أخي الشهيد

لان الرجل كان شريفا صادقا مخلصا لقضايا وطنه
لأنه الحي في مجلس الأموات ( النواب ) فكان وحتى آخر أيامه يفتح مواضيع هامة وحساسة تصب في صالح الشعب اليمني ويطالب مجلس الأموات باتخاذ صلاحياته ووقف الفساد
لأنه الوحيد الذي كان يتصدى لكل أعضاء مجلس النواب المرتهنين والمرتزقة برفضهم مناقشة قضايا الوطن
لأنه بداء يكشف ملفات فساد كبيرة منها الكهرباء والأوقاف وغيرها
لأنه كان يقارع السلطة من موقعه ضد ما تقوم به من تواطؤا مع الأمريكان لاستباحة السيادة اليمنية وقتل اليمنيين ...فقد فتح ملف غرفة التجسس الأمريكية في جبل نقم بالعاصمة صنعاء .. وفتح ملف مجزرة المعجلة وشكلت لجنة حينها من مجلس الأموات ونزلت بناء على اقتراحه ... وفتح ملف الاغتيالات الأمنية وطلب الحكومة لاستجوابها ورفضت طلبه ... وفتح ملف اغتصاب فتيات يمنيات في السفارة الأمريكية بعد انتشار الخبر عبر الإعلام .... وطالب بإقالة كثير من الوزراء الفاشلين ... ووووو .... الخ كل ذلك في صمت وتأمر عليه من قبل المجلس برمته ... فانا اذكر قبل فترة عندما طالب المجلس بالقيام بدوره في منع الطائرات الأمريكية بانتهاكات بحق اليمنيين بعدما خرج من المجلس اتصل بي وشرح لي ما دار ومما قاله لي لم يجد أعضاء الإصلاح ما يردون عليه فقاموا باتهامه بالعمالة لإيران وان مطلبه هذا مجرد كسب سياسي وانه يتلقى التعليمات من طهران ... تصوروا هؤلاء أعضاء مجلس النواب حق الإصلاح .... ولان الشهيد كان قويا وصريحا ولا يخاف من احد فقد ( مسح بهم البلاط ) كما يقولون حتى تدخل يحيى الراعي وقال يا عبد الكريم ما حد بيتكلم عن هذا الموضوع إلا أنت لكن رد الشهيد كان قويا مما اضطر الراعي إلى إنهاء الجلسة ورفعها في غير وقتها ... كان بحق الشعب في مجلس الشعب ....فحقا بعد رحيلك لن يكون هذا المجلس إلا مجلس للأموات
لأنه رجل حر أبي يرفض المغريات والمناصب بالرغم مما قدم له للسكوت عن قول كلمة الحق
لأنه كان يؤدي واجبه بأكمل وجه تجاه وطنه وقضاياه ... أذكر ذات مرة اتصلت به واخبرني انه خرج من مؤتمر الحوار وذاهب إلى مجلس النواب فوق موتور فقلت له ليش ما تروح بسيارتك ؟ فقال ما عد بش وقت الحق الجلسة وكانت تلك الجلسة لمجلس النواب خاصة لاستجواب وزير الكهرباء هو الذي تقدم بالاستجواب
إن ذهبت للمسجد وجدته على المنبر خطيبا فصيحا ... وان ذهبت إلى فعالية ثقافية أو ثورية وجدته مشاركا ... وان ذهبت إلى مؤتمر الحوار وجدته سياسيا مقارعا ... وان ذهبت إلى مجلس النواب وجدته صادقا شريفا حاملا هموم الشعب ... وان ذهبت إلى مجتمعه وجدته محبوبا متواضعا مخلصا ... وان ذهبت إلى العلم وجدته مؤلفا ومحققا وعالما ... وان ذهبت إلى الإعلام وجدته فصيحا يقول كلمة الحق ولا يخاف ....
هذا هو الشهيد المجاهد العلامة الخطيب النائب عبدالكريم جدبان
لن أنساك يا شهيدنا ولن انسى تلك الأيام التي عشناها معا في بيروت .. تلك الأيام التي عرفتك فيها عن قرب ... تلك الأيام التي كنت احرص على الاستفادة منه ... تلك الأيام التي ضحكناها بمواقفك الطريفة ... تلك الأيام التي استمعت فيها لمواقفك ونوادرك مع الشهيد القائد وعلاقتك به وشهادتك عنه ... تلك الأيام التي ذهبنا فيها ورجعنا وأكلنا وشربنا ورحلنا ونحن نعيش في بحر علمك وطرافتك وتواضعك وتاريخك ومواقفك وسياستك .... لن انسى لقاءاتنا في صنعاء ومناقشة هموم البلد وما يعانيه المواطن ....
اه اه اه على فراقك فلن أنساك أيها العظيم ولن انسى مناداتك لي على الهاتف دائما أخي زيد
فأقول لك يا أخي الشهيد عهدا منا لن نترك طريقك وطريق أعلام الهدى وسنواصل دربك مهما غيبوك عنا فأنت جذوة تحيي فينا العزيمة والنشاط والهمة كما عهدناك وان دمك سيثمر انتصارات لم تتوقعها وأنت في حياتك فنم قرير العين وهادئ البال
صورة تجمعنا بعد اجراء مقابلة معه في برنامج حوار خاص على قناة المسيرة

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.