بين مغول بغداد وتتار حلب

لم يكن التتار المغولي الذي اجتاح بغداد أكثر جرماً وأشد بغيضةً من التتار الهيبيريين الذين يعبثون بسوريا وبشعب سوريا وبمقومات الإنسان السوري.
ذلك أن التتار المغوليين اجتاحوا بغداد بقيادة هولاكو سنة 656 هجرية وبعد أن استولوا على كتب الناس الوقف والملك فكان كتب الإسلام مثل التفسير والحديث والفقه والرقائق يعدمها، وبالمقابل يأخذ كتب الطب والنجوم والفلسفة والعربية إلى الإمبراطورية المنغولية ليستفيد منها العالم..فكانت هذه الكتب بما فيها من نظريات علمية عنده هي الكتب المعظمة"
التتار الهيبيريين في خط "طنجة جاكرتا" كما يقول المفكر يحيى أبو زكريا.كانوا أكثر لؤماً وأشد عداءً للإنسانية وللحياة ففي معركتهم لم تكن الدراسات الإسلامية هي الخصم الوحيد لهم بل كان إلى جانبها الفيزياء والكيمياء كذلك والطب والهندسة والأحياء وعلوم الإتصالات والرياضيات واللغات وعلوم الأرض كانت جامعة حلب بما تحويه من بحار ومحيطات علمية هدفاً يصرخون منتصرين عليه..كل ذلك وليصرخوا من منبر الجزيرة وأخواتها جامعة حلب محررة من شبيحة الأسد..
هذه معركتهم !! وما جامعة حلب إلا أنموذجاً لنزيلهم في المعركة في الجبهة المقابلة فخصومهم هو علم سوريا حضارة سوريا عقل سوريا بل إنسان سوريا..
في اليمن لا يختلف فأكثر من عام ونصف ولا زال تتار المدرعات يتبرطعون في جامعة صنعاء ليل نهار إنما كانت الحالة استثنائية لا لأنهم استثناءً بل لإن الأمر لم يتطلب ذلك ولو تطلب الأمر يوما ما أن يجعلوا جامعة صنعاء شبيهة بجامعة حلب لأمطروها بوابل الكاتيوشا والصواريخ وبدون تلكؤ والأحداث مع حملة "أنا نازل" أثبتت ذلك وبجلاء..
قد وهي للتحقيق..قد يكون وقد لا يكون..قد أقول أن الفارق بين تتار هولاكو وما فعله في بغداد في656 هجرية ألقى بكتب الرقائق والأخلاق والأحاديث وغيرها في النهر واستثنى الكتب التي تحوي الطب والهندسة وغيرها وبين تتار الدولار باستهدافهم للعقل السوري بما يحمله من علم ومعرفة بين زوايا "جامعة حلب" راجع إلى أن هولاكو وتتاره كان قادما من منغوليا وكانت إمبراطوريته عبارة عن تجمع لقبائل "المغول والترك" التي توجت جنكيز خان إمبراطورا لها فكان الهدف من خوض معركة بغداد من قبل هولاكو هو تقوية الإمبراطورية المنغولية علميا وفكريا وحضاريا إضافةً إلى التوسع الجغرافي بينما هؤلاء جنكيزهم في أمريكا وخانهم في القسطنطينية وهولاكو الميدان في الدوحة وبسلاحهم السعودي لتبقى إمبراطوريتهم الموحدة هي "الدولار الأمريكي والريال الخليجي".
الدور التي تلعبه تركيا الأن في الشأن السوري أكثر سمسرةً من سمسرة "المنجم الطوسي عندما كان منجّماً لهولاكو في اجتياحه لبغداد وفي نهاية مطافه أحرقه وجعل منه عبرة للمنجمين وستكون تركيا مثالا وعبرة للمنجم الطوسي آنذاك.
ما يجري في سوريا هي معركة حقيقية يخوضها التتار الهيبيريين ضد مقومات سوريا..الإنسان ،الأرض، الدولة...هي معركة بين الإنسان السوري ووجوده وعدمه..هي معركة بين أن تكون سوريا ومقوماتها وبين ألا تكون.. ومن ثم فما يقوم به الجيش السوري العربي هو عمل دفاعي شرعي يهدف إلى الدفاع عن سوريا بكل مقوماتها.

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 18 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.