-( كلمة حق مع سلطان زائل )-

يتسابق الكثير من المسئولين المعيين والمعادين حديثاً إلى بعض المؤسسات الصحفية على صناعة الفرعون الجديد عبر كيل المديح له فالبعض أنزل صورته مع العداد والآخر أزال صورة الرئيس صالح وإضاءته .
تناسى الجميع أن الثورة هي من جاءت بهم إلى مناصبهم وليس النائب هادي , تناسوا أن هادي مرشحاً للرئاسة ولم يتم انتخابه بعد , تناسوا أن تلك المؤسسات حكومية وتمول من الخزينة العامة ولا يصح أن تدعم مرشح للرئاسة وتنزل له عداد ليحسب الوقت الباقي على جلوسه على العرش , أين حياد الإعلام الرسمي الذي نادينا به , انتقلنا من نفاق العهد الحالي إلى نفاق العهد المتوقع , ما هذا الحال الذي وصلنا إليه , حتى المثقفين والصحفيين يتسابقون لصناعة الفرعون , كان بعضهم بالأمس القريب يمجد الفرعون الذي أوشك زواله ويسبحون بحمده ومن نفس المنابر اليوم يتنكرون له وهو يلفظ أنفاسه .
إلى المتحولين أقول : رفقاً بثورتنا , رفقاً بشهدائنا , لا تستعجلوا المغنم فيكثر المغرم , دعوا الرجل يخرج بهدوء , اتركوا إضاءته تنير طريق خروجه , اتركوا صورته , ما المانع من تغطية أخباره إلى حين الانتخابات , ما زال رئيساً إلى حين أداء المنتخب اليمين , ستجدون الوقت الكافي لنفاق الصادق الأمين , تمهلوا قليلاً فقط .
تقولون الرجل يحاول أن يفسد الانتخابات ليعرقل انتقال السلطة , فلماذا تعطوه الذرائع ؟
إذا كنتم تتصرفون هكذا وهو ما زال يملك الشرعية – الشكلية على الأقل – فكيف ستفعلون بعد الانتخابات .
أنتم من سيعرقل الانتخابات , انتهازيتكم , تهافتكم , نفاقكم , حقدكم , ثقافة الانتقام , ثقافة التلون , استعجال المغانم .
يا من أنزلتم العداد لهادي , أين تعداد شهداء الثورة , كيف حال جرحاها , هل تسمعون أنات ثكلاها , ماذا تعني لكم الثورة ؟
ليبقى الوضع على ما هو عليه , لتبقى الإضاءة لتبقى الصورة لتبقى أهداف الثورة لأيام فقد ضللتم تمدحونها 33 عاماً , فتحملوها قليلاً , اكبحوا جماح نزواتكم , نفاقكم , نقمتكم , فستجدون الوقت الكافي للتعبير عنها . وسنجد الوقت الكافي لنثور عليكم .