية" ثم يأتي دورهم في حماية الرسول والدفاع عنه وعن مهمته الرساليه فبعد 13 عام من المعاناة والملاحقات والمضايقات التي تعرض لها رسول الله وهو يدعو قومه بكل صبر وثبات إذن الله له بالهجرة الى المدينة المنورة حيث تسكن قبيلتي الأوس والخزرج اليمنيتين والذين سبق أن التقوا رسول الله أكثر من مره ووعدوه بالنصر والقتال معه حتى يظهره الله وبالفعل هاجر رسول الله الى المدينة مطارداً ملاحقاً من قبل كفار قريش وحينما وصل المدينة خرج سكانها ليستقبلوه بكل حرارة وشوق مرددين زاملهم المشهور
" طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع.
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داعي.
أيه المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع.
جئت شرفت المدينة... مرحباً يا خير داعي.
وكلاً يحاول أن يحظى بشرف ضيافة هذا الضيف العزيز الذي سيكون على يديه تأليف قلوبهم وعزتهم وكرامتهم وماهي إلا سنتين حتى أذن الله له بالقتال فكان ان أستشار أصحابه وكأنه يجس نبض رجال اليمن.. فكان ردهم بكل حزم ..
" لن نقول لك كما قال بنو اسرائيل لنبيهم اذهب انت وربك فقاتلا اننا هاهنا قاعدون بل اذهب انت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون" ويرد عليه آخر "والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال: أجل ، قال : فإنا قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق, وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة لك، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك, فسِر على بركة الله".
وبالفعل قاتلوا في بدر وثبتوا وفي أحد وفي كافة الغزوات وواصلوا مع الرسول نضالاً وكفاحاً وجهاداً بكل صدق وإخلاص حتى عاد مكة بعد 8 سنوات فاتحاً بأكثر من 12 الف مقاتل بعدما خرج منها وحيداً متخفياً وحينما توفاه الله كان اليمنيون جنباً الى جنب مع اخوانهم المسلمين في الدفاع عن الإسلام من عصابات المتردين ثم مع الإمام علي ( عليه السلام ) ليبهروه بوفائهم وصدقهم فكان رجال اليمن حوله يضرب بهم الناكثين والقاسطين حتى قال فيهم أروع الأبيات الشعرية ومن ذلك مادحاً رجال همدان:
ولو كنت بواباً على باب جنة ** لقلت لهمدان ادخلوا بسلام..
فمن عمار بن ياسر الى مالك الاشتر الى رجال همدان وغيرهم من الأوفياء الذين ثبوا بجنب اعظم رجل بعد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله .. وعلى مر التاريخ الاسلامي الى اليوم قبائل اليمن هي الوفية المضحية في سبيل الله كان لها الدور البارز في الفتوحات الإسلامية ومع كل قائم حق من أهل بيت رسول الله ويكفي ان نلمح الى أن الإمام الحسين صلوات الله عليه استشهد وهو لا زال في طريقه الى العراق بعد أن خذله أهل العراق ومثله كذلك الإمام زيد و لكن الإمام الهادي الى الحق يحيى بن الحسين صلوات الله عليه قاتل معه اليمنيون وثبتوا معه لأكثر من 25 عام حتى استشهد متأثراً بجراحه ثم مع أبنه وهكذا سلسلة طويلة من قادة أهل البيت كان اليمنيون هم الأوفياء معهم والى يومنا هذا وهم يصارعون قوى الكفر والنفاق ويقدمون شاهداً على أنهم رجال الإسلام الأوفياء ومثلما دافعوا عن رسول الله قبل 1400 عام هاهم اليوم على الخط يدافعون عن رسول الله من نفس الأعداء الذين واجههم بالأمس الذين يعملون على تشويهه وتشويه رسالته وهو ما دفع اليمنيون ليتحركوا لرد الاعتبار لأعظم قائد في التاريخ كما شهد له أعدائه من خلال الاحتفاء بذكرى مولده وتعزيز ارتباطهم به قائداً وقدوة ومعلماً ومربياً ومرشداً منه يستلهمون الدروس ويتعلمون كيف يواجهون اعداء اليوم كما واجههم بالأمس.
هؤلاء هم أهل اليمن (( الألين قلوباً والأرق أفئدة))
- قرأت 1205 مرات
- Send by email
أضف تعليقاَ