حب الحسين .. بين الاسطورية و الاقتداء : علي احمد جاحز

في كل زمان و مكان تتكرر ملحمة " الحسين " عليه السلام كما تتكرر جريمة " يزيد " ، و ذلك في سياق تكرار ثنائية الخير و الشر ، و الحق و الباطل ، و الظلم و العدل ، و الثورة و الطغيان وووووو الخ .. 

و لذا فإن قناعتي الشخصية التي لا الزم بها احد تقول انه من غير الممكن و لا المنطقي ان يجتمع حب " الحسين " و كل ما يمثله الحسين من رمزية على الثورة و الاباء و الرفض للحكم السلالي الأسري و التضحية و الفداء و العزة و الكرامة و الشجاعة و العفة و العنفوان في سبيل مصلحة الأمة ... مع حب " يزيد " و ما يمثله من رمزية على الطغيان و الظلم و الاستبداد و القتل و السطوة و الفسوق و الفجور و الخداع و الجرأة على الله و على رسوله و على آل بيت رسوله و على صحابته و انتهاك حرماتهم في كربلاء او في الحرة في المدينة المنورة .. 

و اذا كان ثمة من يرى انه يستطيع ان يجمع بينهما كشخصيتين او كرمزيتين فهو إنما يحب الحسين في شخصية مختلفة بعيدة عن كل تلك المعاني التي يمثلها الحسين عليه السلام .

أو لعله يحب الحسين كشخصية كان بإمكانها ان تتجنب الشهادة و تسلم نفسها و اسرة رسول الله تلك الرزية التاريخية ، لكنها لم تكن لتجمع بين مصالحة يزيد و بين تلك العظمة و المنزلة و المكانة و السمو و الرفعة ، التي حصل عليها الحسين عليه السلام حين رفض التسليم للحسين ..

لذا فليراجع كل محبي الحسين محبته و ليختبرو صدق و جدية هذا الحب و الذي يقتضي جعل المحبوب قدوة و مثالا يحتذى به و ليس مجرد مشهد رومانسي و التغني بمأساة الحسين و ثورته كاسطورة و رمزية فنية و دلالية تزين العبارات و القصائد ..

 

 

 

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
3 + 7 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.