سبع موبقات خلقت "سميع" : محمد عايش
ما الذي سيقوله صالح سميع في المؤتمر الصحفي الذي ينوي عقده غدا؟
سيحلف أيمانا كعادته، وسيختلق دراما من نوع ما، وسيصرف مزيدا من الوعود، ثم سيغادر المؤتمر ليتناقل الهبل المحسوبون على تياره، في وسائل الإعلام، ما قاله كأنه قد حل المشكلة بالفعل، على أن البلاد ستظل غارقة في الظلام..
مشكلتنا مع صالح سميع ومع الظلام أنهما:
أولا: هو نتاج ثورة "فاشلة". (ولا أخطر من نتائج الثورات الفاشلة أو أنصاف الثورات، على النحو الذي نراه في اليمن)
ثانيا: يستند إلى حزب "ديني" بقطعان من الأتباع لا يفرقون، إلا على المستوى النظري، بين "الله" و بين "اليدومي"، وتاليا بين "الله" و بين "سميع"، وبهذا المعنى واستنتاجا: لا شيء سيهزه طالما الله معه.
ثالثا: أنه جزء من حكومة "توافق سياسي" ناشئ عن "أزمة" بلغت حد الاقتتال بين أطراف هذا التوافق، وحين انتهوا من القتال شكلوا حكومة يتربص فيها بعضهم ببعض، ولا يبدو أي مسئول فيها معنيا بالمواطن أو بالبلد أو بتنفيذ أي من مهماته.
رابعا: لأن مِن فوق الحكومة رئيس جمهورية متواطئ حد الفاجعة مع منهج "اللامسئولية" الذي يتحلى به أعضاء الحكومة من حلفائه الإصلاحيين (الإصلاح يدير هادي بسياسة العصا والجزرة، لاحظوا ما تنشره صحيفة إصلاحية كالأهالي؛ ابتزاز فج مهمته الإبقاء على هادي بهذه الحالة من التواطئ والعجز الدائم )
خامسا: لأن مهمة تأمين الكهرباء يفترض أن يضطلع بها، إلى جانبه، زميل له هو وزير الداخلية ولكنه أكثر عجزا وبؤسا، وليست صدفة أن كليهما من ذات الحزب.
سادسا: على المستوى الشخصي، سميع رجل "أمن" فاسد، وكل إنجازاته منذ عرفه الناس، تتمثل في الخدمات الأمنية التي يقدمها للإخوان المسلمين، وعمره ما كان يوما رجل دولة، بل رجل مهمات قذرة.
سابعا: وتأسيسا على البند السابق فإن معظم الوزراء من قائمة "الإصلاح" و "علي محسن" و "حميد"، مهمتم في هذه المرحلة وبشكل محدد:"تصفية صالح" داخل نظام الحكام وإحلال تيارهم مكانه، وليست مهمتهم تقديم أي خدمة لأي مواطن، ولهذا يظهرون على هذا الحال من الاستهتار والفجور في السخرية بالناس وبالضرر اليومي اللاحق بهم.
سابعا: لأن القناعة الراسخة لدى القطاعات الجماهيرية لـ"أنصار الثورة"، وهي قطاعات نعرف ما هي عليه من الغباء المطلق؛ القناعة الراسخة لديها أن السبب هو كما تقول قياداتها: "صالح" و "المخربون من أتباع صالح".. وهذا يجعل الحكومة في وضع مريح للغاية وعلى رأسها وزراء الوزارات الخدمية كالكهرباء. لقد غسلوا أدمغة أتباعهم ثم ما لبثوا أن صدقوا الكذبة التي صنعوها هم، فتجدهم جميعا متخففين من المسئولية إلى درجة تبعث الغيظ؛ إنهم يعتقدون أن كل هذه المشاكل مبررة بمجرد "وجود صالح".
ما يحدث في اليمن هذه الأيام ليس سهلا أبدا، ولا تكمن الخطورة في أي مكان آخر غير هذا الاستهتار البالغ بالوطن وأبنائه، إنهم يمارسون الكذب يوميا ويريدون منا أن نتقبل بكل واقع أسود لمجرد أنهم ستهموننا بـ"صالح" إن اعترضنا (والمعنى: إقض أيامك ولياليك تحت ضوء الشموع أو فإنك من عملاء المخلوع!!)، وتحت هذه اليافظة يختطفون البلاد برمتها ويقودونها نحو الهلاك.
شاهت الوجوه الصامتة.
- قرأت 390 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ