هل خسر التكفيريون الحاضن المجتمعي ؟ : علي احمد جاحز
بعد سقوط التكفيريين في كتاف ، من المتوقع انهم حاليا يعدون لحروب جديدة في مناطق مختلفة ليس ضد انصار الله وحسب بل ضد كل من لم يقاتل الى صفهم ، وهذا ما نلمسه في خطاباتهم هذه الايام التي يتهمون فيها كل من لم يقاتل معهم بانهم اعداء يتآمرون مع الكفار الاعداء ضد اهل الاسلام " حسب منطقهم " ..
لكن ما ينبغي فهمه - بعيدا عن اي اعتبارات عاطفية - انهم عزلوا انفسهم خلال فترة وجودهم في اليمن سواء قبل تلك الحروب او خلالها سياسيا و اجتماعيا ، و اعتقد انه لم يعد هناك اي حاضنة اجتماعية أو سياسية أو ثقافية من الممكن ان تحتضن مشروعهم القتالي و التعبوي أو تتأثر بدعواتهم الفجة الى التقاتل عدا استجابات فردية من هنا و هناك..
اضافة الى خسارتهم بشكل كلي الحاضن الاقليمي و الدولي و التعاطف الحقوقي و الانساني على الاقل المعلن منه ، خصوصا بعد كل ما شاهده الناس و سمعوه من فجاجة و بشاعة في خطابهم العدواني و التحريضي و وعيدهم المليء بالحقد و الكراهية و الذبح .
كذلك بعد ان رآى الناس و لمسوا طريقتهم في ادارة الصراع عبر تكريس ثقافة الفرقة و الكراهية بين فئات المجتمع و الدعوة الى القتال و الحرب كخيار وحيد و رئيسي ..
اضافة الى اعتمادهم لغة العنف و القتل و الموت و الانتقام و التكفير و الفجور في الخصومة ... منطقا وحيدا في التعاطي مع الآخر و الحديث عنه سواء كان طرفا يقاتلهم او طرفا يرفضهم او طرفا يحايد او يسكت .. فكلهم في نظرهم كافرون اعداء يقاتلون الاسلام او يخذلونه " بحسب ما تقوله بعض خطاباتهم و بياناتهم "
أتمنى ان يسود الامن و السلام بين اليمنيين و ان يفشل من يعد للحرب قبل ان يبدأها و قبل أن تراق الدماء ، و أتمنى من الدولة ان تضطلع بدورها في ضمان عدم اندلاع حرب جديدة في جبهات جديدة ، و السعي الحثيث لاطفاء نيران الحروب في الجبهات المشتعلة حاليا سواء في شمال اليمن او في الجنوب ..
التجارب اثنبتت ان الحروب لا تجر الا الوبال و الفشل على من يشعلها أولا ، و على اليمن و اليمنيين بشكل عام .
- قرأت 465 مرة
- Send by email
أضف تعليقاَ