النقاط عشرين والاهتمام المفاجئ

ثمة أخبار تؤكد حتمية الفشل لمؤتمر الحوار الوطني خصوصا في ثلاث قضايا اساسية (الجنوب , صعدة, بناء الدولة ) .. بن عمر في صعدة , الاشتراكي يصدر بيان بضرورة تنفيذ النقاط العشرين , انقاذا لمؤتمر الحوار..الرئيس هادي يوجه الحكومة بالاعتذار للجنوب وصعدة ... لماذا هذا ولماذا الآن ؟ هل النقاط العشرون خطوات ضرورية للتمهيد للحوار أم ضرورة لإنقاذ الحوار المتعثر؟
أنهت اللجنة الفنية للتحضير للحوار عملها بتسع قضايا اساسية تقدم للمؤتمر الحوار الشامل , ووضعت عشرين نقطة سميت فيما بعد (النقاط العشرين ) كخطوات ضرورية للتهيئة لعملية الحوار وضمان حقيقي لمشاركة حقيقية من قبل كل القوى السياسية في مؤتمر الحوار. وطالبت بتنفيذها قبيل بدء مؤتمر الحوار الشامل من قبل الامم المتحدة ورعاة المبادرة الخليجية كضمناء ورعاة للقوى السياسية التي تشاركت و تقاسمت السلطة (المؤتمر وحلفاؤه و المشترك وحلفاؤه ) من خلال رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق، ولأنهم من يستطيعون الضغط على القوى المتشاركة في السلطة لتنفيذها بما يظهر حسن النية ويضمن مشاركة حقيقية للقوى التي لم تكن من ضمن المتحاصصين . فهل سعت الامم المتحدة ممثله بجمال بن عمر وسفراء رعاة المبادرة الى الزام السلطة بتنفيذها مقابل تأييدهم لشرعيتهم ودعمهم المادي للمتحاصيين ام استخدمتها كوسيلة ابتزاز سياسي يؤجل تنفيذها حتى تخض كل القوى _المطالبة بتنفيذها او المطالبة بان تنفذها السلطة .
تعاملت اغلب فصائل الحراك الجنوبي مع هذه النقاط كشرط اساسي لمشاركتهم و تعامل الحوثيون والاشتراكيون وبقية القوى المطالبة بتنفيذها مع النقاط العشرين كضرورة لإنجاح الحوار وظلت تطالب الرئيس هادي والرعاة بضرورة تنفيذها، وتلقوا وعودا كثيرة كان اهمها قبل الجلسة الافتتاحية الاولى وقبل الجلسة الافتتاحية الثانية من قبل رعاة الحوار والرئيس هادي.
استخدمت هذه المطالبة كوسيلة للمماطلة والمواعدة للقوى الداخلة في الحوار وكوسيلة ضغط على شركاء السلطة القوى الاخرى في ردع تسلطهم وتمرير ما يريدون من خلالهم .
وبعد الاستمرار في الحوار وايجاد حلول مرضية لجميع الاطراف في فرق العمل لأغلب قضاياه ماعدا اهم ثلاث قضايا الرئيسية ( قضية الجنوب , قضية صعدة , بناء الدولة ) التي كان من الممكن جدا ان تحل سريعا وقبل كل القضايا فيما لو نفذت النقاط العشرين والزم رعاة المبادرة والامم المتحدة شركاء السلطة في تنفيذها وبعد ان توصلت القوى المشاركة في الفرق الموكلة بهذه القضايا الى طريق مسدود وبدا المشهد للمواطن العادي والقوى المشاركة في الحوار بحتميه الفشل المؤكد , لذات السبب تحركت الامم المتحدة ممثلة بجمال بن عمر الى القوى التي تطالب بتنفيذها بوعد أكيد وطمأنتها هذه المرة بأنها ستنفذ  !!!، وليس كالوعود السابقة وما يؤكد ويطمئن تلك القوى بأنه سيوعز الى الرئيس هادي بان يصرح بضرورة تنفيذ النقاط العشرين لإنقاذ الحوارالوطني.
فهل سيكون وعدا كسابقيه ام ستلتزم الدول الراعية للمبادرة وسفراء العشر الدول والامم المتحدة القوى المتقاسمة للسطلة بتنفيذها ام ستبقى ورقة تستخدم للابتزاز السياسي للقوى المشاركة في السلطة ووسيلة تدخل دائم في الاداء الحكومي للسلطة لتنفيذ اجندة الدول الرعاة في تسيير البلاد وفي المقابل مماطلة وبطء متعمد في التنفيذ للقوى التي تقف خارج السلطة حتى تحقق استراتيجيتها وتضمن بقاء تدخلها في الشئون الداخلية لليمن ويبقى اليمن تحت الوصاية  برضاء الجميع بطريقة او باخرى  .وتضمن  بقاء تدخلها في الشئون الداخلية لليمن؟؟؟

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
5 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.