"لا أنت الفساد فأنا كسيرك الشفافية"
يعاني شعب اليمن من عدوان همجي منذ ما يقارب الثلاثة أعوام وقد أثبت خلالها انه شعب عصي على الهزيمة وشعب حر يرفض الخنوع والخضوع ,واستحضر كل تاريخه المجيد والتليد في هذه المواجهة .إلى أن وصل إلى مرحلة أن يكون هو المبادر وينفذ أبطال جيشه واللجان الشعبية الهجمات المؤلمة والمنكلة بالعدو الغاشم. بل انه أصبح في مصاف الدول المصنعة عسكريا وفي فترة وجيزة.
أثبت أبناء اليمن خلال هذه الفترة بأنهم قادرين على بناء دولة قوية .فهم أصحاب المبادئ والقيم التي تجعلهم لا يرسمون ولا يستكينون ولا يلينون أمام بربرية وهمجية عدوهم متسلحون بايمانهم بالله وبعدالة قضيتهم .أثبتوا أنهم ذوي عقول نيرة يمكن لها أن تصنع وذوي بأس شديد يزرعون الجبال والوديان. على عكس ما كان يفرض علينا من نمط تفكير محددباننا شعب مستهلك قاصر نحتاج لأن نستورد الغذاء والدواء والسلاح و و و ... الخ. فصنع اليمني الصاروخ والطائرة بدون طيار واتجه الآخرون إلى الزراعة لمواجهة العدوان بالاكتفاء الذاتي والضرب بحصارهم عرض الحائط.
أصبح النصر لليمنيين في جبهات القتال هو الأمر المعترف به وأن لم يكن في العلن ففي سرائر النفوس يعلم بل ويوقن الجميع بأن اليمنيين قد عزموا العدوان شر هزيمة. لكن العدو بدأ بالبحث عن جبهة جديدة عله يجد ما يواسيه جراء الضربات المنكلة التي تلقاها من أبطال الجيش واللجان الشعبية. فاتجه إلى الجبهة الداخلية محاولا ارباكها وزعزعتها وللحقيقة انه حقق شيء إنما ليس نصرا بما أن المعركة لازالت دائرة. وبدأ بتحريك الفساد بعد أن اوقف المرتبات عبر نقل البنك المركزي اليمني إلى خارج صنعاء ومنع ما تحت يده من إيرادات الدولة من أن تورد إلى العاصمة صنعاء. وهنا تولد احساس لدى الكثير من عامة الشعب الصامدون الثابتون بالغدر والخيانة. ففي الوقت الذي يصبرون على وضع معيشي صعب للغاية بسبب قطع المرتبات من ناحية وارتفاع الأسعار بسبب المضاربة بسعر العملة من ناحية أخرى في صمود وثبات وإباء. في الوقت الذي يتنعم قلة قليلة وببذخ بما تبقى من إيرادات الدولة التي لا تزال تحت التصرف الداخلي.
تم اختيار اعضاء حكومة الإنقاذ بين مكوني المؤتمر الشعبي العام وانصار الله لإدارة أمور البلاد "وانقاذها" مما قد تسبب به العدوان والحصار .لكن الحكومة لم تكن عند مستوى تطلعات أبناء هذا الشعب الصامد بها فحصل أن تدهورت الأوضاع إلى الاسواء والضرر قائم على كل أفراد الشعب مؤتمر بين وأنصار وكل فئات ومكونات أبناء الشعب تضررت من الفساد الحاصل والواضح للعيان والمعيب والمسجل في ظل عدوان خارجي لم يبقي ولم يذر. بدأ الجميع يتهم الجميع وبدأ العدوان يستريح للوضع القائم وبدأت الجبهة الداخلية بالتخلخل . والمواطن تحت الضغط يستمع إلى هذا ويرى هذا ويصدق هذا ولا يريد أن يصدق هذا وتاه بين الإشاعات وانشغل الجميع بالتراشق بالاتهامات.
وكما كان قرار مواجهة العدوان الخارجي قرار شعبي بحت فإنه لن يوقف الفساد الا تحرك شعبي جامع يرفض الفساد والمفسدين ويجعل الجميع يتبراء منه. وتحميل السلطة بشقيها مسؤلية رفع الغطاء عن الفاسدين والتبرأ منهم دون النظر إلى أي حزب او فئة او جماعة ينتمي ذلك الفاسد بل هو رجس يجب أن يتطهر منه المجتمع وجعل الفاسد ينتمي إلى الفساد فقط.
وعلى غرار المثل الشعبي "لا أنت الزجاج فأنا مديرك الماس" فإن شيء هش كالزجاج يمكن كسره بأي شيء لكن أن يتم تقطيعه وترسيمه بشكل مرتب ولائق لا يتم إلا عبر الألماس والفساد أيضا الذي هو شيء قبيح ويهاجم من الجميع وينتقد من الجميع لكننا نعاني جميعا تحت وطأته. ولا يمكن أن يوقفه إلا مبدأ "الشفافية" فبعد أن يتبرأ الجميع من الفساد والفاسدين يجب علينا كشعب أن نطالب جميع منهم في السلطة أن يكشف شهريا عن كل ما تم تحصيله في مؤسسات ووزارات الدولة بدل الأخبار التي يضجنا الإعلام بها عن لقائاتهم مع ناس لسنا مهتمين بهم ولا نعرفهم ولا ندري ما فائدة تلك اللقاءات والكشف أيضا عن الصرفيات التي تمت داخل كل مؤسسة وهل هي في إطار القانون ام لا وهل هذا القانون يصب في مصلحة الشعب والمؤسسة ام في مصلحة أشخاص معنيون؟ ثم أيضا الكشف عن ما تم توريده للخزينة العامة للدولة . وبهذا سنوفر على أنفسنا الكثير من التساؤلات والتهم والتخوين.
لقد جعلنا العدو ندور في فلك المنعطفات وتبادل التهم والتي لا تخدمه إلا هو ومشروعه التدميري في البلاد بل وتضيع جهود ودماء من في جبهات الشرف . لقد تم افسادنا وإفساد أفكارنا بأنظمة ما انزل الله بها من سلطان بل كانت للشيطان وحزبه خير معين فأصبحوا يعيثون في الارض فسادا عبر نظام رأس مالي يسعى لإثراء مجموعة من البشر ويبقى بقية البشرية يلهثون وراء السراب . ليس لأي موظف في أي مؤسسة بما في ذلك الحكومية أي هدف سوى أن يبحث عن ترقية ليرتفع راتبه . لم يعد أحد يدري لماذا أنشأت هذه المؤسسات او ما هي أهدافها للموظفين؟ كلما يهم الموظف هو ترقية . راتب. حافز . راتب تقاعدي . لكن ما فائدة المؤسسة للشعب كيف يتم تطوير عملها وكوادرها لخدمة الشعب ؟ لا ندري . أصبح الفساد ينهش في مؤسسات الدولة بل أصبحت تقوم لأجل الفساد بما في ذلك المؤسسات والأجهزة الرقابية.
أن الفساد مشروع ابليس ولذلك كانت أمريكا هي الشيطان الأكبر في ثقافتنا القرآنية . علينا أن نعود إلى منظومة القيم والأخلاق القرآنية الأصيلة وتكون الشفافية والمكاشفة هي الأساس لكي نستطيع أن نوقف الفساد وتبنى أمة عزيزة ونوقف المشروع الابليسي ونجعل كلمة الله هي العليا.
- قرأت 237 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ