زوجتي التي اعطيتها دينار احبها اكثر

في نقاش مع أصدقائي عن الدور الحقيقي للقوى السياسية في اليمن والعهر السياسي الذي تمارسه وعن قرار مجلس الامن وما يسمى (الفصل السابع) وما سبقه من ترويج واستدعاءات للتدخلات الدولية و التي كان من دعى اليها هم مجرد ادوات لتنفيذ ارادة الوصي عليهم وأظهار اختلافهم في تبادل للادوار تنعدم فيه الوطنية ويبرز فيه استرضاء الوصي عليهم .
والوصاية الدولية والارث التاريخي لاستدعائها و الذي بدأه سيف بن ذي يزن واستمر الى اليوم باسواء حالاته واشدها خطرا علينا كمواطنين وكيف يتم استغفالنا وتضليلنا عن حقيقة اعمال ونتائج سياسات ادوات هذه الوصاية وصراعاتهم (المختلقة) .
وقد كانت الطريقة التي تم بها التعامل مع قرار مجلس الامن الاخير وتناقل وسائل الاعلام وطريقة أثبات ولائهم للوصي الخارجي ، دفعتني لتشبيه القوى السياسية بزواجات ذلك الرجل صاحب مقولة ( من أعطيتها دينار أحبها أكثر ) ، حيلة لجاء اليها ذلك الرجل الذي له عدة زوجات يتنافسن على كسب محبته ومحاولة كل منهن اثبات انها الاكثر قربا من قلب هذا الزوج , تفاقم الصراع بينهن ما فرض على الزوج ان يتدخل وبما يضمن له ان صراعهن يبقيهن تحت امره متنافسات على كسب رضاه كزوجات مطيعات له وملبيات لرغباته .
ربما لا اجد فرق بين القوى السياسية ودورها السياسي في اليمن كزوجات مطيعات اقتصر دورهن على التسويق للوصاية الدولية والمحافظة على بقائها.
وقرار مجلس الامن صاغته بريطانيا _المحتل القديم _ وصوتت قطر والسعودية اللتان يعلم اليمنيون جميعا قبح تدخلاتهم في اليمن ،ومن يحقق مشاريعهم يبين حقيقة دور القوى السياسية وما نراه من توظيف لذلك القرار من قبل الاطراف السياسية في اليمن بما يؤجج الصراع ويزيد من الخلاف بين اليمنيين ويبقى على شرعية التدخل الدولي بسبب صراعهم وتخليهم عن مسؤوليتهم الوطنية .
وبالرغم من ان كل ما ورد في القرار الذي لم يسمي الاشياء بمسمياتها _مستهدفا بذلك جميع اليمنيين _ فما احتواه القرار من غموض يسهل توظيفه واستخدامه بشكل سيئ من قبل القوى السياسية وكلا يوظفه بما يقود اليمن الى صراع دائم ومستمر يهدم كل ما يمكن ان يصل اليه اليمنيين كمخرج للوطن من دائرة الصراع وبما يحرر الوطن من استمرار الوصاية الدولية فيما لو كان هناك من يريد خيرا لهذا الوطن .
ما تبع القرار من مواقف سياسية واعلامية يبين لنا بانهم يريدون ان يتم توظيفه اعلاميا وسياسياً بسهولة من قبلهم لأن بنود القرار غير واضحة ويمكن التلاعب بتفسيرها واستخدامها لاغراض سيئة وفرض مشاريع تخدم الوصاية الخارجية ، بريطانيا مثلا_المحتل القديم _ وتصويت قطر والسعودية لهذا القرار يفرض أجندات معينة تتبناها القوى السياسية تخدم الدول التي اوكلت اليها مهمة الوصاية على اليمن ونهب خيراته وبما يجعل من الوصاية شئ مقبول رغم الرفض الشعبي في الوقت الذي يتم تضليلنا من خلال (استرداد الاموال المنهوبة من نظام صالح ) الذي يعرف كل اليمنيين ان كل القوى السياسية المتصارعة اليوم هي نفسها من نهبت اموال اليمنيين فترة نظام صالح , ويهدف التضليل الى إبقاء الناس مشغولين بتبادل التهم ونفيها بين اقطاب نظام صالح والقوى المتصارعة الان .
زواج (الطبان) بقدر ما يسبب المشاكل في محاولات الزوجات المستميته كلا على حدة لإثبات ولائها وحبها لزوجها وانها تختلف عن (طبينتها) بقدر ما يستمتع الزوج بالاستفادة من تنافسهن هذا لرضاءه لتحقيق كل رغباته ويحافظ على ابقاء نفسه على مسافة واحدة من زوجاته كي يضمن بذلك استغلالهن وتحقيق ما يريد , وهو نفس الحالة التي تمارس اليوم القوى السياسية ادائها بهدف أرضاء الوصي الخارجي (قطر والسعودية ) وبريطانيا من الخلف _التي صاغت القرار التي تحل محل الزوج الموكل من قبل الدول الاستعمارية حيث تبقي نفسها على مسافة واحدة من الجميع وبما يضمن أستمرار تحقيق مصالحهم في ظل صراعهم كتصارع (الطبائن)

أضف تعليقاَ

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
6 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.