متفقون على النقاط العشرين..ومتمالئون على تطنيشها
عبدالرحمن الأهنومي
اللجنة الفنية أقرت تنفيذ النقاط العشرين.
المشترك أكد على تنفيذ النقاط العشرين.
أنصار الله شددوا على ضرورة تنفيذ النقاط العشرين.
الحراك أهاب بتنفيذ النقاط العشرين..
البرلمان تشدق بضرورة تنفيذ النقاط العشرين.
الحزب الناصري أكد تمسكه بالنقاط العشرين..
البيان الختامي للدورة الأولى لمؤتمر الحوار أكد على ضرورة تنفيذ النقاط العشرين.
----
إن الداء المزمن الذي يواجه بناء الدولة اليمنية كان ولا يزال ، هو أن القوى السياسية لم تستوعب وظيفتها ولم تحدد ملامح المشروع الذي تريده لليمن...كما أنها لم تتمكن من صياغة الواقع بمفردات جديدة ومصطلحات تستوعب تطورات المرحلة وتستجيب لواقع يتطلب الحلول والمعالجات...
اليمن لا يعاني من أزمات في كتابة البنود وصياغة الوثائق الوطنية التي تشخص الحالة وتعطي الحلول على الأوراق ،المشكلة دائما هي في التنصل من تنفيذها ، وثيقة الإنقاذ الوطني لعام 2009- وفي نسختها الورقية شخصت الحالة حينها وقدمت تشخيصا عميقا ودقيقا للواقع السياسي وللآزمات التي كانت تعيشها اليمن آنذاك ، لكن المشكلة كانت في تلكؤ القوى التي أقرتها وتمترست خلفها أكثر مما كانت في النظام القائم آنذاك..
هل تعي الأطراف اليمنية أن اليمن الآن بحاجة إلى مشروع يتمكن من هضم التناقضات التي نعيشها وتجاوزها إلى مرحلة تأسيس الدولة العادلة التي تنتزع الحقوق وتمنح الواجبات..للإستحقاقات اليمنية..بعيدا عن الماضي وتناقضاته...بل جعلت من نفسها فاعل يتم اختراعه في سياقات تناقض تؤسس لمقولاتها والتي ترددها عبر خطابها.
ما أكثر المتحدثين عن النقاط العشرين ، والمطالبين والمشددين على تنفيذها ، وطنيون حين يطالبون بتنفيذها وسماسرة حين يتلكؤون في تقديم التنازلات في سبيل الإستحقاقات التي يتطلبها تنفيذها.. إنهم متفقون على النقاط العشرين ، وفي نفس الوقت ومتمالئون على تطنيشها..
حين تسمع الخطابات وتقرأ البيانات وتشاهد الجلسات وهي تتحدث عن النقاط العشرين ومن مختلف الأطراف تجعلك متسائلاً ... من المعني بتنفيذها... ومن المسئول .. ومن المعرقل..كل هذا لا يحبذون الحديث حوله..
مصيبة إذا كانت الحكومة هي المسئول عن التنفيذ بحكم أنها حكومة تقاسم ممثلة لأطراف تطالب بالنقاط العشرين.. والمصيبة أعظم إذا كانت الحكومة هي من تعرقل تنفيذ تلك النقاط ....لماذا لا يتم تسمية الأسماء بمسمياتها وتسمية الأشخاص المعرقلون.. إدمانٌ للتناقضات وترحيلٌ للآزمات ، وتمييع القضايا بالهروب من معالجاتها سياسة فجة جعلت من الحراك قضية بعد أن كان مطلباً.
وأخيراً: إن اليمن لا يمكن أن يتجاوز آزماته إذا كرس التناقضات المتراكمة ، من خلال تعميق فكرة التنصل من المسئولية التي تتحكم بالحياة السياسية منذ سنين..
أيام من مؤتمر الحوار برهنت أنه نسخة مكررة من تحضيرية باسندوة والأحمر ، ومخرجاته لا تختلف عن وثيقة الإنقاذ الوطني لعام 2009- اللهم إلا غياب حميد الأحمر ، وبكاء باسندوة.. ولربما حضروا بأوجه مختلفة...
وأخشى أن يأتي البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني مطالبا بتنفيذ النقاط العشرين..مثلما توقف زمن اللجنة التحضيرية وهي تطالب بتنفيذ وثيقة الإنقاذ..
- قرأت 536 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ