واحد صفر لصالح السعودية في مواجهة الإخوان
عملت القوى الاستعمارية ولعقود على احتضان آل سعود خدام الحرمين كما يشاع والتسويق لهم ولمشاريعهم العقدية المتطرفة بصورة مباشرة حيث وان اكثر من 90% من المراكز الإسلامية في الداخل الأمريكي وأوروبا تابعة لهم وتم دعمهم بصورة غير مباشرة عبر خلق صراع غلامي عالمي مع ما يسمى تنظيم القاعدة في المناطق المستهدفة جغرافيا او اقتصاديا او عسكريا من قبل الولايات المتحدة وبذلك حقق الأمريكان نتائج في تشويه الإسلام داخل المجتمعات المدنية والغربية,كما استثمر المستعمرون الجدد هؤلاء في إنهاك الخصوم الاقتصاديين والأيدلوجيين عبر معارك افتراضية واستمر هذا الدعم والغطاء لهذه الجماعة إلى أن لاحت ملامح صحوة الشعوب خلال العقد المنصرم وما تلاها من ثورات مطالبه وحالمة بدول مدنية تساوي بين الناس بعيدا عن النوع والجنس عندها أدرك المستعمر الدولي الذي فاجأته الثورات ان هؤلاء الأعراب أصحاب نظرية عدم جواز قيادة المرأة للسيارة ونظرية كل قديم شرك وكل جديد بدعه - محلك سر - لم يعودوا مؤهلين للتعاطي مع مجتمعاتهم في المرحلة القادمة وهنا لاحت فرصة لتنظيم الإخوان المسلمين في مغازلة الأمريكيين ومشاريعهم تحت مبرر فقه الواقع ونظرية التمكين مستندين الى التجربة التركية التي تحتضن السفارة الصهيونية وتجري مناورات سنوية هي الأكبر إقليميا مع الصهاينة وتعمد الى التدليس على الشعوب بظواهر صوتية يروج لها إعلاميا ومن ذلك المساعدات لحركة حماس الإخوانية أوالتصريحات الرنانة والمسلسلات التلفزيونية, عند ذلك وبحسب اعتقادي أحس آل سعود ومن على شاكلتهم في الأمارات وغيرها بالخطر ألإخواني الذي شرع في سحب الغطاء الدولي عنهم الركيزة الأساسية لاستمرارهم بالإضافة الى المخاوف من تواجد جماعة الأخوان في بلدانهم لهذا عمل آل سعود على تطوير إستراتيجيتهم عبر إنتاج نسخة جديدة من فئتهم المتطرفة والدفع بهم في المعترك السياسي فتم إنشاء كيانات سياسية في مصر واليمن وتونس بعد ان كانوا يكفروا كل من يشارك في الانتخابات كما سعوا إلى زعزعة تنظيم الأخوان المسلمين مستفيدين من شغف الأخير في الوصول إلى السلطة وعمدوا إلى عدة نماذج ففي مصر مثلا عمل إعلام السعودية على استثمار أخطاء الأخوان والتي كانت إحداها الخطاب الديني المتطرف للجماعات التكفيرية المتحالفة مع الإخوان في مصر والقريبة من مملكة آل سعود ممن تبرؤ منهم مع أول تحرك شعبي ضد الإخوان أما في الحالة اليمنية وبالتوافق مع الأمريكان فقد زجوا بالإخوان الإصلاحيين في صراعات طويلة مبكرة مع قوى الثورة والعجيب أن كلا الطرفين الوهابي والإخواني يشبه الأخر ربما لان المرجعية الفكرية واحدة لهذا تراهم يتناحرون في مصر ويرضي بعضهم على بعض في اليمن وما يميز آل سعود في هذا الصراع أنهم أصحاب مشروع استراتيجي نتفق معه أو نختلف بينما الأخوان هم عبارة عن ردة فعل في مواجهة آل سعود ربما اكتسابا وربما احتسابا.
عضو مؤتمر الحوار الوطني
- قرأت 789 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ