من قبيلة نـــهم البطولة ومنبت العروبة
سُميت نـــــــهــــم البطولة ومنبت العروبة بهذا الاسم منذ القدم وقد ذكرها الإمام علي عليه السلام في قصيدته المشهورة والموجهة الى القبائل اليمنية (يام وهمدان) والتي أحفظ منها بعض الأبيات:
وناديت فيهم دعـــوة فأجابني فوارس من همدان غــير لئام
فوارس ليسوا في الحـروب بعزل غداة الوغـى من شاكر وشبام
ومن ارحب الشم المطاعـين بالقنا ونــهــم وأحـيا السبـيع ويـام
ووادعة الابطـال يخشى مصالـها بكـل رقـيق الشفرتين حسام
ومن كل حـي قد أتاني فوارس كرام لـدى الـهيجا وأي كرام
فلو كنت بواباً علـى باب جنـة لقلت لـهمدان ادخـلوا بسلام
فهي إن صح التعبير لا بداية ولا نهاية لها اعتبار انها تاريخية بمناصرتها للحبيب المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله وكذلك بمناصرتها للإمام علي عليه السلام. من جانب آخر قبيلة نهم معاصرة ورنانة ومشهورة وكأنها شمس في كبد السماء وكما تعرفون فهي الآن تُذكر بين الفينة والأخرى في وسائل الإعلام العالمية، إن منطقة نهم تميزت بصمودها الأسطوري وقد ساعدها في ذلك رجالها الاشداء وجبالها الشاهقة، وكل منا يعلم أنها نائية ومحرومة من الأشياء الأساسية في الماضي والحاضر وفوق ذلك شُنَّت عليها غارات جوية بأكثر من ثمانية آلاف غارة على مدى ثلاث سنوات تقريبا من قبل عدوان التحالف وذلك بحجج واهية لا تنطبق مع المنطق ولا تتوافق مع الواقع كقولهم باجتثاث الإيرانيين ودحر الفرس من نهم وغيرها حد تعبيرهم.
من هنا وعبر صحيفة الثورة الرسمية تعبر قبايل نهم الأحرار بلسانها وتقول للعالم بأسره التالي:
ما شأننا بإيران؟! نحن حركة تصحيحية ليس إلا. نملك مشروعاً أخلاقياً إنسانياً ووطنياً مصدره القرآن الكريم فلماذا هذا كله؟!
لِمَ هذه الحرب الكونية على مكون أنصار الله واليمن قاطبة؟ فمن أين أتى هذا الحقد الدفين علينا؟ لماذا تحالفت أكثر من دولة ضدنا؟ وأمريكا البارحة تهدد بجعل اليمن ساحة للحرب الكبرى ناهيك عن الدعم اللوجستي والمباشر لما يسمى التحالف، والغريب في الأمر والحجة والتبرير في منطقهم هو محاربة التمدد الإيراني في المنطقة. لنتريث قليلاً ونتساءل هل يوجد مفاعل نووي في صعدة اليمنية؟
أيَّهما أكثر تهديداً المعامل الإيرانية العملاقة وتخصيبها لليورانيوم وصناعتها للرؤوس النووية والصواريخ بعيدة المدى أم الصرخة حتى تحاربون إيران في اليمن؟! الصرخة براءة من أعداء الله نقولها بقناعة كما أمرنا القرآن الكريم ولستم مجبرون بقولها وترديدها..اذهبوا عالجوا مشكلتكم مع إيران نفسها إن كنتم حقا تخافون منها واتركوا الأماكن اليمنية الآهلة بالسكان, والمدارس المزدحمة بالأطفال والبيوت المملوءة بالنساء.
يا هؤلاء! نحن من خلال مقالنا هذا لا يعني أننا نطلب منكم الرحمة والشفقة لا والله فنحن مستعدون أن ندافع عن ديننا وحرائرنا وكل ما يتعلق بنا حتى يحكم الله بيننا وبينكم ما يريد وهذا هو قدرنا وهذا هو خيارنا. في الواقع نحن بكتاباتنا هذه فقط نعريكم أمام الآخرين ونكشف للناس حقيقتكم ومدى كذبكم وخداعكم لهم. إن الشك والرعب وسوء الظن أوقعكم في حماقات لا تحمد عقباها أودت بكم إلى شن حرب عدوانية عبثية ظالمة ضد شعب وأيّما شعب! شعب يمني كريم عزيز يعرف حق الجوار ويحسن إليكم ويعمل معكم في مختلف المهن والحرف رغم تجويعكم له منذ القدم..فالمباني الشاهقة تبنى بمساعدة العامل اليمني والمَزَارع الواسعة تنمو بسواعد وعرق الإنسان اليمني، هذا الشعب الذي تقتلونه بأساليب مختلفة منذ وقت طويل هو مَن أوفد خيرة شبابه إليكم، فبنى لكم السدود وعبَّد لكم الطرقات وشيَّد لكم القصور، يخدمكم ويشارككم في جميع المجالات, يعمل معكم ليل نهار في النقليات والحفريات والمبيعات, في المولات والمحلات, في البنوك والمؤسسات حتى في الأفران هو من يحسن إليكم ويصنع لكم الخبز لتأكلوا. رغم كثرة العمالة اليمنية التي تتجاوز الملايين لم يقوموا حتى بمظاهرة واحدة ضدكم ولم يقوموا بعمل شغب وفوق ذلك يتحملون بصبر مرارة الظلم وأنين المعاناة. شعب أراد لكم الحياة- وشارككم وساعدكم في جميع المجالات ولم نسمع يوما ما أنه هاجمكم ولم يكتب التاريخ أنه آذاكم قط- فأردتم له الموت.
حتى في بداية هذه الحرب الظالمة، صبر عليكم ولم يرد بطلقة واحدة طيلة ثلاثين يوما تقريبا حتى طفح الكيل ونفد الصبر وألزمكم الحجة فما كان منه إلا أن دافع عن نفسه فواجهكم في ميادين الشرف والبطولة بشجاعة وشرف، لم يستهدف منشأة مدنية لكم اطلاقا, يرفع فوهة بندقه عن هاربكم، يغض الطرف عنه, يداوي جرحاكم ويحسن لأسيركم.شعب يتمتع بأخلاق عالية ومناقب حميدة, يحترم أصوليات الحرب في الوقت الذي أنتم تجاوزتم كل شيء من دين ومواثيق وقوانين وأعراف وأسلاف. قصفتم الآثار القديمة وكل ما هو جميل ولا يمت لإيران بأي صلة, هل قلعة القاهرة بمحافظة تعز إيرانية، وهل صنعاء القديمة وصعدة القديمة والحصون العريقة والمتاحف الشعبية والخطوط الحميرية والمرافق المدنية من جسور وسدود وآبار كلها ايرانية؟! حتى الخيول العربية لا حول لها ولا قوة لم تسلم منكم! وكل ذلك بحجّة النغمة السيمفونية التي مللنا من سماعها.
لم أشاهد مصنعاً إيرانياً في نهم, وعيني لم تر سائحاً إيرانياً في صعدة.لم أر جامعة إيرانية في صنعاء أو مدرسة خمينية في تعز أو معهداً ثورياً في ذمار وهل يا ترى هنالك حوزات ولطميات في الحديدة والبيضاء؟ ما كان هناك إقلاع وهبوط من عدن إلى طهران ولا سمعنا بذهاب واياب من رازان إلى سيئون.
حتى الطلاب الإيرانيين لم تقع عيني عليهم في جامعاتنا البتّة. أما أنتم فحدث ولا حرج, ففي السعودية والخليج فنادق مخصصة للسياح والزوار الإيرانيين ناهيك عن العلاقات الدبلوماسية والتبادل التجاري، كان في الأسبوع الواحد اكثر من طائرة مدنية إيرانية تهبط بمطارات الخليج والعكس بالإضافة إلى مشاريع معروفة مثل الاستثمار. نعم حينما تمشي في شوارع الخليج وأسواقها سرعان ما تلمح إيرانياً وتعرفه بلهجته الفارسية. إذن اخبرونا من تحاربون؟! إنكم لم تحاربوا التوسع الإيراني في اليمن كما زعمتم بل تحاربون الشعب اليمني الكريم.
نقول لكم: الشعب اليمني أصبح في أعلى مستويات الفهم والوعي وآن له أن يتوحد ويشكل موجات بشرية ويركض ركض الوحوش في البريّة لردعكم وكسر غروركم، وسترون غضب الكريم إذا قُهر, ورد العزيز إذا ظُلم. سندافع دفاعنا المقدس ولا نيأس من روح الله ما دمنا نحمل قضية نؤمن بها وسندافع من أجلها ولا مكان بيننا للضعف, لا مكان بيننا للتراجع, لا مكان بيننا للذل والخضوع والاستسلام, وهيهات منا الذلة، والله ناصرنا وهو ولينا واليه المصير.
- قرأت 310 مرات
- Send by email
أضف تعليقاَ