مملكة آل الأحمر تحكم اليمن بالحديد والنار
عاش اليمنيون طيلة 33عاما تحت وطأة الظلم والتجبر من قبل نظام دكتاتوري دموي ظالم مرتهن للخارج .. وفي نفس الوقت انتهج هذا النظام سياسة القمع والتسلط والاستبداد بحق أبناء شعبة سواء في الشمال أو في الجنوب أو ما مارسه خلال الثورة الشعبية وما يقوم به اليوم .. ومن ثم حاول أن يقحم البلاد في أتون حرب أهلية فغذى الصراعات القبلية والمذهبية .. وتحولت اليمن إلى مسرح حرب أهلية يقودها النظام ضد الشعب لما من شأنه إشغال الشعب اليمني وإغراقه في هذه المشاكل والصراعات الداخلية .. لكي يتسنى له بعد ذلك أن يبقى في سدة الحكم وان لا يرى اليمنيون أفعاله القبيحة والمفسدة .. والتي هي في الأساس أعمال شيطانية تدلل على أن هؤلاء كانوا يبنون أنفسهم وأرصدتهم ولم يكفهم ذلك بل قاموا باختزال المؤسسات العسكرية والمدنية والحزبية لما تقتضيه مصالحهم الشخصية .. فنهبوا أموال الشعب ومقدراته واستحوذوا على كل ثرواته ومخرجاته ..
فهؤلاء هم من يتشدقون باسم الديمقراطية وان النظام جمهوري لكنه في الواقع انه أسري ملكي يقضي بالتوريث واستحكام الأسرة الحاكمة في مفاصل الدولة الهامة وكانوا يصورون للشعب قبل الثورة الشعبية أنهم من بنو نهضة اليمن الجديد واخرجوا الشعب من واقعه المظلم والحياة التعيسة التي كانوا يعيشونها في العقود الماضية ولكن الثورة الشعبية فضحت هذه الأسرة الظالمة وعرتها حيث خرج الشعب اليمني في مطلع 2011م طالب فيه إسقاط النظام وتقديم المجرمين والقتلة إلى المحاكمة .. فيا ترى هل الأسرة الحاكمة في اليمن "آل الأحمر" تستغفل اليمنيين أو تتجاهلهم ؟؟ .. وهل ما قامت به هذه الأسرة طيلة 33عام بحق أبناء الشعب اليمني من ظلم وجبروت وتغطرس وإثخان القتل فيهم سيمرر لهم بسهوله خلال الثورة الشعبية وسيغفر لهم التاريخ ما اقترفته أياديهم الظالمة والعميلة ؟؟..
ندرك جميعا أن تركيبة النظام اليمني التي بنيت على أسس العمالة الواضحة للأمريكان سيما المنظومات العسكرية التي يتبجح بها الأمريكيون ويتحدثون بصراحة أنهم بنو هذه المنظومات بتقنيات حديثة وتدريبات متطورة فهي تابعة لهم وفي نفس الوقت النظام اليمني وتركيبته الأسرية المعروفة انه نظام دكتاتوري اسري بحت .. فالقيادات العسكرية لهم وكذلك الحزبية لهم أيضا فمعروف عن الحزبية في اليمن أو كما يسمونها التعددية السياسية والحزبية أنها مختزله أيضا من قبلهم فعلي عبدالله صالح يترأس حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح يرأسه الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر ويخلفه الآن ابنه حميد الأحمر وكذلك مجلس النواب كان يرأسه عبدالله بن حسين الأحمر فما ابقوا للشعب شيء اخذوا كل شيء واستحوذوا عليه وكذلك اللواء علي محسن الأحمر اخذ قيادة المنطقة الشمالية الغربية وابنه محمد علي محسن الأحمر قيادة المنطقة الجنوبية الشرقية ومحمد صالح الأحمر قيادة القوات الجوية وعلي صالح يتسنم مناصب غير كونه رئيس وكذلك ابنه احمد علي عبدالله صالح قيادة الحرس الجمهوري وابن أخ الرئيس يحي محمد عبدالله صالح قيادة الأمن المركزي وأخيه طارق محمد عبدالله صالح قيادة الحرس الخاص ...الخ
هنا يحق لنا كيمنيين أن نتسأل لماذا هذه الأسرة أثقلت كاهل الشعب وامتصت ثرواته وأثخنوا القتل بحق أبنائه وحكموا البلاد بالنار والحديد ؟؟
كما أن النظام اليمني أشعل فتيل الحرب في عام 94م على الجنوب واستخدم خلالها كل الأوراق والأساليب الماكرة والشيطانية التي يمتاز بها هذا النظام الدموي .. وفي نفس الوقت كان قائد الحملة العسكرية على أبناء الجنوب اللواء علي محسن الأحمر يردف هذه الحملة الظالمة فتوى ومرشدين تابعين لحزب الإصلاح وعلى رئسهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي أفتى بالجهاد ضد الجنوبيين وفتاويه لا زالت إلى اليوم ولا ينكرها احد وكذلك الشيخ عبدالله الأحمر و أولادة من جانبهم تجميع القبائل المرتزقة وإرسالهم إلى الجنوب لنهب وسرقة أبناء الشعب اليمني في الجنوب هكذا اقتصرت الأدوار على عصابة العملاء والظالمين "آل الأحمر" في هذه الحرب ..فكانت الذريعة " انفصاليين" فصار ضحية هذه الحرب الآلاف القتلى والمصابين ودمرت البيوت ونهبت ما تبقى منها .. فتحولت الجنوب إلى منطقة مستعمرة من قبل هذا النظام الأسري العميل ..
وبعد انتهاء حرب الجنوب تقاسموا الأراضي والثروات في الجنوب بين هذه الأسرة "آل الأحمر" كلا على دورة ومنصبه .. وأصبح المواطن الجنوبي ضحية لهذا الظلم والجبروت والاستبداد .. فتحرك الإصلاح وانتشر في الجنوب لنشر الدعوة السلفية وإرغام الجنوبيون اعتناق مذهبهم الوهابي التكفيري .. الذي من أولوياته الدعوة إلى طاعة ولي الأمر وانه لا يجوز مخالفته ..
هنا بعد ما أن انتهوا من تقسيم الكعكة في الجنوب تحولوا إلى الشمال ففي أوائل 2004م تحرك النظام صوب المناطق الشمالية بكل أبواقه الإعلامية والحزبية والعسكرية ليمارس نفس الدور الذي قام به في الجنوب من قتل وتشريد ونهب ففي الشمال المشهد يختلف عما في الجنوب فالسلطة صورت للعالم وللناس أن الحوثيون متمردون وخارجين على الشرعية الدستورية حسب قولهم وبالتالي أبناء المناطق الشمالية تحركوا بطريقة حضارية في التعبير عن استيائهم للسياسة الأمريكية والموقف الأمريكي تجاه الشعوب العربية والإسلامية .. فتمثل موقفهم في ترديد شعار " الله اكبر .. الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود .. النصر للإسلام " وكذلك مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ودعوة الناس إلى الرجوع إلى القران الكريم واعتباره المنهج والحل في إخراج الأمة الإسلامية من وقعها المظلم والمزري ..
فبعد ذلك كثف الرئيس علي عبدالله صالح زياراته إلى واشنطن والتقاء بالقيادات الأمريكية ليخبرهم بما يقوم به السيد / حسين بدرالدين الحوثي من نشاط ثقافي يناهض الولايات المتحدة الأمريكية وينتقد سياستها العمياء التي تنتهجها في العالم بأسره وبالأخص في الدول العربية والإسلامية ..
اخذ النظام في اليمن الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية لشن الحرب على أبناء المناطق الشمالية تحت غطى دولي وتكتيم إعلامي رهيب ودعم لوجستي كبير .. ومن ثم تحرك النظام بكل تركيبته وأركانه في العزم على خوض المعركة وتحركوا بكل إمكاناتهم الإعلامية والعسكرية والفتوى الشرعية التي تشرعن للنظام الحرب ضد المواطنين في الشمال فكانت الذريعة " متمردين " على الشرعية الأسرية فدارت رحى الحرب في الشمال وكان قائد الحملة العسكرية اللواء علي محسن الأحمر يد النظام الضاربة والإجرامية الدموية .. وكذلك بروز موقف حزب الإصلاح المرادف للنظام في الاصطفاف والتخندق معه ضد ما يسمونه "الروافض" فأطلقوا الفتوى التكفيرية ودعوا إلى القتال واجتثاث هؤلاء الروافض .. وفي نفس الوقت الشيخ عبدالله الأحمر و أولادة يقومون بدعوة القبائل للمشاركة في الحرب وعرفوا باسم "البشمركه" أو الجيش الشعبي الذي تزعمه حسين الأحمر .. فقتل خلال الحرب الآلاف من المواطنين وجرح آخرين ودمرت البيوت ونهبت المزارع وحولوا المناطق الشمالية إلى أطلال ..
هنا لم يستسلم لهم أبناء المناطق الشمالية فدافعوا عن أنفسهم ولقنوا المعتدين دروس في الهزائم خلال ست سنوات في ست جولات من الحروب الضروس التي أكلت الأخضر واليابس .. فلن يكتفي النظام وأزلامه من تحريض السعودية وتخويفها من الحوثيين ليقحموها بعد ذلك في الحرب المعروفة بالحرب السادسة وبعد أن فشل الجيش السعودي واليمني من حسم المعركة تدخل الأمريكيون مباشرة في الحرب وشنوا عمليات جوية سميت بالعمليات الدقيقة والمضبوطة حسب ما تحدثت به دراسة راند الأمريكية .. والتي كشفت التدخل السافر على أبناء المناطق الشمالية في اليمن فكان ضحية الحرب السادسة من المواطنين العزل ألف قتيل وكثير من الجرحى والمعاقين جراء القصف الجوي الأمريكي السعودي اليمني المشترك .. فهذا ما يتباهى به "آل الأحمر" في تاريخهم وسجلهم الحافل بقتل اليمنيين وارتكاب أبشع المجازر بحقهم وانتهاك واضح للحقوق الإنسان والكرامة والحقوق التي كفلها الدستور الإلهي وتردد الكثير من آيات القران الكريم ..
- قرأت 402 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ