وقفة مع : خطاب الرئيس إبراهيم الحمدي ،
في كولومبو "المؤتمر الخامس لدول عدم الانحياز "عام 1976م
يبدو أن عام 1976م كان عاما فاصلا في خياراته بين الرئيس إبراهيم الحمدي ومحور الغرب وحلفائه الاقليميين ،ففي هذا العام كانت مشاركته في المؤتمر العام الخامس للناصريين "الطلائع الوحدوية اليمنية "وفي هذا العام كانت كلمته الحاسمة في خياراتها ،التي القاهافي المؤتمر الخامس لدول عدم الانحياز-وكلاهما مؤتمرا خامسا! ،وبعد هاذين الحدثين كان قرار اغتياله بتلك الطريقة اللا أخلاقية ،والانتقامية ،والتي تجعل الاشراف السعودي المباشر من خلال القنصل العسكري "الهديان"مؤشرا على الخطورة التي مثلها الرئيس "إبراهيم محمد الحمدي" لمصالحهم في اليمن!لقد أكد في كلمته التي القاهافي المؤتمر ،على استحالة السلام في البلدان النامية "طالما ظلت ثروات البلدان النامية نهباً لأطماع البلدان..."وأن على حركة عدم الانحياز أن تقوم بدورها في "ايجاد عالم متحرر
لن يكون هناك سلام طالما ظلت ثروات البلدان النامية نهباً لأطماع البلدان..."وأشار إلى ضرورة دور دول عدم الانحياز في الدفاع عن الشعوب النامية و "حماية كرامتها وثروتها وتراثها الحضاري..."وما تقوم " به الحركة في سبيل إيجاد عالم متحرر من القهر والتسلط والعدوان..."فهذاالمنبر هو الوسيلة لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في آسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية ...كذلك كان وعي الحمدي في هذه الكلمة واضحا بارتباط السلام ب"التطور الاقتصادي والاجتماعي لشعوبنا"وذلك لن يتأتى الاّ حين تسيطر هذه الشعوب النامية على مواردها الطبيعية "لاستخدامها في رفع مستوى معيشة مواطنيها ، وفق إرادتها الحرة ، إنما هو جزء من نضالنا في سبيل خدمة السلام العادل طالما ظلت ثروات البلدان النامية نهباً للأطماع الأجنبية ، واستغلال مشيناً من جانب الدول المصنعة لدول العالم الثالث..."لقد بدأ الرئيس إبراهيم الحمدي في مواجهة الوجود العسكري الأجنبي في أراضي ومياه الدول النامية "والذي يتمثل في تحركات أساطيل الدول الكبرى خارج مياهها الإقليمية واحتفاظها بقواعد وتسهيلات في أراضي الغير ، مما بعرض سلامة شعوب آسيا وإفريقيا و أمريكا اللاتينية لأخطار جسام..."ومنها البحر الأحمر والمحيط الهندي ،ولهذا كانت دعوته لمؤتمر يضم بلدان البحر الأحمر كخطوة في هذه المواجهة لتلك الأساطيل ،والقواعد العسكرية للدول الصناعية الغربية ...وشملت كلمة الرئيس موقف اليمن ضد الأنظمة العنصرية في جنوب أفريقيا ،وفلسطين ،ووقوف اليمن مع حركات التحرر الوطني في العالم "وبالوقوف بحزم لمناصرة هذه الأقاليم في نضالها لاسترداد حريتها واستقلالها وكرامتها...
بعيداً عن التكتلات العسكرية والمحاور العدوانية..."لقد كانت رؤيته لجوهر الصراع مع الاحتكارات الامبريالية بأنه صراع من أجل الحرية والسيادة على الأرض والثروة ،ولهذا لا بد من التلاحم والترابط بين دول عدم الانحياز لتحقيق مطامح ومطالب الشعوب وحقها في "السيطرة على ثرواتها ومواردها الطبيعية ، واستخدامها وفقاً لمصالحها الوطنية، وخططها في التنمية والتطوير "لكن ذلك "مازال يواجه عقبات لترجمته إلى واقع عملي ، نتيجة للضغوط والمناورات التي تستخدمها الدول الامبريالية الاحتكارية الأجنبية.."لهذا أكدت كلمة الرئيس إبراهيم الحمدي على " حق الدول النامية في المشاركة الفعلية ، وبصورة متساوية مع بقية الدول المتقدمة ، في المناقشات ، ووضع القرارات المتعلقة بإصلاح نظام النقد الدولي ن والتفاوض حول التجارة الدولية.."بما يؤدي إلى نظام اقتصادي دولي جديد "لذي أقرته الجمعية العامة للام المتحدة في الدورة الخاصة السادسة، ومعارضة الضغوط والمراوغات التي تبذلها بعض الدول الصناعية لعرقلة تنفيذ هذا النظام، في محاولة لاستمرار الاستغلال البشع للدولة النامية، وتوسيع الفجوة بين الدول.."
لكن مسار القوة اتجه نحو اغتيال مشاريع حركات التحرر الوطني ،باغتيال رموزها وتنظيماتها ،ثم إسقاط الاتحاد السوفيتي ،وبناء نظام دولي جديد قائم على القطبية الرأسمالية والسياسية الأحادية ،واتجاه النظام النقدي إلى مزيد من الاستغلال ،وجعل منظمة التجارة العالمية سوطا على الدول النامية والمستضعفين في الأرض !
هل نستطيع التواصل مع خيط أحلامنا ومطالبنا ومطامحنا ؟
- قرأت 1329 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ