النفاق الأُمَـمي ودماءُ أَطْـفَـال اليمن..كتب / د. أحمد صالح النهمي

 

يتساءل العالم: لماذا قامت الأُمَـمُ المتحدة بسحب دول التحالف العربي بقيادة السعودية من القائمة السوداء المتعلقة بقتل الأَطْـفَـال وتشويههم في الحروب، بعد أن كانت قد أدرجتها كمتهمة بقتل الآلاف من الأَطْـفَـال اليمنيين، وأعلنت عن ذلك؟ فهل كان إدراج دول التحالف بقيادة السعودية في القائمة السوداء بدافع من صحوة الضمير الفردي أَوْ المؤسسي في الأُمَـم المتحدة تحقيقاً لشيء من المهنية في تقريرها السنوي لهذا العام، أم كان الإدراج بغرض إيصال رسالة لهذه الدول لإخضاعها وابتزازها بصورة أَكْثَــر؟ وأياً كان الأمر، فإن ما لا شك فيه هو أن تراجع الأُمَـم المتحدة وأمينها العام وقيامهم بسحب هذه الدول من القائمة السوداء سواء بشكل مؤقت أَوْ نهائي قد جاء استجابة لضغوط اللوبيات الأَمريكية والرشاوى المالية، وهو أمر أفقد الأُمَـم المتحدة مصداقيتها، فانكشفت سوأتها أمام العالم، وظهرت على حقيقتها، فهي ليست سوى أداة مسخرة بيد اللوبيات الأَمريكية تستعين بها في تنفيذ أجندتها الاستعمارية، كما تستعين بها في تحصين كياناتها الوظيفية في المنطقة العربية كالسعودية وإسرائيل عن المساءلة عما تقترفه من جرائم.

 

إن هذا التراجعَ لم يكشف فحسب إفلاس المنظمة الأُمَـمية وتواطؤها في الحروب التي تستهدف الأبرياء ولا تراعي حقوق الإنْسَان، ولكنه كشف من ناحية أُخْــرَى عن ارتباك الموقف السعودي وحجم الخوف الذي سيطر عليه، كما كشف عن هوان حكومة هادي المرتزقة في الرياض، وحجم السقوط الذي وصلت إليه.

 

فالسعوديةُ منذ بدأت وسائل الإعلام المختلفة تتداول اسمها مع بقية دول التحالف في القائمة السوداء لقتلهم أَطْـفَـال اليمن، عملت على تجييش وسائل إعلامها بشكل هستيري لدفع التهمة عنها ومهاجمة الأُمَـم المتحدة وأمينها العام، وسعت إلَـى استنفار تحالفاتها اللوبية الأَمريكية لسحب دول التحالف من القائمة السوداء، وهو أمر يعكس حجم الرعب الهستيري الذي سيطر على المملكة ودول التحالف، والفشل الذريع الذي منيت به عاصفة الحزم وتحالفها العُـدْوَاني على اليمن.

 

أما حكومة هادي في الرياض فيصدق عليها المثل الإنجليزي الشهير الذي يقول “إن من يدفع أجر العازف هو الذي يحدد اللحن”، ولهذا فقد سارعت إلَـى نفي التهمة عن السعودية ودول التحالف ومخاطبة الأُمَـم المتحدة بأن طائرات الأباتشي والإف 16 وغيرها لم تقتل طفلاً يمنياً، بل كانت وهي تلاحق تجمعات الحوثيين تنزل قطع الحلوى واللعب الجميلة لأَطْـفَـال اليمن إلَـى حدائق منازلهم، فهل رأيت أحقر من هؤلاء الذين يشهدون البهتان والزور لتبرئة قتلة أَطْـفَـال وطنهم مقابل فتات من المال المدنس، أَوْ لتسجيل نقطة ضد الخصم السياسي؟

 

قد تستطيع السعودية أن تسخر أَمْـوَالها وتحالفاتها اللوبية ومرتزقتها العميلة في تضليل العالم عن جرائمها في اليمن لبعض الوقت، ولكنها لن تستطيع إخفاء هذه الجرائم كُلّ الوقت، فدماء اليمنيين وعلى رأسها دماء أَطْـفَـالهم ستثور براكين تلتهم نيرانها عروش طغاة دول التحالف العُـدْوَاني على اليمن.

 

إن محاولة دول التحالف بقيادة السعودية التنصل عن جرائم القتل والتدمير البشعة التي اقترفتها آلتها الحربية في اليمن يعد ضرباً من الاستخفاف الهمجي، فجرائمها في اليمن تعد أَكْبَــر جرائم العصر، وما زالت تعرض على مرأى العالم وسمعه منذ أَكْثَــر من عام وثلاثة أشْهر، فهي موثقة بالصوت والصورة كمادة إعلامية يومية توثقها القنوات الفضائية والمنظمات الحقوقية، وهي موثقة قبل ذلك وبعده في جدران ذاكرة اليمنيين التي تستعصي على النسيان وتتعالى على كُلّ أشكال التزييف.

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.