هل تعودنا؟

نشأنا ونحن صغار ونحن نسمع يوميا في النشرات عن أخبار فلسطين وعن استشهاد اثنين أو ثلاثة أو خبر مداهمات لمنازل أو إعتقالات وكانت أخبار فلسطين تتصدر القائمة الاولى في الأخبار

وللأسف كبرنا وتعودنا وأصبحت أخبار فلسطين عندنا أمرا طبيعيا وروتينيا ولا يؤثر فينا..مهما كان الخبر مؤثر حتى وإن سمعنا عن محاولات تهويد الاقصى أو محاولات إحراقه أو منع المصلين من دخوله .. ونفس الشيء حصل بالنسبة لأحداث العراق وسوريا أصبحت أخبار نزيف الدماء هناك والتفجيرات والذبح  كالأخبار الروتينية الاعتيادية ولم تعد تؤثر فينا بالشكل الذي يجب أن يستشعره كل فرد مسلم عربي عندما يسمع أخبار مؤلمة تدمي القلوب عن أوضاع أمتنا العربية والاسلامية . لأن استشعار عظمة المصيبة تحتم على الانسان أن يتحرك  بقدر استطاعته وأن لا يظل صامت سلبي وكأن الأمر لا يعنيه وأن يحاول أن يفعل شيئا ولو كان صغيرا ولكن يجب أن يكون له موقف أمام الله سبحانه وتعالى.

واليوم وبعد عام ونصف من العدوان نفس الشي ألاحظ أنه يحصل وللأسف عندنا في اليمن.

كنا جميعا أول العدوان نتأثر بشدة ونتألم بعد كل خبر مجزرة ونتفاعل معها بكل جوارحنا. ونكتب المقالات ونوثق وتقام المؤتمرات الصحفية الأسبوعية ..ويتم مناشدة المنظمات العالمية وإرسال التقارير الموثقة لها لفضح جرائم النظام السعودي في اليمن. ويتم النزول لمكان الجريمة من عدة جهات حقوقية وإعلامية ولكن.

هذه الفترة وللأسف. وبصراحة. أصبحت أخبار مجازر أل سعود اليومية بحق الشعب اليمني وكأنها روتينية. وكأنها شيء تعودنا عليه. ولم تعد تؤثر في قلوبنا بنفس تأثيرها أول العدوان.

قد تتهموني بالمبالغة ولكن هذه هي الحقيقة وتقريبا عند الاغلبية
 

جميل أن نكون شعب لا يخاف وشعب صامد ومتحدي لكن أن نكون نعاني من نوع من اللامبالاة وكأن ما يحصل أصبح أمر طبيعي ومسلم به فهنا تقع الكارثة.

صحيح هناك مثل شعبي يقول من تعود على السم شربه

ولكن الشعور بمعاناة الاخرين وبمصائبهم والاحساس بهم واستشعار كأن المجازر حصلت لكل واحد منا فهذا  هو الاجمل بكل تأكيد

فعلينا جميعا أن نتناول كل مجزرة من كل النواحي الانسانية والعاطفية والسياسية والحقوقية والاعلامية وأن نواصل  وبكل قوة وأن نحذر من أن يصيبنا الملل والروتين واللا مبالاة التي تؤدي الى قسوة القلوب..

_____________________________

للإشتراك في قناة الرابط تيليجرام على الرابط التالي :

http://telegram.me/thelinkyemen