ما يطالب به الاصلاح شهرا للحسم،، طعم اخواني للسعودية فهل ستبلعه؟!!
أربعاء, 13/07/2016 - 9:53مساء
تذكروا في الأسابيع الأولى للعدوان كيف كان المرتزقة وخاصة قادة حزب الاصلاح يكذبون على آل سعود ويرفعوا لهم أخبار ان الحوثيين وعفاش في الرمق الأخير، هاهم اليوم يكررون نفس الكذبة ويطلبون شهر اضافي للدخول الى صنعاء، وعلى نفس منوال الوعود بالأوهام كسراب بقيعة.
السعودية حينها كانت تصدقهم وواصلت العدوان بكثافة، وكانت تريدها خاطفة لينعكس ذلك على هيبتها اقليميا ودوليا، معتمدة على تضليل مرتزقتها وعلى تقارير لخبراء على مستوى عالي بنيت على تقديرات مادية بحتة، ولم تكن متوقعة ان يستمر الصمود ولا حتى شهر، وواصلت عدوانها حتى مرت ستة أشهر وكانت تريد وقف العدوان لتلافي التداعيات المرتدة للعدوان قبل استفحالها، وظهر حينها اليدومي يعترف لهم بالحقيقة حين قال "لا تتركونا في منتصف الطريق" مكذبا بذلك ما زعموه من الوصول للرمق الأخير.
الخلاصة أن الاخوان أغرقوا المملكة في عدوان بهذا الحجم حتى وصلت الى مستوى مخزي ويدعو للشفقة حينما نشاهدها وهي لا تعرف ماذا تواجه هل ابتزاز الدول والمنظمات الدولية أو الاستمرار في العدوان، أو كيفية مواجهة الأزمة السورية أو كيفية ايقاف الصعود الايراني الناجح المقلق للسعودية ولاسرائيل، أو كيفية الحفاظ على تحالفها الذي بدأ يتفكك، أو كيفية الترتيب للوضع السياسي غير المستقر بسبب تسابق الاحفاد نحو كرسي العرش، أو تفاقم الازمة الاقتصادية التي اجبرتها على الاقتراض لأول مرة في تاريخها وانزال سندات للسوق المحلية لتغطية تكاليف نفقات حروبها ومرتزقتها في المنطقة.
اذن السعودية فتحت معارك أكبر من حجمها وصارت ضعيفة اكثر من السابق ومهددة في استقرارها وبما سيمثل ذلك من خدمة للاخوان كونهم بديل للحكم مقبول بعد داعش التي ستكون ممهد لهم، وبالتأكيد أن هذا الضعف سيعطي داعش وبقية المتربصين بالمملكة للتشجع في مهاجمة المملكة.
ان ذلك يذكرنا بما عمله الاخوان في اليمن مع النظام السابق حيث كانوا يقدمون تنازلات سياسية للمؤتمر الشعبي مقابل اشتراط اعادة الحرب على صعدة، ثم ماذا قالوا بعد أن سقط؟! لقد اعتبروه خائن ومتحالف مع ايران وانصارالله للقضاء على المملكة.
مؤخرا لعب الإخوان " الاصلاح واخوان قطر والخليج" لعبة قذرة لثني المملكة عن قرارها بوقف العدوان وانجاح المفاوضات بفعل الضغوطات الدولية الحقوقية منها والسياسية والأمنية والاقتصادية، وفي الوقت الذي حاولت فيه المملكة ان تصور المعركة على أنها حرب يمنية أهلية وانها ليست متورطة في العدوان.
خلال ذلك شن العدوان حملة اعلامية وتضليلية وصلت حتى داخل الاسرة الحاكمة حينما اعادة بعث ملف القشيبي للإيحاء بأن الملك عبدالله خذله مما مكن الحوثيين من الوصول الى صنعاء، وكان هو خط الدفاع الأول عن صنعاء واليمن عموما.
ولأن الملك سلمان وابنه ذات نظرة متطرفة أقرب الى الاخوانية، صدقا هذه الكذبة والملعوب الاخواني الجديد، ولولا تطورات الحدود والصمود اليمني المذهل واخذ الجيش واللجان الشعبية زمام المبادرة في المعارك، والضغوطات الدولية والتداعيات الاقتصادية والسياسية لواصلت المملكة العدوان الى النهاية حتى ولو طالت الحرب اعواما.
تلك الكذبة المقشببة التي اراد الاصلاح بها عكس صورة نمطية عنه في أنه خط الدفاع الأول عن السعودية والخليج، والإيحاء بأن خذلانه سيمكن أنصارالله من اخذ النفس وبناء قوة لمهاجمة السعودية والخليج لاهداف ايرانية ودينية، مذكرا الإصلاح للسعودية كيف مكنت الست الحروب انصارالله من بناء قوة استطاعت ان تسيطر على اليمن وتخرجه من بيت الطاعة السعودية.
حكام السعودية لا يدركون أو لا يثقون في أن توقيع اتفاق شامل مع اليمنيين بقيادة أنصارالله والقوى اليمنية الوطنية سيسد مخاوف المملكة من اليمن نهائيا ويمكن التصالح وجبر الضرر فيما بين البلدين وبناء ثقة قائمة على الندية ستمثل قاعدة لبناء دفاع مشترك عن أي مخاطر تواجه المنطقة خاصة وأن المملكة مهددة بداعش التي خرجت عن طاعتها وبمشاريع امريكا واسرائيل في المنطقة التي لن تستثني المملكة وهي تدرك ذلك وتحالف ان تظهر قوية، لكن لا المملكة لا تريد ذلك فهي لا تريد الندية وتعتبر اليمن حديقة خلفية لها وهذا مالا يمكن قبوله لمن شب عن الطوق.
الاصلاح وبالتنسيق مع قطر وتركيا والاخوان في كل الدول العربية لدهم ثأر مع المملكة التي أسقطتهم من وراثة الأنظمة بعد الربيع العربي، ولذلك هم يدركون أن سقوط المملكة أمر ضروري لهم، ويقدمون لها الطعم في أنها يمكن أن تستعيد اليمن من خلالهم لتعيده الى بيت الطاعة.
يغري المملكة الورقة الاقتصادية التي بدأت هي ومرتزقتها اللعب بها مع التحشيد والتصعيد في ميدان العسكرة وميدان السياسة، وهو طعم اخواني أيضا وكما يبدو أن المملكة ستبلعه، متغافلة عن السنن الالهية في نقض العهود، فضلا عن ما يقوم به اليمنيين من إعداد وتحرك مكنهم من تحقيق انتصارات ساحقة في مختلف الجبهات، مما جعل المملكة تتردد.
ويبقى السؤال هو لماذا طلب مرتزقة الاخوان مهلة شهر؟!!
يعلم الاصلاح أن مهلة الشهر ستعصف بالمفاوضات وسيقدم المملكة ومرتزقتها التي عجزت عن استصدار قرار أممي جديد بمتمردين على الشرعية الدولية، وستنهال ابتزازات الدول الغربية والمنظمات للمملكة للتكسب المادي فضلا عن تداعيات الأزمة الاقتصادية جراء هبوط اسعار النفط والازمة السياسية والامنية، وكل ذلك سيضعف المملكة أكثر الى جانب تطورات المعركة خاصة مع التكتيك الجديد للجيش واللجان الشعبية الأمر الذي هو غامض لحد الآن وسيكون مفاجئ، خاصة أن ما يجري هو بروفات كما يبدو لمعركة تديرها قيادة يمنية حكيمة مسنودة بدعم الهي كبير ناتج عن سنة الله تجاه من ينكث العهود والتاريخ الأنصاري خير شاهد.
لتختار المملكة ما تحب فالخيارات أمامها، لكن عليها أن تتأمل قليلا كيف تهتم قطر بالذات بالملف اليمني وكيف تساند الاصلاح وكأنها مدركة أن الإنتقام من مصر سيبدأ من المملكة، كما ان التأمل يجب أن يتطرق للتحرك التركي الأخير لأردوغان الذي بدأ يؤسس لتغيير جذري في سياسة بلده إدراكا منه لأهمية ذلك في المرحلة المقبلة، للحفاظ على أمن واستقرار تركيا ونظامها الحاكم.
بالنسبة لنا كيمنيين ما الذي بقي لدينا لنخسره، أما دفاعنا عن وجودنا فهو حق مشروع، وعلى العالم فقط أن يراقب المملكة هل ستبلع الطعم الاخواني من جديد؟!!
دعونا نراقب هل سيستمر التهور طاغي على سياسة المملكة لتكون لعنة الله قد أصابته في مقتل؟ أم سيتدخل العقلاء في الأسرة؟ أم سيعقل سلمان وابنه؟ نحن اليمنيين سنراقب وأيدينا على الزناد وبالتأكيد بكل حذر ويقظة.
- قرأت 486 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ