" سكود " .. بين الخيانة و التضليل
الصحيح أن أمريكا طلبت سحب المنظومة الصاروخية "سكود" من الجيش اليمني .. و ليس أن هادي طلب من احمد علي تسليم الصواريخ " اسكود " كما تشيعه المنابر الإعلامية الممولة لغرض التضليل ..
لكن هناك اصرار عجيب على تضليل الشعب اليمني و حجب الحقيقة عنه من قبل الطرفين و إعلامهما ، فالطرفان لا يمكن أن يعترضا أو يعيقا أي قرار أمريكي تفرضه على اليمن ..
إذا كان هادي يريد سحب الصوارخ من أحمد علي كما يروج له اعلام النظام المظلل و الزائف ، فليس أمامه إلا أن يقيل أحمد علي و يسيطر على الحرس . أو يسلم الصواريخ للواء علي محسن . أو يخبيهم في بيته الذي لا يتسع حتى لطقمين ، و في كل الأحوال لن يكون القرار خفيا حين يتم اصداره و تنفيذه .
طبعا هذا الموضع لم و لن يتم تناوله رسميا و لا اعلاميا ، لا بالوجه الأول و لا بالوجه الثاني . لأن الموضع ليس سوى خيانة وطنية كبرى و جريمة تاريخية لن تنساها الأجيال و سيتم دفنها كغيرها من الجرائم الخيانية الكبرى ، و أما تلك القضية الإعلامية التي يروجون لها ليست أكثر من لعبة تضليل و تشويش على حقيقة القرار الأمريكي الذي يقضي بتجريد اليمن من أي قوة حتى و لو كانت بسيطة ..
و أقول لمن يكابر و يعاند لأغراض و دافع ضيقة : لننتظر مالذي ستخبرنا به الأيام القادمة و نرى هل سيسلم أحمد علي الصواريخ للرئيس هادي أم أنه سيسلمها لأمريكا بتوجيهات من هادي و موافقة بقية الشركاء و بشكل غير معلن ، و هل سيتم اعلان النتيجة بأي شكل كانت أم أنه سيموت الموضوع اعلاميا كما ماتت من قبله الكثير من المواضيع التي تنسج حولها الاشاعات للتغطية على حقيقتها و من ثم يتم دفنها بتجاهلها رسميا و اعلاميا .. ؟!!
في الأخير ليس أمامنا الا ان ننتظر ، مع أني لا اتوقع ان يتغير موقف الكثير من عناصر القطيع حتى و أن رأوا أمريكا تضرب المدن بصورايخنا التي أخذتها ، فضلا عن احتمال ان يبرروا اذا أخذتها و دمرتها فقط .
علينا في كل الأحوال ان نتذكر أن أمريكا فعلتها مع العراق و دمرت كل المنظومة الصاروخية التي يمتلكها العراق كجيش و شعب و دولة ليس لأجل خاطر عيون الشعب العراقي بل من أجل اضعافه . و فعلتها مع ليبيا و تريد أن تفعلها مع سوريا و اليمن . أمريكا ليست حملا وديعا و لا رسول السلام و المحبة و لا المنقذ و المخلص . بل نظام انتهازي يسعى للسيطرة على الشعوب و ابتزازها و نهب خيراتها و اذلالها ليضمن ان يكون إلها على أكبر قدر ممكن من العالم .
- قرأت 603 مرات
- Send by email
أضف تعليقاَ