رئيس اللجنة الثورية العليا يدشن أعمال المؤتمر السنوي للجهاز المركزي للأمن السياسي

دشن الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللحنة الثورية العليا اليوم بصنعاء أعمال المؤتمر السنوي العام للجهاز المركزي للأمن السياسي بحضور قيادة الجهاز ووكلائه ومدراء عموم الجهاز ونوابهم .
 
وأكد رئيس اللجنة الثورية العليا في الكلمة التي ألقاها في افتتاح أعمال المؤتمر أن البعد الوطني الذي يجب أن تتحلى به جميع الأجهزة الأمنية في الدولة هو النظر إلى جميع المواطنين بنظرة واحدة دون تمييز أو إقصاء وبروح الموازنة في الحقوق والواجبات وهي النظرة التي تمثل صمام أمان .
 
وقال " إن البنية البشرية المتميزة في جهاز الأمن السياسي والمعرفة والرؤية التي تمتازون بها هو ما يجب أن ينعكس في الرؤية إلى المصالح العليا للجمهورية اليمنية والقضايا الوطنية الجامعة والحفاظ على النسيج الإجتماعي والأمن الداخلي وهي المقومات التي إذا تمكنا من الحفاظ عليها والنظر إليها بجدية يمكننا الحفاظ على التنوع والسم الإجتماعي والأمن داخل الجمهورية اليمنية ".
 
 
 
 
 
وأضاف " علينا جميعا أن نرى إلى الوطن بعين الحب والاحترام لأن الوطن هو أساس الدولة والمسئولية ولا يمكن أن نمارس أي عمل أو صلاحيات دون وطن والحفاظ على هذه القيمة هو حفاظ على الأمن السياسي وكوادره وكوادر الوطن وكل الأجهزة الأمنية والمؤسسات داخل الجمهورية ".
 
وتابع " إن الخندق الذي تقفون فيه هو خندق الشعب وحماية الشعب وهو الخندق العصي في الأمس واليوم وسيستمر باستمراركم بالدفاع والذود عن الأمن الداخلي كحماية للمواطن والمؤسسات ومنتسبيها وفي مقدمتها المؤسسات الأمنية، رغم الهجمة القوية والشرسة ضد آبائنا وإخواننا الضباط في الأمن السياسي ويحزننا ما يلحق بهم ونتمنى دوما ألا يمسهم أذى، ونعرف جميعا أن استهدافكم يأتي ضمن مؤامرة كبيرة على الوطن وكفاءته ومواهبه والشخصيات والقيادات الوطنية ".
 
وأكد رئيس اللجنة الثورية العليا أن الاغتيالات التي طالت منتسبي الأمن السياسي في كل المحافظات تمثل عملا جبانا وغير مشروع ويكشف عن الخبث الذي حملته مؤامرة استهداف الأجهزة الأمنية كمقدمة لاستهداف الوطن وأن بعض الاختلالات أو القصور لا يمكن أن تؤدي إلى القتل الذي استهدف ضباط يؤدون واجباتهم وفق أوامر ومنظومة سياسية إدارية.
 
وقال " إن هذا يدل على أن نوايا وخطط المتآمرين لا تهدف إلى البناء أو الإصلاح وإلا لأبقت هؤلاء الضباط خارج المؤامرة إلا أنها مثلت أيضا تجربة مؤلمة لمعرفة حقيقة هؤلاء الشراذم الإرهابية ومخططاتهم الإجرامية على الشعب اليمني بأكمله، ما يمكنكم من الانطلاق في أعمالكم وزيادة أمنكم وتعزيز روحكم المعنوية في أعمالكم ومتابعاتكم ".
 
وأشار إلى أن النظرة السوداوية التي ينظرون بها إلى ضباط الأمن السياسي هم ينظرون بها إلى عامة الشعب والعمليات الانتحارية التي طالت حتى المساجد تؤكد نظرتهم تلك.
 
ولفت رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أعمال الارتزاق التي تورط فيها البعض في هذا العدوان وفي هذه الفترة من تاريخ اليمن إلا أن استمرار الجهاز في أداء عمله ونجاحه في ضبط الكثير من الأعمال الإجرامية والخلايا وأدوات العدوان أكد أنه مؤسسة غنية بكوادرها الوطنية الحاملة للهم الوطني والنفسية الراقية التي لا تؤثر فيها العواصف والإغراءات وأعمال الترغيب والترهيب .
 
وقال " إن دماء زملائكم ورفاقكم تحمًلكم أمانة الحافظ على الوطن والتحرك كواجب أكثر مما كانت عليه مستويات الأعمال قبل وإن قوافل الشهداء والتضحيات التي تقدم تلزمنا جميعا بالتحرك وأن يكون لدينا تفاني في العمال خاصة وأن عملكم يمنحكم صلاحيات كاملة من أجل الحفاظ على الوطن وتفعيل القانون من أجل الحفاظ على القوة الحقيقية التي يمتلكها الوطن وهي عقول أبنائه ".
 
وأكد أن واجب الجميع هو تسهيل إدارة الاعمال وتنفيذ الواجبات وأن كل الاجراءات الادارية والثورية هدفها الوصول إلى تنفيذ الأعمال التي تخدم الوطن وأن لا تنشغل المؤسسات بالقضايا الثانوية على حساب أعمالها الرئيسية .
 
ولفت الأخ محمد علي الحوثي إلى أن اللجنة الثورية العليا ستصدر قرارات ترقية الكوادر الجامعية والمساعدين وستعمل على دعم الحقوق والمخصصات الخاصة بالأجهزة الأمنية ودعمها وأن المطلوب من الكوادر هو زيادة الوعي والثقة في سبيل خدمة الوطن .
 
وفند رئيس الثورية العليا المزاعم التي شن من أجلها العدوان على اليمن من منطلق الخطر على بعض الدول أو الإقليم .. مؤكدا أن اليمنيين لديهم شيء واحد هو الحفاظ على كرامتهم وعزتهم وسيادتهم وهي قضية الجميع وقضية الثورة والتي محورها الاستقلال السياسي والاداري، دون تدخل في شئون الآخرين وعدم السماح بالتدخل في الشؤون الداخلية.
 
واستعرض الجهود التي بذلت من أجل السلام والذهاب إلى جنيف للمرة الاولى والثانية مع العلم واليقين أن الطرف الآخر لا يريد التفاوض كما قال المبعوث الدولي السابق إلى اليمن بنعمر في مجلس الامن أن من لا يريدون الحوار والتفاوض هم من سنذهب للتفاوض معهم.
 
ونوه رئيس اللجنة الثورية العليا على وجود تفاهمات في مراحلها الأولى في الوقت الحالي ولكنها على أسس ثابتة وهي الحفاظ على السيادة وإيقاف العدوان وفك الحصار وكل ما يهم الجميع وأن الموضوع السياسي سيكون مع الأخوة في الداخل وأما المتآمرون الذين ذهبوا للاستعانة بأمريكا والعدوان فقد فشلوا وخسروا ما كانوا يتظاهرون به من رصيد يربطهم بالوطنية بعد أن مارسوا كل الادوار السلبية سابقا ومن خلال المشاركة في العدوان.
 
وجدد التأكيد على أن المعركة الحالية هي معركة الحفاظ على الوطن وإن من ابتعد عنها يحرق كل ما يربطه بالوطن وأن الموقف الحقيقي والمبدأ هو الوقوف مع الوطن ضد التحدي الذي عززه الصمود في الداخل وكل من شارك فيه من الأجهزة الامنية والمؤسسات والأفراد وصاروا شركاء في التحدي والصمود والانتصار أمام تحالف قوى كبرى من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأدواتها التابعة في المنطقة كالسعودية ودول الخليج وانتصر فيها الشعب اليمني المتحدي على مشاريع القتل والذبح والهيمنة وسلب الإرادة مسجلا ملحمة تاريخية تليق بكل يمني حر، فيما حقت صفة الخيانة بكل من لم يقف مع الوطن في محنته وكل من ابتعد عن خط المواجهة وفقدوا الاحترام وكل ما يربطهم بالقيم والأخلاق.
 
وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى ضعف كثير من الشخصيات والأحزاب التي سحبها العدوان معه من أجل المال والقيم المؤقتة والوعود الواهية، فيما قفز الوطنيون إلى الواجهة يقدمون دمائهم وأموالهم من أجل مشروع الوطن والقضايا الوطنية الجامعة ووحدة الوطن وحريته ولا مجال للمقارنة بينهم .
 
وعبر عن امتنان قيادة الثورة لما قدمته الأجهزة الأمنية وجهاز الأمن السياسي من مستوى وطني عالي من الصمود والصبر كما كل الشعب اليمني الذي لا ينال منه أحد شيء إلا من خلال الحوار والندية وحسن التعامل والاحترام المتبادل والحفاظ على الكرامة .
 
وقال " إن الحرص على كل قطرة دم سالت من أجل معركة الوطن والاستقلال والحرية تجعلنا لا نقبل أن نقدم أي تنازل يجعلنا في موضع الخضوع أو القبول بالوصاية وان الشعب لا زال بنفس القوة والعزيمة والصمود والشجاعة والحرية ويحمل نفس البأس والشدة الذي واجه به العدوان وقوافل الشباب المندفع إلى التدريب والتأهيل للدفاع عن الوطن تتقاطر يوميا من اجل الغايات السامية التي نسعى جميعا لتحقيقها ".
 
من جانبه عبر القائم بأعمال رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي اللواء الركن الدكتور عبد القادر الشامي عن الشكر والتقدير لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، ورئيس اللجنة الثورية العليا على الاهتمام الذي يولونه لجهاز الأمن السياسي والمؤسسة الأمنية وكوادرها.
 
وأوضح أن المؤتمر السنوي العام للجهاز ينعقد هذا العام في هذه الظروف التي تمر بها البلاد في ظل العدوان والحصار واستمرار المجازر التي يرتكبها العدوان السعودي الامريكي في مختلف المحافظات، انطلاقا من المهام والواجبات والاختصاصات المنوطة بالجهاز واستنادا إلى الاعلان الدستوري وإلى أنظمة ولوائح الجهاز وإلى روح عمل المؤسسات الأمنية في مثل هذه الظروف .
 
وأكد الخطورة التي يمثلها العدوان باستهداف الوحدة الوطنية والزج بأبناء اليمن في صراعات مناطقية وجهوية ومذهبية ،والأضرار الجسيمة التي ألحقها بالبنية التحتية والاقتصادية واستهداف المدنيين وسياسة التجويع والحصار ومنع الغذاء والدواء بهدف تركيع الشعب وإخضاعه مما يضع على عاتق كوادر الجهاز القيام بالدور الوطني المسئول بما يرقى إلى مستوى إمكانيات هذه المؤسسة المادية والبشرية والخبرة التراكمية لكوادرها لمواجهه العدوان الصهيو أمريكي ، ومكافحة الأنشطة التخريبية والعميلة والإسهام في مواجهة اعلام العدو المضلل والمثير للنزاعات والصراعات المناطقية والمذهبية .
 
 
وأشار اللواء الشامي إلى تقديم المؤتمر لمشروع الإتجاهات الرئيسية لخطة عمل الجهاز لهذا العام وفق أهداف منطقية وواقعية تتوافق والحالة الراهنة ومتطلباتها والإمكانات المتاحة .. مؤكدا أن كوادر الجهاز ومنتسبيه سيظلون صمام أمان للحفاظ على الامن والاستقرار والوقوف الصارم ضد أعداء الوطن ومرتزقته وعملائه في الداخل والخارج .
 
ولفت إلى أن جهاز الأمن السياسي قدم تضحيات كبيرة خلال الفترة الماضية وصلت إلى 220 شهيدا وما يزيد عن 500 جريح ومعاق وأن كل كوادر الجهاز مستمرون في مواجهة التهديدات والأعمال الارهابية من منطلق الإيمان بأن أعمالهم هي واجبات جهادية وإنسانية ووطنية مقدسة في سبيل الله والوطن، معتبرين أنفسهم في الخنادق المتقدمة لمواجهة الغزو والعدوان .
 
وأشار إلى الأعمال والإنجازات التي حققها الجهاز خلال الفترة السابقة في مواجهة الأعمال الإرهابية والتخريبية وخلايا العدوان وعملائه .. لافتا إلى ما مثلته ثورة 21 سبتمبر من رافد قوي عزز الأهداف والغايات التي تسعى قيادة الجهاز لتحقيقها واستكمال الخطط والبرامج المطورة لعمل الجهاز ورفع كفاءته.
 
وكان الحضور قد وقفوا لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
 
حضر الافتتاح عضو اللجنة الثورية العليا طلال عقلان وسفير اليمن لدى سوريا نائف القانص.