البديل الطائفي

كيف يمكن لهذا البلد النجاة من الفخ أو السيرك المنصوب له داخليا من قبل نخب فاسدة وانتهازية وخارجيا من قبل قوى أقليمية تحاول تصفية حساباتها على أرض يمنية تتحول الي مجرد أرضية لضرب النار قد تستمر لسنوات غير معلوم لها عدد حسب تعبير صديق عزيز.
في واقع الحال يعيش البلد اليوم وقائع حرب معلنة تطال كل بناه ومؤسساته وتذهب بالمجتمع نحو معارك لا تعنيه ولكنه هو من يدفع الثمن اليومي دم وعرقا وخبزا .يوما فيوم تتعزز الحالة الطائفية في اليمن ويزدد الفرز معا وضد والمتابع لوسائل الأعلام بمختلف مسمياتها لا يمكنه الا أن يلاحظ حجم ومدى السعار الطائفي والمذهبي الذي يعكس احتقان مجتمعي يعاني من تراكم كمي لإحباطات ومعاناة اقتصادية محضة يتم العمل على توظيف هذه التراكمات وحشدها لتتنفس في المكان والزمان الخطأ من قبل قوى لها مصلحة في أفشال مؤتمر الحوار وفي منع اليمنيين من الوصول الي الدولة تحت أي مسمى فهيا لا ترى مصالحها قائمة في بنية أي دولة قادمة تنحاز لمصالح الشعب ولا معنى لوجود دولة ديمقراطية يعاني أغلب سكانها من الفقر .
الذي كان السبب الرئيس في تفجر الثورات العربية وليس الديمقراطية كما يريد البعض تصويرها ونزعها من سياقها الأجتماعي الصرف. وبالعودة للطائفية التي يتم تكريسها من قبل ساسة أنتهازيون للحصول على عصبية أو شعبية هم أعجز من الحصول عليها في الظروف الاعتيادية للدول .البديل الطائفي اليوم يتخلق ويتشكل ويحاول فرض وجوده بقوة السلاح .
والحرب الدائرة اليوم في صعدة هي بمثابة الاعلان عن هويات مذهبية وأيديولوجية تحاول أن تحل محل الهوية والأنتماء الأعلى للهوية اليمنية وقد بدئت بالاستعلاء عليها وهي ذاهبة في حربها بإتجاه التقاطع معها وأخذ موقعها مستقبلا. يساعدها في ذلك تنظيمها العالي ووعيها الشديد بمصالحها من جهة ومن جهة اخرى ضبابية المشهد وغياب المعلومة وهشاشة الدولة وضعف خدماتها وأتصالها بالمواطن الذي يحاول في بحث يومي للحصول على ملاذ أمان لا يجده لدى الدولة وقد يجد هذا الملاذ لدى المليشيات والطوائف المتقاتلة " على الساسة والقائمين على الحكم في اليمن ان يعرفوا أن هناك كارثة قادمة تتنمثل بألاف المرحلين والعائدين من السعودية وسيكونون الخامة الجاهزة للفاشيات الدينية المتقاتلة لا ذكاء مزيدا من شعارها في ظل غياب اي رؤى او برامج لا استيعابهم.
كما ان بقاء الأوضاع الاقتصادية على حالها ينذر بالكثير من حروب الجوع التي لا تبقى ولاتذر. هامش المناورة يضيق . وكل يوم تنزف الدولة مزيدا من حضورها على الارض وفي وجدان المواطن الذي لم يعد يستطيع تعريف نفسه ضمن هويته اليمنية لنجد انفسنا امام تساؤل حقيقي؟كم مواطن يمني يستطيع اليوم تعريف نفسه كيمني .انه لمن المحزن اليوم تكرار تجارب التاريخ وعدم النظر بإمعان لضحايا الحروب الدينية والمذهبية والمناطقية التي لا يمكن إحصائها وهي تجارب تغنينا عن الذهاب بإتجاه تكرارها هذا ما يقوله المنطق.ولكن من قال ان للجنون منطق.

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.